الآلاف من دعاة العولمة البديلة يتظاهرون في المنتدى الاجتماعي العالمي في مونتريال
مونتريال / خاص: تظاهر آلاف من دعاة العولمة البديلة في آب الماضي في مونتريال، لدى افتتاح المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعقد للمرة الاولى في بلد غني من اجل تجاوز الشرخ التقليدي بين الشمال والجنوب. وقد وصل المتظاهرون الذين بلغ عددهم بين ثلاثة وخمسة آلاف شخص، في عائلات أو مجموعات صغيرة اجتمعت تحت راية هيئة ناشطة، إلى ساحة المهرجانات حيث نظمت طوال ستة ايام ورش النقاشات على منصات المنظمات غير الحكومية.
وعلى راية كتب شبان مشاركون في التظاهرة الملونة والصاخبة، حيث كانت تبث اناشيد جامايكية من شاحنة مجهزة "الالتزام هو من أجل تغيير السياسة الاجتماعية".
وإذا كان دعاة العولمة البديلة انتقدوا البلدان الغنية خلال تجمعات كبيرة في بورتو اليغري (جنوب البرازيل)، حيث عقد المنتدى الاجتماعي الأول في 2001، فهم يفضلون الآن التصدي لمشاكل مشتركة، مثل اللامساواة أو البيئة، بالإعراب عن رفضهم للانقسام بين الشمال والجنوب.
وقال رافاييل كانيت، منسق المنتدى الاجتماعي العالمي 2016 "يجب تجاوز الانقسام بين الشمال والجنوب (…) اللامساواة الاجتماعية تتزايد في كل مكان". ويؤكد الناشط البرازيلي شيكو وايتيكر، المشارك في تأسيس المنتدى الاجتماعي العالمي، ضرورة إيجاد حلول للمشاكل في البلدان الناشئة "التي تواجهها بالطريقة نفسها في البلدان الصناعية".
وإذا كان المنتدى الاجتماعي العالمي قد اتخذ من مونتريال مقرا، فبسبب مجتمع مدني نشيط، كما يقول المنظمون.
بالإضافة إلى ذلك، يجد 4% من الشعب الكندي والأمريكيين الأصليين والأسكيمو والخلاسيين منبرا ممتازا في هذا التجمع.
وقال جوسلان لاتايل، أحد زعماء مجموعة الالغونكين الإثنية، أن "المنتدى الاجتماعي العالمي مكان جيد لنحمل رسالتنا وتنظيم الحدث هنا في كندا فرصة".
وعبرت الغينية فاطماتا شريف، التي قدمت من كوناكري وتترأس المنظمة غير الحكومية "فام، بوفوار اي ديفلوبمان"، (أي نساء، قوة، تنمية) عن أسفها لحركة تفتقد إلى الحماسة، وقالت "لا أرى عددا كبيرا من الأفارقة، وبمشاركين من دول الشمال، لا اعرف ما هو المنتدى الاجتماعي العالمي".
ويطغى على المشاركة الضعيفة اصلا طابع اقليمي كما حدث في الدورات السابقة منذ 15 عاما بسبب نفقات السفر والإقامة للزوار الأجانب. كما واجهت الحركة، في أول تجمع لها في احدى دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، رفض منح تأشيرات لأكثر من 230 مدعوا مثل الناشطة المالية اميناتا تراوري ورئيس نقابة عمال البريد الفلسطينيين عماد الطميزي، والمسؤول في نقابة اتحاد عمال البرازيل روجيريو باتيستا.
وقال دومينيك بيلون من منظمة "اتاك-فرنسا" أن رفض منح تأشيرات هو "خيار سياسي (…) لا يشرف الحكومة الكندية"، ويشكل إجراءا "ضد المنتدى الاجتماعي العالمي والناشطين الذين يناضلون من اجل الحقوق الإنسانية الأساسية".
وحملت وزارة الخارجية الكندية منظمي المنتدى مسؤولية رفض التأشيرات، مشيرة إلى أنهم لم يتبعوا الإجراءات المحددة الخاصة باللقاءات الدولية من أجل تسهيل عبور الحدود.
لكن رافاييل كانيه رد قائلا "قمنا بكل الاجراءات الممكنة ولسنا موظفين في الحكومة"، وتحدث عن "عملية طويلة وصعبة ومكلفة" للمشاركين الأجانب.
لذلك ستعقد الاجتماعات في غياب عدد من الشخصيات. ومن بين المسائل التي سيتم التركيز عليها في المنتدى مسألة ارتفاع حرارة الارض التي تحييها الناشطة الكندية ناومي كلين، والمناقشات حول موجات الهجرة وعدم المساواة في الأجور.