خاص بآفاق البيئة والتنمية
صحافة من نوع آخر
كتب مرافقو المسؤول الضيف السؤال لمحطة إذاعية محليةوسلموه مطبوعًا قبل أن يصل صاحبهم. حين جاء، استلت الإعلامية الورقة وطرحت ما كُتب لها من سؤال يتصل بدور مؤسسة تنموية كبرى في تقديم مساعدات إغاثة للشعب الفلسطيني. حدث هذا أمامي، هل الحجة أن صديقنا الضيف "محضر نفسه" لهذه الإجابة، ولا يمكنه الاجتهاد؛ حتى لا يقع في الخطأ؟
أيامنا عيد!
تحفل أجندتنا بالمناسبات والمواسم، يوم للمعلم، وللأسير، وللشهيد، وللطبيب، والصحافي، والمحامي، والعامل، والفلاح، والسائق، والتاجر، وأيضاً، يوم للأرض، وللشجرة، وللعلم، وللمياه، وللفقر، وللتصحر، وللصحة، وللمرأة، وللأم، وللرجل، ولضحايا التعذيب، ولضحايا النزاعات، وللمسن، وللمعاق، وللشاب، وللطفل، وللحب، والكرامة الوطنية، والاستقلال، وللإنترنت، وللغة العربية، وللإيدز، وللكوارث، وللسلام، والانطلاقات الكثيرة للأحزاب والفصائل، والقائمة تطول. الاثنين يوم الكوفية. حتى يكتمل المشهد: ننتظر يومًا خاصًا بالرسوم المتحركة أو بذكرى شروق الشمس من المغرب!
جدتي أسماء
غيّب الموت جدتي أسماء دريدي رحمها الله، مطلع خريف عام 1982، مما يسكن في ذاكرتي، قصة عليّتها في البيت القديم، ومشاهد إصرارها على العمل رغم قامتها المنحنية من التعب، وقوة شخصيتها، والاكتفاء الذاتي الذي كانت تتمسك به إلى آخر أيامها في طعامها وشرابها، وحرصها على قطع مسافات طويلة يوميًا متنقلة بين الحقول شرقًا وغربًا، بمسافة تتعدى العشرين كيلو مترًا يوميًا- رحم الله جدتنا!
حُمى التسويق
تلقيت خلال ثلاثة أيام، أربع مكالمات من شركة الاتصالات وشقيقتها "حضارة": عادة تبدأ المكالمة بأسطوانة تفوح تمثيلاً، لأنك غالي علينا.... وتنتهي بطلب دفع 20-40 شيقلا؛ لرفع سرعة النت السلحفاة!
حكم الزكام
أن تقع في فخ الزكام، فهذا يعني تحولك إلى رهينة. عليك أن تتناسى أنفك ثلاثة أيام حسومًا. فقط خذ احتياطاتك من المناديل، ولا ترفع الراية البيضاء في وجه موجات العطس. الزكام وجاره الرشح يشبه "تسونامي" مصغر يعصف بالرأس وأركانه. السوائل والمسكنات كلها دون جدوى، هن ثلاثة أيام بلياليهن، وينتهي كل شيء!
كفاح أبيض
راجت خلال انتفاضة الحجارة طروحات كثيرة، أتذكر جيدًا الدعوات لعصيان مدني شامل. وقتئذ، خرجت مسيرة في بلدتنا واحتدم الحوار بين مؤيدين للعصيان ورافضين له. قال أحدهم: إن أردتم عصيانًا ضعوا بطاقاتكم الشخصية في برميل، وأحرقوها، وقاطعوا الاحتلال: بضائعه، وخدماته، وأزلامه، ولا تدعوه يعرف حسن من حسين!
زراعات بعلية
نشرت وكالة "معاً" في الـ 26 من تشرين الأول الماضي حواراً مع مدير عام الأرصاد الجوية م. يوسف أبو أسعد قال فيه: " إن الأمطار الخريفية التي هطلت اليوم أنقذت المزارعين الذين يعتمدون الزراعة البعلية لا سيما الحبوب ." عزيزي الراصد الجوي، الحبوب لا زالت في صوامعها، ولم يبذر المزارعون "عفيرهم" بعد.
في وداع الشمس
وداعًا أيتها الشمس، فقد حرقت جباهنا وجلودنا، وجففت حلوقنا. كان صيفك ثقيل الظل، فتبللننا بالعرق، وعبث البعوض بأجسادنا، ولم نذق طعم الهناءة، وحملت لنا الغبار ( عيار 24 قيراط). فراقك عيد، ومن الجميل أن نراك في المناسبات السعيدة، بعد الآن. نومًا هنيئاً وراء السحب البيضاء!
انتفاضة 1987
"ممنوع التجول"
فرض جيش الاحتلال حظر تجول طويل على بلدتنا، في النصف الثاني من تشرين الأول عام 1989، وطال لـثلاثة أسابيع. وقتها، كنا لا نجد شيئاً يشغل فراغنا الطويل وجلوسنا في المنزل سوى شاشة التلفاز بالأبيض والأسود، وبعض برامج الأطفال، وانتظار ساعتي الحرية اليتيمتين كل ثلاثة أيام. كان جيش الاحتلال ينكل بالمواطنين، وجمع سياراتهم وجراراتهم بجوار ساحة المدرسة، ومنعهم من قطف زيتونهم، وسيَر دورياته الليلة. مما لا أنساه، حين أجبرنا الجنود على الخروج خلال المنع؛ لإزالة متاريس الحجارة وطمس الشعارات الوطنية، شاهدنا برقين صامتة حزينة، الأبواب مؤصدة، والشوارع خاوية!
الشيء اللافت، أن مواطني البلد لم يتعلموا "درسًا إيجابيًا "تحقق خلال ذلك (المنع)، وهو أن تأخير قطف شجرة السماء جاء بالزيت الوفير، بعكس الاستعجال!
aabdkh@yahoo.com