خاص بآفاق البيئة والتنمية
كشفت دراسة محلية حول اثار عدوان عام 2014 على البيئة -عُرضت خلال مؤتمر صحفي نظمه مركز معا وشبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية واشرف عليه الدكتور احمد صافي- بأن النساء والأطفال والكهول هم الفئات الأكثر تأثراً بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، وما تركه من آثار على عناصر البيئة المختلفة.
هدفت الدراسة إلى تحديد الآثار البيئية وأبعادها المختلفة بعد العدوان، وتحديد الفئات الأكثر تأثرا بالعدوان من الناحية البيئية وتوسيع دائرة البحث العلمي المتعلق بآثار العدوان.
وانتهج الباحث المنهج النوعي المبني على المشاركة المباشرة من قبل المتضررين والخبراء، وتدقيق بعض النتائج بالفحص، واستهداف 982 مشاركاً ومشاركة منهم 470 امرأة عبر أدوات البحث المتمثلة في مجموعات العمل المركزة والمقابلات المعمقة.
واستهدف البحث عدة مناطق هي الأكثر تضررا خلال العدوان كشرق غزة وشمالها وتحديداً مناطق الزهراء وخزاعة والشوكة التي استمر العدوان فيها شهرين.
المياه
وأبرز النتائج التي أفضى إليها البحث كانت إمكانية تلوث المياه بالمعادن الثقيلة على المدى البعيد، وان 48% من المناطق التي تحدث عنها المواطنون شهدت تغييراً في طعم المياه وجودتها وملوحتها، عازين ذلك لتغيير البئر الذي تستخدمه البلدية لتوفير الماء، فيما نفت البلدية مسؤوليتها عن التغير في جودة المياه.
التربة
توقع الخبراء الذين تم مقابلتهم إزاحة التربة السطحية فيزيائيا وكيميائيا وبيولوجيا. وأن 88% من المبحوثين منهم مزارعين قالوا أن الأراضي التي قصفت بالصواريخ فقدت خصوبتها، مدللين على ذلك بأن نبتة القمح قد انخفض طولها للنصف تحديدا بشكل واضح، وكذلك شجر الزيتون.
تلوث الهواء
وعلى صعيد الهواء بينت نتائج العينات العشر التي تم أخذها من عدة مناطق قریبة من كسارات حطام المباني بأنها ملوثة بالحبیبات الدقیقة (PM-10) بين µg/m31056-1632 (حسب المعايير الدولية: 50 µg/m3)
· المناطق القریبة من كسارات حطام المباني ملوثة بالحبیبات الدقیقة (PM-2.5) بين µg/m3 154-250 (المعايير الدولية: 25 µg/m3)
· المناطق القریبة من مخازن حطام المباني ملوثة بالحبیبات الدقیقة (PM-10) بين2178-1331 µg/m3
· المناطق القریبة من مخازن حطام المباني ملوثة بالحبیبات الدقیقة(PM-2.5) بين µg/m3 232-378
· المناطق القریبة من مراكز إزالة حطام المباني ملوثة بالحبیبات الدقیقة (PM-10) بين 1503-1271 µg/m3
· المناطق القریبة من مراكز إزالة المباني ملوثة بالحبیبات الدقیقة (PM-2.5) بين µg/m3222-298
واعتقد 96% من المبحوثين/ات بأن المناطق التي تعرضت للقصف والتدمير ساءت نوعية الهواء فيها، فيما توقع الخبراء تلوث الهواء بالمعادن الثقيلة واليورانيوم، وأن النساء القاطنات بجوار الكسارات كن أكثر تأثراً.
التنوع الحيوي
توقع 56% من الخبراء والمشاركين القاطنين في المناطق التي تعرضت للقصف والتدمير، تناقص أعداد الحيوانات والطيور مثل الأرنب البري والحمام والبلابل والحساسين والشنار، والنباتات البرية مثل الخبيزة والرجلة والحماصيص والبابونج، فيما انتشرت الأعشاب الضارة مثل السعويدة، المرمرية السامة والعرقوب، كما أشار سكان منطقة عبسان والشوكة إلى اختفاء الأرنب البري والقطط والثعالب.
انتشار الأمراض
وعلى صعيد انتشار الأمراض اعتقد 72% أن هناك زيادة في معدلات السرطانات وهذا ما أكده ممثل عن وزارة الصحة باستقبال (20) حالة سرطان بشكل أسبوعي، فيما قال 68% أن هناك زيادة في الأمراض الجلدية وهذا ما أكدته المشاهدات الميدانية لأطفال منطقة خزاعة وعبسان جنوب القطاع الذين عانين من بطء التئام جروحهم نتيجة تواجدهم ولهوهم فوق ركام المنازل التي قصفت.
وأوضح 48% من المبحوثين/ات أن هناك زيادة في معدلات الإجهاض ووفيات الأمومة بعد العدوان، وتشوهات طالت الحيوانات قبل الأجنة.
وقال 44% أن هناك زيادة في أمراض الجهاز التنفسي نتيجة استنشاق الغازات السامة أو التعرض للغبار خاصة في مناطق وجود الكسارات.
البيئة البحرية
على صعيد البيئة البحرية زاد تلوث البحر بالعناصر العضوية والطحالب وبرزت أمراض جلدية نتيجة لذلك، فيما تناقصت أعداد السردين والدنيس من الأسماك، كما أكد الصيادون انتشار الأرنب السام الذي يتغذى على الطحالب، واحتمال حدوث تغير في البيئة البحرية بسبب التلوث.
وركزت المداخلات على ضرورة تطوير البحث ودراسة كل قطاع من قطاعات البيئة على حده، وعدم الاكتفاء بهذه النتائج؛ لأنها لا تعكس بشكل جازم الحقائق العلمية خاصة وأن آثار العدوان تحتاج لسنوات طويلة لدراستها.
كما طالبوا كذلك بربط عدوان 2014 بالحروب السابقة التي تعرض لها القطاع عامي 2008 و2012 من أجل دراسة الآثار المشتركة، وكذلك التنسيق والتشبيك مع المؤسسات العاملة في قطاع البيئة للوقوف على آخر التقارير الصادرة بهذا الشأن، خاصة التقرير الصادر عن سلطة جودة البيئة بعد العدوان.
واعتبر المشاركون أن هذا البحث وضع أرضية ممكنة لانطلاق أبحاث أخرى أكثر عمقا وتوسعاً يمكن تعميم نتائجها مستقبلاً.
وتوجهوا إلى مركز معا بضرورة دعم العمل البحثي في قطاعات البيئة ووضعه على أجندة اهتمامهم.