محمود الكيلاني / روما: وقعت 170 دولة مشاركة في مؤتمر "التغذية"، الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، بالعاصمة الإيطالية روما، على "إعلان روما للتغذية"، في خطوة نحو القضاء على سوء التغذية في جميع أنحاء العالم.
وبموجب الإعلان، الذي تم توقيعه في تشرين ثاني الماضي، قطعت الدول الـ170 على نفسها عدداً من الالتزامات والتوصيات في مجالي السياسات العامة والاستثمارات، تهدف إلى ضمان حصول الجميع على وجبات صحية وأكثر استدامة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في بيانها، إن "الوزراء وكبار المسؤولين المكلفين بقطاعات الصحة والغذاء والزراعة وغيرها من جوانب التغذية، الذين شاركوا في مؤتمر التغذية الثاني بروما، وقعوا على إعلان روما بشأن التغذية، وإطار للعمل، يتضمن توصيات وسياسات وبرامج لمعالجة قضايا التغذية عبر قطاعات متعددة".
ووفق البيان، يؤكد إعلان روما بشأن التغذية على "حق كل إنسان في الحصول على غذاء آمن، وكاف ومغذٍ، ويُلزم الحكومات بالعمل على مكافحة سوء التغذية بجميع أشكالها، بما في ذلك الجوع″.
وينص الإعلان على أن "الحكومات تنهض بالدور الأول والمسؤولية الرئيسية في معالجة قضايا وتحديات التغذية، وذلك بالتحاور مع جملة واسعة من أصحاب الشأن، بما في ذلك المجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمعات المتضررة، والبناء على صرح الالتزامات والأهداف والغايات التي يتضمنها الإعلان".
ويطرح الإعلان 60 إجراءً محدداً يُوصّى بها، ويمكن للحكومات أن تدرجها في خططها الوطنية للتغذية والصحة والزراعة والتعليم والتنمية والاستثمار، مع إمكان وضعها في الاعتبار لدى التفاوض على الاتفاقات الدولية الرامية إلى ضمان تغذية أفضل للجميع.
وجاء في نص الإعلان: "نظراً لأن النظم الغذائية المستدامة هي السبيل إلى تعزيز الحمية الصحية، تُستَحث الحكومات على دعم الزراعة وتعزيز التغذية، من خلال دمج أهداف التغذية في تصميم البرامج الزراعية وخلال تنفيذها، بما يضمن الإيفاء بمتطلبات الأمن الغذائي ويعزز النظم الغذائية الصحية".
ويعتبر توقيع الدول على الإعلان ثمرة لما يقرب من عام من المفاوضات المكثفة بين ممثلي البلدان الأعضاء لدى منظمة "فاو" ومنظمة الصحة العالمية.
وعقد في تشرين ثاني الماضي في مقر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في روما، المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية، وذلك بهدف "اقتراح إطار سياسات مرنة لمعالجة التحديات التغذوية الرئيسية القائمة حالياً وتحديد الأولويات اللازمة لتعزيز التعاون الدولي في مجال التغذية" وفق المنظمين.
وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، في كلمته بالافتتاح إن "805 مليون نسمة في العالم يعانون من سوء التغذية". ولفت الوزير الإيطالي إلى أنه “في عام 1992 حينما عقد المؤتمر الأول، كان عدد الذين يعانون من سوء التغذية يتجاوز المليار"، وأضاف “أما اليوم فقد تراجعت النسبة بواقع 11.3% على المستوى العالمي، و13.3% على مستوى البلدان النامية".
وتابع أن سوء التغذية "ظل السبب الرئيسي لوفيات الأطفال خلال السنوات الخمس الماضية"، لافتا إلى أن "45% من وفيات الأطفال في عام 2013 كانت بسبب سوء التغذية".
والتقى خلال المؤتمر، الذي رعته أيضاً منظمة الصحة العالمية، كبار صناع السياسات في مجالات الزراعة والصحة ومندوبو الوزارات والوكالات الأخرى، مع قادة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية ومؤسسات البحوث ومؤسسات القطاع الخاص ومنظمات المستهلكين.
واستعرض المجتمعون في المؤتمر التقدم المحرز صوب تحسين التغذية منذ 1992، والتفكير ملياً في مشكلات التغذية، وكذلك في التحديات الجديدة وفرص تحسين التغذية التي أتاحتها التغيرات التي المّت بالاقتصاد العالمي والنظم الغذائية نتيجة لأشكال التقدم التي تحققت في المجال العلمي والتكنولوجي، وكذلك تحديد خيارات السياسات المناسبة لتحسين التغذية.