خاص بآفاق البيئة والتنمية
من المؤتمر الصحافي
رسم مؤتمر صحافي عقدته شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية PENGON وجامعة نيوكاسل، في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، صورة قاتمة لقطاع غزة، بفعل الآثار البيئية المدمرة للحرب على القطاع.
وانطلق المؤتمر بدقيقة حزن على ضحايا العدوان، وتناوب محمد الشيوي، ومارك غريفيث من فريق بحث الحرب والجغرافيا بجامعة نيوكاسل، وحسام النجار، ومحمد عبويني من فريق بحث الحرب والجغرافيا للشبكة في غزة، على تقديم معطيات حول آثار عدوان الاحتلال على الزراعة والتربة والمياه.
|
|
محمد الشيوي من فريق بحث الحرب والجغرافيا بجامعة نيوكاسل |
مارك غريفيث من فريق بحث الحرب والجغرافيا بجامعة نيوكاسل |
|
|
محمد عبويني من فريق بحث الحرب والجغرافيا في شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية |
حسام النجار من فريق بحث الحرب والجغرافيا في شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية |
وبحسب المعطيات التي ترجمت إلى الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية، فإن غزة شهدت تغييراً ديمغرافياً مس بالزراعة وتسبب في جفاف أشجار الزيتون، وأدى إلى حرق التربة والمادة العضوية فيها، وتخريب المزروعات، بفعل العدوان.
وأكد المتحدثون أن نتائج تحليل عينات التربة أشارت إلى وجود عناصر ثقيلة سامة.
رشا أبو دية من فريق بحث الحرب والجغرافيا في شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية
|
المؤتمر الصحافي |
وقدم المؤتمر، الذي أدارته رشا أبو دية من فريق بحث الحرب والجغرافيا في الشبكة، وعقد عبر تطبيق ZOOM تأثير الأسلحة على البيئة في قطاع غزة وسكانها، مع التركيز بشكل خاص على الزراعة وتدهور التربة وتلوث المياه والصرف الصحي، وتراكم النفايات الصلبة.
وعرض الآثار البيئية المباشرة والممتدة للحرب على منظومة تجميع النفايات الصلبة وترحيلها، ومنظومة تجميع وضخ ومعالجة مياه الصرف الصحي، وصعوبة التزود بالمياه وتعرضها للتلوث.
ورصد فريق البحث الميداني ما يزيد على 63 مكباً عشوائياً على امتداد القطاع، متجمع فيها أكثر من 1.2 مليون طن من النفايات الصلبة؛ بسبب منع الاحتلال الوصول إلى المكبات الصحية.
وأشار الباحثون إلى رصد 72 مركزاً عشوائياً للصرف الصحي، بعد خروج جميع المحطات شرق غزة عن العمل.
وأوضحوا أن الصرف الصحي تحول إلى الحفر الامتصاصية، إذ تنتج ما يزيد على 10 ألاف متر مكعب يومياً تذهب إلى الخزان الجوفي للمياه.
وبينوا أن نتائج فحص عينات الصرف الصحي تشير إلى انتشار الملاريا والكوليرا وشلل الأطفال والتهاب الكبد الوبائي.
والصادم في الأرقام، أن المواطن الغزي لا يحصل سوى على 5 لتر من المياه يومياً، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية.
ووفق نتائج فحص 20 عينة من مكبات نفايات عشوائية وسط غزة وفي خانيونس، فإن العصارة غير المعالجة للنفايات وصلت إلى الخزان الجوفي للمياه.
وتحدث الباحثون عن وجود تلوث بالمعادن الثقيلة واليورانيوم، بجوار 800 ألف طن من الركام مختلطة بالإسبست. وقالوا إن كل متر مربع من القطاع حصل على 120 كيلو غراماً من المواد المتفجرة.
وأوضحت منسقة الشبكة، عبير البطمة أن المشروع البحثي سيستمر 5 سنوات، وسيركز على نتائج الحرب على الزراعة والبيئة والتنوع الحيوي.
وأشارت إلى الصعوبات التي يواجهها الباحثون، والحاجة إلى فحص عينات خارج القطاع.
جانب من الدمار في غزة
وقال المنظمون إن الأدلة تشير إلى أنه "تم ضرب أكثر من 70,000 طن من المتفجرات على غزة، متجاوزة بذلك القصف المشترك لكل من دريسدن وهامبورغ ولندن خلال الحرب العالمية الثانية".
وأكدوا أن القصف المكثف أدى إلى "تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك أنظمة الصرف الصحي والمياه والنفايات الصلبة، ما تسبب في تدمير الأراضي الزراعية وتراجع كبير في خصوبة التربة.
وبحلول أيلول/سبتمبر 2024، أظهرت أن 68% من الاراضي المزروعة بالمحاصيل الدائمة في قطاع غزة تراجعت بشكل كبير في الجودة والكثافة.
وتعمل الشبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية بالتعاون مع جامعة نيوكاسل على توثيق هذه التأثيرات من خلال مشروع "الحرب والجغرافيا: أثر الحروب على البيئة"، وهو مشروع ممول من (UKRI) لخمس سنوات.
ويتتبع المشروع الآثار قصيرة وطويلة المدى على التربة والمياه في القطاع، ويعمل على رسم خرائط تركيزات بقايا الذخائر، وجمع بيانات نوعية وكمية حول تأثيرات الحرب على البيئة وصحة الإنسان.