نيويورك / خاص: جاء في تقرير نشرته في أكتوبر الماضي جماعة "كونسيومر ريبورتس" غير الهادفة للربح إن أغلبية الأغذية الأميركية المعبأة التي تحمل علامة "طبيعية" والتي اختبرتها الجماعة تحوي في الحقيقة مستوى كبير من المكونات المعدلة وراثيا.
وقال أورفاشي رنجان، المدير التنفيذي للمجموعة المعنية بسلامة الغذاء واستدامته، ان المستهلكين غالبا ما يخدعون بعلامة "طبيعي".
وقالت الجماعة انها أجرت مسحا شمل أكثر من 80 منتجا غذائيا مصنعا تحتوي على الذرة أو الصويا، وهما أكثر محصولين معدلين وراثيا إلى حد كبير يزرعان في الولايات المتحدة، لتحديد ما إذا كان ما تدعيه علامات التصنيف دقيقا.
وقالت الجماعة انه بينما وُجد أن كثيرا من الأغذية التي تحمل علامة "غير معدلة وراثيا" أو "عضوية" خالية من أي مكونات من الذرة أو الصويا المعدلة وراثيا، فإن جميع الأغذية التي تحمل علامة "طبيعية" احتوت على كميات كبيرة من المكونات المعدلة وراثيا.
وقالت الجماعة ان المكونات المعدلة وراثيا موجودة في حبوب ورقائق وجبة الإفطار ورقائق البطاطا وأغذية الأطفال الرُضَّع.
وأوضحت الجماعة أنها اختبرت عينتين على الأقل من كل منتج من المنتجات الثمانين التي شملها المسح لتحديد مقدار المكونات المعدلة وراثيا. وقالت إنه تم شراء هذه المنتجات في الفترة بين نيسان وتموز عام 2014. واحتوت المنتجات التي اعتبرت خالية من المكونات المعدلة وراثيا على ما لا يزيد عن 0.9% من الذرة أو الصويا المعدلتين وراثيا.
ويأتي هذا التقرير بينما تحث رابطة مصنعي مواد البقالة الذي تمثل أكثر من 300 شركة مصنعة للمواد الغذائية الحكومة الإتحادية على تعريف مصطلح "طبيعي" على الأغذية المغلفة والسماح بوضع شارة "طبيعي" على الأغذية التي تحتوي على مواد معدلة وراثيا.
وأقيمت دعاوى قضائية ضد بعض الشركات المصنعة التي وضعت علامة "طبيعي مئة في المئة" على المنتجات التي تحتوي على مكونات معدلة وراثيا.
وتشمل بعض المحاصيل المعدلة بالتكنولوجيا الحيوية في السوق في الوقت الحالي الذرة والصويا والكانولا وبنجر (شمندر) السكر، وجرى تعديلها وراثيا لمكافحة الآفات أو لتحمل الرش المباشر بالمبيدات الحشرية. وتقول الشركات إنها محصولات آمنة. وتؤيد كثير من الدراسات العلمية التي أعدت لصالح تلك الشركات هذه المزاعم.
لكن المنتقدين يشيرون إلى دراسات تبين وجود صلات لهذه المنتجات بمشكلات صحية تعرض لها الإنسان أو الحيوان وبأضرار بيئية. وقال تحالف دولي للعلماء في تشرين الأول الماضي إنه لا يوجد توافق داخل الجماعة العلمية بشأن سلامة الحاصلات المعدلة وراثيا.
وأقرت ولاية فيرمونت قانونا يلزم الشركات بأن تميز المنتجات الغذائية التي تحتوي على مكونات معدلة وراثيا بعلامة تعلن ذلك، وتدرس أكثر من 20 ولاية أخرى إصدار قوانين مماثلة.
ويؤيد إتحاد المستهلكين وهو الذراع السياسية لجماعة "كونسيومر ريبورتس" إلزام الشركات بتمييز الأغذية التي تحتوي على مكونات معدلة وراثيا.