خاص بآفاق البيئة والتنمية
افتتحت بلدة عقابا بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، في الحادي عشر من آب الماضي المدرسة الخضراء الأولى في فلسطين، والتي رأت النور وفقاً لمعايير الدليل الإرشادي الفلسطيني للأبنية الخضراء.
وشارك في الافتتاح وزير الحكم المحلي حسين الأعرج، ومحافظ طوباس والأغوار الشمالية ربيح الخندقجي، ونائب القنصل الأميركي العام في القدس دوروثي شيا، والقائم بأعمال رئيس بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة وغزة هاورد سيمكا، ومديرة مؤسسات مجتمعات عالمية لنا أبو حجلة، ورئيس بلدية عقابا جمال أبو عرة، وممثلون عن وزارة التربية، وقادة ومدراء الأجهزة الأمنية في المحافظة، وحشد من أهالي البلدة.
المدرسة الخضراء في بلدة عقابا
وعي
وقال الأعرج: "إن هذا المشروع يؤسس لثقافة بيئية صحية، ويرفع مستوى الوعي المجتمعي حول فوائد الأبنية الخضراء، والممارسات الصديقة للبيئة، مثلما يحقق هذا البناء أقصى درجات الاستفادة من الطاقة الشمسية".
وأكد حرص الوزارة على دعم الهيئات المحلية وتشجيعها نحو الاستثمار، وإقامة وتنفيذ مشاريع اقتصادية تنموية محلية بالشراكة مع القطاع الخاص، ومشيداً بنجاح مشروع المدرسة الخضراء وتشكيلها لنموذج صالح للتعميم في محافظات الوطن.
وقالت شيا إنها فخورة بإنجاز هذا المشروع الحيوي الذي سيخدم التعليم في فلسطين، ويسهم في تحسين البيئة التعليمية، مشيدة بجهود الجهات والأطراف التي أسهمت في إنجاز أول مدرسة خضراء في فلسطين، خاصة مؤسسة مجتمعات عالمية التي استثمرت الوكالة الأميركية للتنمية من خلالها، وعبر برنامج الحكم المحلي والبنية التحتية دعم هذا المشروع.
ووصلت التكلفة الإجمالية للمشروع 1.3 مليون دولار، وتستوعب 130 طالبة، وستحمل اسم ( ثانوية عقابا الخضراء)، وتضم المدرسة الثانوية: ثمانية صفوف، ومكتبة، ومختبر حاسوب، ومختبر علوم، وحدائق خضراء، وملاعب، ووحدات للطاقة الشمسية، وأنظمة إعداد وتكرير المياه الرمادية وإعادة استخدامها.
المدرسة الخضراء في قرية عقابا الوادعة
"المدرسة مُوفّرة للطاقة والمياه، وتعزل جدرانها المحيط الخارجي بسمك 52 سنتيمترا مربعًا، وصممت الإنارة لتستفيد طوال العام الدراسي من الشمس، والضوء الطبيعي، فيما لا تحتاج إلى تدفئة شتاء أو تكييف صيفًا، وتجمع مياه الأمطار في آبار، وفيها 3 آبار تنقية، عدا عن بئر رابع للمياه الرمادية. وستروي المياه المعالجة الملاعب والحديقة المحيطة".
|
سيرة
ولخص رئيس البلدية جمال أبو عرة لـ(آفاق)، مسيرة المدرسة الخضراء، التي بدأت صيف العام الماضي. يقول: "قدمنا تصميمًا لمدرسة عادية، وأرسلناه لمؤسسة "مجتمعات عالمية"، التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية، بقيمة 700 ألف دولار، فأعجبوا بالتصميم، ورفعوا موازنته إلى مليون وربع دولار، لتكون مدرستنا الأولى، التي تحظى بلقب (مدرسة خضراء)".
وأضاف: "المدرسة مُوفّرة للطاقة والمياه، وتعزل جدرانها المحيط الخارجي بسمك 52 سنتيمترا مربعًا، وصممت الإنارة لتستفيد طوال العام الدراسي من الشمس، والضوء الطبيعي، فيما لا تحتاج إلى تدفئة شتاء أو تكييف صيفًا، وتجمع مياه الأمطار في آبار، وفيها 3 آبار تنقية، عدا عن بئر رابع للمياه الرمادية. وستروي المياه المعالجة الملاعب والحديقة المحيطة".
ويطمح أبو عرة، أن يروج البناء الجديد لثقافة بيئية وممارسات خضراء، لا تنعكس على الطالبات فحسب، وإنما على البلدة برمتها.
المدرسة الخضراء
فالجدران تضم من الداخل أنظمة لعزل الصوت، فيما تحول دون وصل الشمس والبرد إلى الداخل، وتستقر في السطح وحدات الخلايا الشمسية، التي تنتج طاقة نظيفة، أما الحدائق فمنتشرة في ثلاث جهات، ولديها ملعب لكرة السلة، واهتمت بتوفير ممرات لذوي الاحتياجات الخاصة، ونهتم بفرز النفايات".
|
وصف
فيما تسرد مديرة المدرسة آمنة أبو خيزران لـ (آفاق): "المدرسة هي الأولى من نوعها في فلسطين، ويلمس الزائر الفرق في أول زيارة لها، فالجدران تضم من الداخل أنظمة لعزل الصوت، فيما تحول دون وصل الشمس والبرد إلى الداخل، وتستقر في السطح وحدات الخلايا الشمسية، التي تنتج طاقة نظيفة، أما الحدائق فمنتشرة في ثلاث جهات، ولديها ملعب لكرة السلة، واهتمت بتوفير ممرات لذوي الاحتياجات الخاصة، ونهتم بفرز النفايات".
تكمل أبو خيزران، وهي تتنقل بين ممرات الصفوف، وصولاً إلى مختبر حديث: "سنلتحق عما قريب بدورة تدريبية للتعرف على خصائص مدرستنا، وسنعلم الطالبات أهمية الحفاظ على بيئة المدرسة والبلدة أيضاً".
ووفق المديرة، ثمة غرفة خاصة للمهن والحرف، أما المختبر فيضم وحدة تخزين مواد كيماوية، وحيزًا لتحضير التجارب لحفظ السلامة العامة للطالبات، وغرفة تجارب أنجزت بأعلى المواصفات، واهتم التصميم بوضع غرفة صحية خاصة للإسعاف الأولى.
تتابع:" لا عرف بعد أين سنذهب في النفايات التي نفرزها داخل المبنى الأخضر، ولكننا سنحرص على أن تختلط مرة أخرى بالنفايات العشوائية، وسنحرص على تعليم الطالبات طرق تصنيع الكمبوست (السماد الطبيعي)، وتشجير الحدائق والحفاظ عليها".
أول مدرسة خضراء فلسطينية أنشأت في قرية عقابا
" كل شيء محسوب حسابه في المدرسة، حتى الكافتيريا مصمم بشكل جيد، وأسطوانات الغاز خارج المباني، ولا تضيع أي قطرة مطر، فكلها تعود من المغاسل ودورات المياه إلى الحدائق في الصيف، وتخزن في باطن الأرض شتاءً."
|
تميّز
تقول خولة أبو عرة التي رافقت المدرسة منذ لحظاتها الأولى: "تميزت المدرسة في كل مراحلها، وأكثر ما لفت انتباهي إجراءات السلامة المهنية في الموقع، ومنع دخول أي موظف دون ارتداء ملابس خاصة، ومنع التدخين داخل الورشة".
تضيف: " كل شيء محسوب حسابه في المدرسة، حتى الكافتيريا مصمم بشكل جيد، وأسطوانات الغاز خارج المباني، ولا تضيع أي قطرة مطر، فكلها تعود من المغاسل ودورات المياه إلى الحدائق في الصيف، وتخزن في باطن الأرض شتاءً."
ويشعر أهالي البلدة بالفخر بالمبنى الأخضر، وأكثر ما يلفت انتباه الزائرين منهم إلى قلب المؤسسة التعليمية، المساحات الخضراء، والجدران السميكة، وأنظمة تدوير المياه، والخلايا الشمسية التي تعلو معظم أجزاء المبنى، والحاويات الصغيرة لفرز النفايات.
يقول الشاب أحمد غنام:" نأمل أن تنتشر المدارس المماثلة في كل محافظات الوطن، فهي مدرسة تفتح الشهية للتعلم داخلها، وليتنا درسنا بأمكنة تشبهها."
وتقول مرام الطيطي، طالبة الصف الحادي عشر، التي تسكن طوباس، "إنها بدأت بعد زيارة المدرسة التفكير بالانتقال إليها، فهي تشجع على التعلم والمنافسة، وتشبه الجامعات بجمال مبناها."
|
غرفة صفية في المدرسة الخضراء بقرية عقابا |
|
مديرة المدرسة الخضراء آمنة ابو خيزران |