الآفات والأمراض تتفاقم في جميع أنحاء العالم بسبب التجارة البحرية

نيويورك / خاص: أعربت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" عن قلقها إزاء خطر"التسربات البيولوجية"، خاصة الآفات والأمراض التي تنتشر في جميع أنحاء العالم، وعزت ذلك إلى التجارة البحرية.
ونوه بيان إلى انه وفي بداية القرن العشرين، تسبب نوع غريب من الفطر في القضاء على مليارات أشجار الكستناء الأمريكية، مما أثر بشكل كبير على المشهد البيئي والنظام الإيكولوجي، مؤكدا على أن هذا الأمر يتكرر اليوم من جديد حيث يهدد حفار الرماد الزمردي، وهو نوع آخر من الحشرات المتطفلة التي جاءت عبر الطرق التجارية إلى موطنها الجديد، بالقضاء على أشجار قيّمة يستخدمها الإنسان منذ وقت طويل لصنع مقابض الأدوات والقيثارات وأثاث المكاتب.
وذكر البيان أنه ربما كانت أخطر التسربات البيولوجية هي تلك التي وقعت في القرن التاسع عشر، عندما أبحرت كائنات حية دقيقة تشبه الفطر من الأمريكتين إلى بلجيكا، وفي غضون أشهر وصلت هذه الكائنات إلى أيرلندا مسببة آفة البطاطا التي أدت إلى المجاعة والموت والهجرة الجماعية.
ونوه إلى انه ولهذا السبب اجتمعت دول العالم قبل ستة عقود تقريباً من أجل وضع الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، كوسيلة للمساعدة في وقف انتشار آفات النباتات وأمراضها عبر الحدود الدولية عن طريق التجارة الدولية، ولحماية المزارعين والغابات والتنوع البيولوجي والبيئة والمستهلكين.
وقال كريغ فيدتشوك، منسق أمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات في منظمة "فاو"، إن خسارة المحاصيل وتكاليف المكافحة التي سببتها الآفات الغريبة أدت إلى ارتفاع باهظ في تكاليف إنتاج الغذاء والألياف والأعلاف.
وذكر أن ذبابة الفاكهة والخنافس والفطريات وغيرها من الآفات ساهمت في تقليل إنتاج المحاصيل الزراعية العالمية بنسبة تتراوح بين 20% و40%.
بالرغم من وجود طرق مختلفة تساعد هذه الأنواع الغازية من الآفات على الوصول إلى موطنها الجديد، إلا أن الشحن هو أحد الطرق الرئيسية لنقلها.
ووفقاً لإحدى الدراسات فإن الغزو البيولوجي يسبب وقوع خسائر في نشاط الاقتصاد العالمي تصل إلى 5% تقريباً، أي ما يعادل قيمة الخسائر التي تسببها الكوارث الطبيعية خلال عقد من الزمن.
ويقول بروكرهوف إن هذه النسبة يمكن أن تصل إلى الضعف إذا أخذ في الاعتبار الآثار الأخرى التي يصعب قياسها.