
حسين عباس / خاص: قدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" أن نحو 30% من الإنتاج الغذائي العالمي، أي ما يتراوح بين 40 و50% من المحاصيل الجُذرية والفواكه والخضروات، و20% من البذور الزيتية واللحوم ومنتجات الألبان، و35% من ناتج الأسماك، إما أنها تفسد أو تُهدر هباء.
وقالت "الفاو" في تقرير نشر في أواخر أكتوبر الماضي إن هذه الكميات تبلغ إجمالا ما يصل إلى نحو 1.3 مليار طن – أو ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجات ملياري شخص.
وأشارت إلى أن مساعي تقليص الخسائر الغذائية وإهدار الأغذية، ستتلقى دفعةً قوية بفضل منصة شبكية جديدة دُشنت عبر الانترنت، تجمع للمرة الأولى بين نسق متكامل من الموارد التي تسمح لأصحاب الشأن بتبادل الخبرات وأفضل الممارسات فور اللحظة.
وأطلِقت الجماعة العالمية الجديدة لقواعد الممارسات (COP) والمعنية بالحد من خسائر الأغذية بالمشاركة، من قبل وكالات الأمم المتحدة الثلاث في روما، وهي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).
وتشكل المنصة جزءاً من مشروع "تعميم الحد من فاقد الغذاء لصالح صغار المزارعين بمناطق العجز الغذائي"، وهو البرنامج الجاري تنفيذه حالياً بين منظمة "فاو" وصندوق "إيفاد" وبرنامج الأغذية العالمي بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).
وتصبو الجماعة الجديدة لقواعد الممارسات للحد من فاقد الأغذية أن تصبح نقطة مرجعية عالمية تُعنى بتيسير تبادل المعلومات وإقامة حلقات الربط بين أصحاب الشأن بما في ذلك المؤسسات العامة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وتتيح المنصة الجديدة لأصحاب الشأن متابعة الأنباء والأحداث ذات الصلة، والنفاذ إلى المكتبات الإلكترونية وقواعد البيانات وغيرها من مستودعات المواد، وكذلك دخول حلبة الشبكات الاجتماعية. وسيتاح قريباً عدد من الدورات التدريبية عبر الانترنت والوحدات المنهجية للتعليم الإلكتروني (e-learning modules) في إدارة عمليات ما بعد الحصاد.
وقال نائب المدير العام لشؤون الموارد الطبيعية لدى "الفاو" ماريا هيلينا سيميدو، "إن عدم هدر المواد الغذائية، يعني عدم هدر الموارد المستخدمة في إنتاجها".
وأضافت بالإشارة إلى المبادرة الجديدة، "فالمتعين إنجاز الحد من الهدر والخسائر عن طريق تلافي العوامل المؤدية إلى ذلك، وفي المقام الأول أن يصبح هذا الهدف أولوية للجميع"، لا سيما وأن أكثر من 800 مليون شخص في العالم ما زالوا يعانون الجوع يومياً.
وقال نائب رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ميشال مورداسينى إن الفاقد من الغذاء "يظل مرتفعاً على نحو لا يمكن القبول به ويضر أساساً بصغار المزارعين الأشد عُرضة لآثاره".
وأوضح أن "الحلول التقنية الممكنة لا يزال من المتعين أن تتاح وبأسعار معقولة، لتلك المجتمعات الزراعية".
ورحب مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، راميرو لوبيس دا سيلفا، بإطلاق هذه المنصة المعلوماتية، ولاحظ أن مبادرة الحد من خسائر ما بعد الحصاد لدى برنامج الأغذية العالمي تغطي حالياً 16000 من أسر صغار المزارعين في أوغندا، وذلك بهدف تقليص الفاقد اللاحق للحصاد بنسبة 70% في صفوف صغار المزارعين المشمولين بها.
وقال لوبيس دا سيلفا، "من خلال الجماعة العالمية الجديدة لقواعد الممارسات، نتطلّع إلى تقاسم أفضل الخبرات والممارسات مع المنظمات الأخرى المشاركة في الجهود المماثلة".
ويمكن بالتواصل مع المنصة الجديدة متابعة المشروعات والبرامج في مجال تقليص خسائر الأغذية وإدارة المحاصيل في مراحل ما بعد الحصاد، بما في ذلك الإحاطة بأنشطة المبادرة العالمية بشأن الخسائر الغذائية والحد من الفاقد.