آفاق البيئة والتنمية تكشف: فلسطينيون في قريتي شقبا ورنتيس غرب رام الله يحرقون صور أشعة إسرائيلية في أراض زراعية لاستخراج الفضة والأضرار الصحية خطيرة

الغازات السامة المنبعثة من حرق صور الأشعة الإسرائيلية غرب رام الله
خاص بآفاق البيئة والتنمية
على حافة الهاوية تقف قرى غرب رام الله، ولكن هذه الهاوية تصنع للأسف بأيدي بعض المنتفعين من السكان وتحت سمع وبصر المسؤولين في وزارات السلطة الفلسطينية الذين يملكون القانون ولا ينفذونه بحق هؤلاء القتلة المستترين.
بعد آلاف الأطنان من النفايات الاسرائيلية التي غمرت قرى غرب رام الله " رنتيس، شقبا، نعلين، المدية " وما زالت مكدسة حتى الآن، بعلم المسؤولين في وزارة الصحة وسلطة جودة البيئة والمحافظة، تبرز الآن مشكلة خطيرة في المنطقة الواقعة بين شقبا ورنتيس؛ وهي حرق صور الأشعة وأفلام التصوير القادمة من اسرائيل بطرق غير قانونية في فرن بدائي لاستخراج الفضة منها، والمخجل أن النسبة الأكبر من هذه الفضة تذهب للتاجر الإسرائيلي في حين يأخذ الوسطاء الفلسطينيون وهم من قريتي شقبا ورنتيس مبالغ زهيدة إذا قارنا ذلك بحصة التاجر الاسرائيلي الذي لا يعمل شيئا سوى احضار صور الأشعة والأفلام من اسرائيل.
الفرن البدائي الذي تحرق به صور الأشعة الإسرائيلية في الأراضي الزراعية غرب رام الله
التفاف على القانون
بدأت هذه العملية في قرية شقبا في شهر أيار 2009، بعد أن فاز مواطن من سكان قرية شقبا بعطاء حكومي رسمي طرح من قبل دائرة اللوازم والعطاءات في وزارة المالية بهدف التخلص من صور الاشعة التالفة في 12 مستشفى حكوميا وعدد من المراكز الصحية الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية بالإضافة إلى مادة " الفكسر " المستخدمة في تحميض الأفلام السينية.
المشكلة تكمن في أن هذا المواطن لم يحصل على المصادقة اللازمة من سلطة جودة البيئة التي تتيح له العمل بالعطاء الموقع مع وزارة المالية، حيث أن سلطة جودة البيئة تشترط إجراء دراسة لتقييم الوضع البيئي " لمصنعه" المتمثل بفرن حديدي عادي، فبحسب المهندس في سلطة جودة البيئة ثابت يوسف والمسؤول عن منطقة رام الله فإن الفرن المستخدم " والمصنع " الذي يتم العمل به لا يتفق مع مواصفات السلامة المعمول بها.
لكن الأخطر أن المواطن بالإضافة لشخص آخر من قرية رنتيس نقلا الفرن من قرية شقبا إلى منطقة زراعية تقع بين القريتين حيث تستغل أرض تعود للأخير، ويأتي هذا النقل بعد شكاوى الأهالى المتكررة وازدياد ملحوظ في الأمراض عند الحوامل والأطفال بسبب استنشاقهم لغاز الديوكسين المنبعث من حرق صور الأشعة وهذا الضرر مثبت علميا. حيث يعملون على احضار صور الأشعة والأفلام من مصدر اسرائيلي بطرق غير قانونية في التفاف واضح على العطاء الموقع مع وزارة المالية والغير مصرح للعمل به أصلا إلا بموافقة سلطة جودة البيئة وباستخدام مواد مصدرها المستشفيات الفلسطينية وليس الإسرائيلية.
جريمة حرق صور الأشعة الإسرائيلية تقترف بأيد فلسطينية في الأراضي الزراعية التابعة لقريتي شقبا ورنتيس
موقف المجلس في رنتيس
عند سؤالنا لرئيس مجلس رنتيس السيد مؤيد عودة عن موقفه من هذه الجريمة التي تتم بحق البيئة والإنسان، أجاب أن المجلس يقف دائما في صف المواطن ويعمل لمصلحته وأنه سيهتم بالموضوع، ولكن هذا الاهتمام لم يثمر ولم تُر نتائجه حتى اللحظة، مع العلم أنه تم إبلاغه عن مكان وجود الفرن منذ بضعة أسابيع وعندها قال أنه يعلم بالمشكلة والمجلس لا يوافق على مثل هذه الأمور.
وقد أثبتت الدراسات أن هذا غاز الديوكسين يؤثر على جميع أجهزة الجسم بما فيها جهاز المناعة، ويؤدي إلى تأخر سن البلوغ كما يؤثر على الخصوبة، إضافة إلى تأثيره على الحيوانات والخضار بشكل خاص.
إذا هي مشكلة ما زالت قائمة منذ أكثر من خمس سنوات، انتقلت من قرية شقبا إلى قرية رنتيس المحاذية، وعلمت بها الجهات الفلسطينية المختصة في حينه ولم توقف العمل حتى اللحظة، فالحرق ما زال مستمرا بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا، تحرق فيها كميات كبيرة من صور الأشعة الإسرائيلية في ظروف غير صحية إطلاقا ومنافية لشروط الصحة والسلامة العامة، فهل ننتظر المأساة حتى تحصل ومن ثم نبحث عن العلاج، أم يجب علينا الوقوف بانتظار مرض خطير لطفلة أو حالات اجهاض متكررة لحامل بسبب تلك الغازات السامة المنبعثة من ذاك الفرن.
 |
مخلفات صور الأشعة الإسرائيلية التي يحرقها بعض ضعاف النفوس في أراض زراعية بين قريتي شقبا ورنتيس غرب رام الله
|
 |
وثيقة صور الأشعة الإسرائيلية التي تبين أن مصدر الصور التي تحرق في أراضي قرى غرب رام الله هو مشفى برزلاي في مدينة عسقلان |