"ستيفيا" نبات أميركي لاتيني يهدد السكر في صناعة المحليات
نبات ستيفيا
نيويورك / خاص: تبدأ "دومينو شوغر" أكبر شركة لصناعة السكر في الولايات المتحدة في تصنيع أولى منتجاتها من مواد التحلية "الطبيعية" الخالية من السعرات الحرارية من نبات "ستيفيا" المزروع في باراغواي، وذلك في أقوى مؤشر حتى الآن على تأثير النبات غير المعروف على الطلب على السكر الخام.
وخلال أقل من عشر سنوات فاز نبات "ستيفيا" بنصيب كبير من السوق العالمي لمواد التحلية الصناعية، الذي يقدر حجمها بنحو 1.3 مليار دولار، مع إقدام المزيد من المستهلكين المهتمين بالتغذية الصحية على استخدامه في المأكولات والمشروبات.
كما قلت شهوة المستهلكين تجاه مواد التحلية الصناعية وسط الاهتمام المتزايد بالأغذية "الطبيعية".
وتعاني كبرى الشركات المهيمنة على سوق السكر العالمي من تباطؤ الطلب على السكر المكرر خاصة في الولايات المتحدة. ويرجع ضعف الطلب في الولايات المتحدة لأسباب منها مخاوف بشأن المعدلات المرتفعة للغاية من البدانة ومرض السكري.
وتدشن مجموعة "إيه.أس.آر غروب" التي تبيع سكر دومينو، وهي أكبر شركة لتكرير سكر القصب في العالم، منتجها الجديد مع نهاية العام الجاري، وهو المنتج الأول من نوعه الذي يصنع بالكامل من مستخلص النبات بدلا من توليفة من السكر والنبات.
ويمثل الإنتاج الجديد خطوة جريئة بالنسبة للشركة، خاصة وأنها تعتمد على السكر في 98% من عملياتها.
ولا يزال الطلب على نبات "ستيفيا" ضعيفا بالمقارنة بالاستهلاك العالمي للسكر، الذي يتجاوز 170 مليون طن. كما لا يزال عنصرا نادرا في الأغذية الامريكية.
وحذر بعض خبراء الصحة من ان المنتج الجديد يحتوي على إضافات بجانب مستخلص النبات. كما أثيرت تساؤلات بشأن مذاقه وهل يضاهي بالفعل مذاق السكر.
ومع ذلك فإن تقديرات مجموعة "يورومونيتور إنترناشونال" البحثية تشير إلى ان الأغذية والمشروبات الأمريكية ستحتوي على 597 طنا من ستيفيا بحلول 2018 متوقعة ارتفاع الطلب من مجرد 14.5 طن في 2008.
وقال ستيف فرينش المسؤول في معهد ابحاث السوق "ناتشورال ريسيرش انستتيوت" في بنسلفانيا ان مواد التحلية الطبيعية الخالية من السعرات الحرارية "تسببت بالتأكيد في تآكل حجم مصادر السكر التقليدية. ليس هذا لأننا نستهلك المزيد من مواد التحلية ولكن لأننا حولنا الاستخدام إلى انواع أخرى منها".
ويعود أصل نبات "ستيفيا" إلى باراغواي والبرازيل، حيث استخدم سكان البلدين اوراقه لتحلية الأغذية على مدار قرون.
وفي استطلاع اجرته "ناتشورال ريسيرش انستتيوت" عام 2013 قال نحو 17% من المستهلكين الأميركيين انهم يستخدمون "ستيفيا" مقارنة بنسبة 4% فقط في عام 2008. ويستخدم اقل من نصف المستهكلين سكر المائدة انخفاضا من 57% في 2008.
وقال جيف ستافورد، المحلل في شركة "مورننغ ستار" للأبحاث ومقرها شيكاغو "ان السكر قد يكون في خطر. إذا ظهر منتج يشبه السكر في مذاقه فمن المرجح ان يحوز على حصة في السوق".