(باحثة في القانون العام والعلاقات الدولية)
لو استطعنا العودة بأنفسنا في التاريخ إلى وسط وغرب أوروبا في العام 400 ميلادي، لوجدنا أن القارة الأوروبية كانت مغطاة بغابات كثيفة مع فسحات جرداء عرضية، فقد ترى في كل فسحة من الفسحات بعض الأكواخ مع بعض الدخان المنبعث من بعض حرائق الغابات.
لقد اعتمد الأوروبيون في العام 400 ميلادي في حياتهم على الغابة للحصول على الطاقة، حيث كان الخشب مفيدا وبالوقت نفسه وفيرا نظرا لاتساع الغابات التي كانت تغطي فعليا كل بلد أو قرية، ومع ازدياد التعداد السكاني وتنامي انتشار صناعة السفن واختراع الفرن العالي بدأت المساحات الخضراء بالاندثار ليصل محلها مزارع تنتج الغذاء للإنسان والحيوانات الداجنة فقط.
سبق الثورة الصناعية في أوروبا في القرن الثامن عشر ثورتين: الأولى بين عامي 1100 و1350، والثانية بين 1450 و1650 تبع الثورة الأولى تناقص حاد نتيجة تفشي الطاعون، وتبع الثانية تناقص تدريجي بسبب المجاعات المتتابعة.
بالمختصر، كانت خلال العصور الوسطى في أوروبا فترةٌ شهدت الإبتكارات التكنولوجية والنمو السكاني والتناقض في مصدر الطاقة مقارنة مع الصين والعالم الإسلامي، ولكنها كانت قد شرعت بعمليات الاستكشاف، الأمر الذي عاد عليها بالثروات الهائلة كما ساعدها في استخدام نوع جديد من الوقود، وهو الفحم الحجري الذي عوضت به النقص الذي خلفه الخشب مما أدى إلى الإيذان ببداية التصنيع وانطلاق الثورة الأولى في مجال الصناعة القائمة على الوقود الأحفوري، ومع التطور التكنولوجي وظهور اختراعات جديدة تحتم المزيد من الطاقة أكثر من التي قدمها الفحم الحجري انتقلت إلى النفط والغاز الطبيعي وبالتالي ظهور صناعة الوقود الأحفوري.
الحقبة الأولى من نظام التصنيع الأحفوري: ثورة الفحم الحجري
وفقا لتقرير البعثات الأولى، القادمة إلى الصين، كان الفحم الحجري يستخدم هناك للتدفئة والطهو، وظل كذلك لمدة 4000 سنة. ولم يكن وجود الفحم سرا في بداية العصور الوسطى في أوروبا ولكن، الحجر الأسود كان يعتبر وقودا ثانويا، لأنه ينتج باحتراقه الكثير من الرماد والدخان. إضافة إلى تواجده في مناطق محددة فقط توجب استخراجه من المناجم ونقله. إذا فقد تم تجاهله لصالح الخشب حتى القرن الثالث عشر.
وما إن ظهرت مشكلة تناقص الخشب، حتى بدأ الفقراء باستخدام، الفحم لتدفئة منازلهم، وكان يأتي معظمه من طبقات قريبة من سطح الأرض، إذ كان ناعماً وكبريتي القوام بحيث يبعث دخانا كثيفا،وكان الكثير منه فحما بحريا يتألف من قطع مجمعة من الشواطئ ومن طبقات المنحدرات الصخرية الشاطئية البارزة.
ومع قدوم القرن الثالث عشر، كانت لندن تغرق بالدخان في أشهر الشتاء. وبحلول القرنين السادس عشر والسابع عشر، وجد الأغنياء أنفسهم مجبرين على استخدام هذا الوقود، وما لبث أن ظهرت جوانب إيجابية للفحم، خصوصا في صناعة الحديد نظرا لحرارة اشتعاله العالية، ووجدت التجارب أن الطرق المطبقة للحصول على الفحم النباتي يمكن أن تطبق على الفحم العادي للحصول على فحم الكوك.
وبدأ استخدام فحم الكوك لإنتاج الحديد والفولاذ في بداية القرن السابع عشر، الأمر الذي مهد الطريق لظهور الثورة الصناعية، وكان قد بات استخدام الفحم في القرن السابع عشر أساسيا لصناعة الزجاج والأجور والقرميد والملح (من خلال تبخير مياه البحر)، ومن أجل تكرير السكر وتخمير البيرة وخبز الخبز.
في أثناء ذلك أدى استخراج الفحم إلى سلسلة من الاختراعات الميكانيكية الهامة، بما فيها عمليات الرفع الميكانيكي، وإنارة وتهوية الأقنية التحت أرضية. ومع ازدياد المناجم عمقا (قد تحل أحيانا إلى 60 متراً عمقا) تتجمع المياه في قعرها فيلجأ العمال إلى ضخ هذه المياه إما بمضخات يدوية أو بتمرير دلاء الماء من يد إلى يد، وظلت هذه العملية متبعة حتى عام 1698، حيت قام توماس سيفوي Thomas Savery باختراع مضخة آلية تعمل على البخار المكثف لتشكيل فراغ يعمل على امتصاص الماء.
لم تكن الآلة فعالة، فقد كانت تحتاج إلى كم كبير من الوقود لإخراج كمية متواضعة من الماء، وبعد عشر سنوات ابتكر سامويل كومين Samuel Newomen آلة شكلت المحرك البخاري الخام الأول، حيث عملت على مبدأ مختلف أي لضخ مياه مناجم الفحم فقط، وفي ذلك الوقت لم يتخيل أحد أن هذه الآلة ستتطور لتخدم الصناعة والنقل.
لقد واجهت مناجم الفحم مشكلة أخرى غير ارتشاح المياه إليها، وهي مشكلة استخدام الفحم ونقله إلى الأنهار أو الموانئ إلى أن ابتكر ريتشارد رينولدز عام 1767 عربة تسير على سكة حديدية من كولبروكديل coalbrookddle إلى سيفران Severn، وتم بناء عدد لا حصر له من خطوط الترام خلال العقدين التاليين، وفي جميع الأحوال كانت قوة السحب والجر تعتمد على الأحصنة.
مع اقتراب القرن 18 بدأ المخترعون يتلاعبون بفكرة استخدام المحرك البخاري الجديد لتحريك القاطرات إلى أن جاء المهندس جورج سنيفنس بطرح فكرة وضع القاطرة البخارية على سكك حديدية كتلك المستخدمة في خطوط الترام في مناجم الفحم، وفي سنة 1821 قام ستيفنس بتصنيع أول عربة سكة حديد تسير على البخار، التي أظهرت للمرة الأولى والأخيرة تفوق التكنولوجيا الحديثة على العربات أو القاطرات التي تجرها الأحصنة.
وقد استفاد من هذا التفوق السفن التي كانت تعتمد في السابق على القوة البدنية للإنسان وقوة الرياح إلى غاية سنة 1840، حيث بدأ تطبيق القوة البخارية على الشحن. وفي ستينات القرن التاسع عشر أيضا مكنت المبتكرات الجديدة مثل المراجع الفولاذية ذي الضغط العالي والسفينة الفولاذية، وهي السفن التي تسير على المحركات البخارية من نقل حمولة أكبر بثلاثة أضعاف من سفينة الإبحار العادية.
كما كان للفحم منتجات ثانوية كيماوية هامة ومن بين هذه المنتجات التي كان لها تأثير كبير على المجتمع: الغاز الصناعي، أو غاز الاستصباح أو غاز المدينة (فهو الغاز المستخرج من الفحم، وقد تم اكتشافه في نفس الوقت من طرف الفرنسي Philippe libon والإنجليزي Willian Murdoch وشرع في إنتاجه صناعيًا عند مطلع القرن التاسع عشر، حيث كان قد استخدم للإنارة، وأول شارع شهِدَ الإنارة بالغاز كان في لندن سنة 1807،وكانت بالتبمور أول مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية تنير شوارعها باستخدام الغاز وبعدها تبنت فرنسا هذه الفكرة وكان ذلك في باريس ولم يمض وقت طويل حتى باتت كل بلدة يزيد عدد سكانها 10.000 تستخدم الغاز.
وفي عام 1877 تم اكتشاف غاز الوقود من البخار المشبع بالزيوت الخفيفة الناتجة عن القطران المتخلف عن صناعة الغاز، وهو غاز معروف أيضا "غاز الماء المكربن"، وهو وسيلة لمقاومة الغازات لأنه كان ناتجا عن تطبيق الكهرباء في الإنارة التي تعتمد على الغاز. وفي سنة 1854 تم اكتشاف أصبغة قطران الفحم التي أدت إلى رواج منتجات الفحم الثانوية وأحدثت الأصبغة الصناعية الجديدة ثورة في صناعة المنسوجات وإلى نمو الشركات الألمانية التي تعمل في مجال الكيمياء والصيدلة كشركة (hoechst ) و(igforben).
إذن فقد كان دور الفحم مركزيا في ما نسميه بنظام التصنيع، إلا أن هذا التوسع في استهلاك الفحم لم يشمل جميع دول العالم، بل ارتكز بداية في أوروبا وأمريكا الشمالية، ومن بين جميع الدول كان لبريطانيا النصيب الأكبر من الاستهلاك. (بالمناسبة كانت لقدرة الصناعة البريطانية على الاستفادة من مصادر الطاقة الجديدة تبعيات جيوسياسية فقد كانت سفن الشحن البريطانية البخارية تحمل المواد الخام من جميع أنحاء العالم إلى الموانئ البريطانية لتقوم القاطرات بشحنها إلى المعامل لتصنيعها. ومن ثم تحمل القطارات البضائع المصنعة من المعامل إلى الموانئ لتوزيعها في مستعمراتها التي تبعد ألاف الأميال، وكان نظام التجارة هذا يستند على كل من السياسات والقوانين والمعاهدات التي كانت تقدم من جانب المستعمر الذي كان يمتلك قوة عسكرية قادرة على التحرك والسيطرة وفرض تنفيذ هذه القوانين).
نفس الشيء بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية حيث شكل الفحم ثلاثة أرباع التغذية بالطاقة وخاصة في المناطق الجبلية من بنسلفانيا وويست فرجينيا وكنتاكي وتينسي، ووصل اعتماد العالم على الفحم إلى ذروته في بداية القرن العشرين ، إذ وصل اعتماد العالم على الطاقة الناتجة عنه إلى أكثر من 90%.
الحقبة الثانية : سيطرة البترول على الصناعة الأحفورية
في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأ مصدر جديد آخر للطاقة يصير قيد الاستخدام، وهو البترول. وكما كانت الحال مع الفحم، فإن بضعة من الناس فقط كان لديهم في البداية فكرة طفيفة عن نتائج استثمار مورد الطاقة الجديد هذا، وكما كان للفحم دور كبير في تشكيل الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في القرن التاسع عشر، سيكون للبترول مثلاً هذا الدور وأكثر في القرن العشرين
ومن جديد كانت الحاجة أم الاختراع، فمع تزايد الآلات ذات المحركات خلال القرن التاسع عشر، صارت تستخدم الزيوت النباتية، وزيت الحيتان والشحوم الحيوانية في تزييت الآلات، وصار زيت الحيتان يستخدم كوقود للمصابيح، ونحو نهاية القرن، صارت أنواع الحيتان التجارية هدفا للصيد لدرجة الانقراض، وصار زيت الحيتان في ازدياد مطرد للسعر، وتبين أكثر أن الزيوت النباتية لاتفي بالغرض لتزيت الآلات التي أخذت تزداد فخامة ودقة في التصميم والتصنيع.
بدأ البترول يصبح متوفرا كزيت تشحيم رخيص بعد عمليات حفر أول بئر بترولي تجاري على يد الكولونيل إدوين إل دريك (Edwlin L.Droche) شمال غرب بنسلفانيا في عام 1859. وبمجرد تكرير النفط إلى كيروسين، كوقود للمصابيح، وكانت قد حلت مشاكل نضوب زيت الحيتان وشحم الآلات. وبالطبع مع الوقت سيكتشف الناس فوائد أخرى للنفط.
لقد جمعت الثروات وبددت بشكل سريع من قبل عشرات العاملين في مجال التنقيب والتكرير، وذلك مع تزايد الطلب على البترول كحاجة قد نشأت حديثا، وفي هذه الأثناء برز رجل أعمال ذكي يعمل في مجال النفط اسمه جون دي روكفيل (John D.rockefelle) (الشخصية التي لا تزال إلى يومنا هذا توحي بشيء من الأسطورة في مسائل تسويق البترول ورجل أعمال نشيط في قطاع البترول قد أدرك في الحال أهمية البترول بالنسبة إلى الاقتصاد الأمريكي. كما أدرك في وقت مبكر أن الاحتياطي الأمريكي لن يسد حاجة البلاد...). الذي كان قد بدأ شراء النفط الخام في بنسلفانيا وأوهايو وغربي فرجنينا ومن ثم تكريره تحت اسم شركة ستاندرد للنفط Standard وهي سرعان ما أصبحت من أكبر شركات التكرير في البلاد...
وبدلا من شراء نتائج مكرري النفط والمنتجين الآخرين بشكل صريح ومباشر أنشأ روكفيلر اتحاداً احتكاريا سيطر فيه حاملو الأسهم في شركة نفط ستاندرد على الأسهم في عشرات شركات النفط الأخرى، وأيضا اعتمد روكفيلر في عمله على إستراتيجية بسيطة ومتماسكة وهي: أن ينتج بأقل سعر وأن يقدم منتجات معقولة، وأن يعرض بدون رحمة منتجاته بأسعار تنافسية أدنى من أي منتج أخر، وهكذا يمتص أي منافس.
إضافة إلى معامل التكرير طورت شركة ستاندارد منتوجاتها الخاصة وأنظمة التوزيع وبنت خطوط الأنابيب وصنعت أول صهريج لنقل النفط. وبحلول عام 1880 سيطرت شركة ستاندارد على 90% من أعمال النفط في الولايات المتحدة الأمريكية ونفس هذه السنة بالنسبة للعالم أيضا.
بعد عقد ونصف من إنشاء شركة ستاندارد في عام 1865 كان قد حقق تقريبا روكفيلر الهدف الذي تصوره من البداية؛ وهو احتكار البترول في العالم، ولكن هذا الاحتكار كان متصفا ولو جزئيا على السيطرة على الإنتاج العالمي، هذه السيطرة التي تهدد باكتشاف احتياطات هامة خارج شمال غرب أمريكا.
برز التهديد الأول من هذا النوع من الإمبراطورية الروسية، عندما اكتشف النفط عام 1871 في باكو (Baku) وهو إقليم يقع في شبه جزيرة أسفيرون في منطقة بحر قزوين. وصل لوديغ نوبيل (ludwing nobel) الذي عرف باسم روكفيلر الروسي إلى باكو، في البداية اندفع نحو النفط وأسس سريعا سيطرة تجارية على إنتاج وتكرير النفط.
وبحلول عام 1885 بلغ إنتاج روسيا من النفط الخام ما يعادل ثلث إنتاج أمريكا، وحيث أن الطلب الروسي على النفط لا يستهلك هذه الكمية،فقد بدأ نوبل بتسويقه عالميا. وقد تلقى نوبل مساعدة فرنسية عن طريق سلسلة بنوك Roth shild(والتي كانت قد مولت على مدى القرون الماضية الحروب والحكومات والصناعات) والتي امتلكت في تلك الأثناء مصفاة للنفط في (Fune) في بحر الادرياتيكي، تعهدت بنوك roth schilel بناء سكة حديدية من باكو إلى باليوم (Baluim)، وهو ميناء على البحر الأسود، الأمر الذي سهل وصول نفط نوبل إلى الأسواق الأوروبية.
قامت بنوك Rothschild بشراء آبار نفط ومصافي للتكرير في باكو، مما أدخلها في منافسة مع نوبل، وكذلك وسعوا توزيع النفط الروسي ليشمل بريطانيا، الأمر الذي حث شركة ستاندارد على الاندماج في لندن تحت اسم الشركة الإنجليزية- الأمريكية للنفط. من هنا بدأ أصحاب Rothsdhild بالنظر إلى أسيا كسوق إضافية لتسويق إنتاج باكو المتزايد من النفط.
وفي بداية التسعينات من القرن 19 عقدوا اتفاقية مع التاجر الدولي ماركوس صاموئيل (Marcus Samuel) لإنشاء نظام توزيع في جنوب وشرق أسيا، ما لبت صاموئيل أن أصبح مشرفا على بناء خزانات النفط في أسيا. بعد أن أدخل تحسينات على تصميم ناقلات البترول، وحصل على حق العبور من قناة السويس التي منعت سابقا عبور سفن شحن النفط، وكانت خطة صاموئيل التغلب على شركة ستاندارد في لعبتها الخاصة، مزودا النفط الروسي المصدر في الشرق الأقصى بأسعار لا يستطيع روكفيلر مجاراتها.
حققت شركة صاموئيل التي كانت تعرف أولا بشركة Samuel وفيما بعد شركة شل للنقل والتجارة ضربة موفقة لفتت أنظار ستاندارد. وهذا يعطي ميلاداً لما يعرف بالمنافسة العالمية بين الشركات الاحتكارية على الصناعة البترولية العالمية، وليس هذا فقط بل أيضا هناك ما يمكن تسميته العلاقات البترولية الدولية التي ستظهر عند اكتشاف البترول في الشرق الأوسط ودول الخليج العربي.
خلاصة: لقد عرف الإنسان الطاقة المستخرجة من باطن الأرض منذ قديم الزمان، ولكنه لم يتمكن من معرفتها، حين ذاك بشكل جيد، سواء فيما يتعلق بماهيتها أو طبيعة خصائصها وكيفية تواجدها إلا في فترات متأخرة من حياة الإنسانية وهي فترة العصر الحديث، خاصة أواخر القرن التاسع عشر. حيث توسعت المعارف والعلوم الإنسانية لتبلغ مراحل متقدمة. ومنذ ذلك أمكن للمعنيين من مختلف الاختصاصات بالدراسة والتحليل من معرفة الشيء الكثير عنها. لذا عمد الإنسان للحصول على المزيد منها بشتى الوسائل؛ حتى أصبح لدينا صناعة قائمة على هذه الموارد الأحفورية حيث نجد العالم بأسره يستمد منها ما يحتاجه من الطاقة.
كانت الطاقة، ولا تزال المحور التي تدور حوله دواليب الحضارة، وإن كانت في الحقيقة لا تمثل كل شيء فهي أساس كل شيء، ومن يملكها ملك كل شيء. والطاقة الأحفورية وعلى رأسها النفط كنتاج طبيعي، بشري وتقني تشمل جميع مجالات النشاط البشري، حيث لم يعد بالإمكان معالجة قضايا الطاقة بمعزل عن معالجة العلاقات الاقتصادية، والجيوسياسية الدولية، التي يجب أن تقوم عليها العلاقات بين الدول المنتجة والدول المستهلكة، ويتجلى هذا بوضوح في سرعة تغير خريطة الطاقة تماشيًا مع التغيرات والتحولات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.