عبد الباسط خلف
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تتخصص شذرات هذه المرة بنمط غير معتاد، فتطرح أسئلة بيئية خلال أربعة أشهر، على سائقين وتجار ومزارعين ومعلمين ومسؤولين وعمال وإعلاميين ومحامين وأطباء وكبار ويافعين ورجال ونساء، وترفقها بإجابات من أمكنة مختلفة، بعضها صديق للبيئة والآخر عدو لها، أو يكشف عن ثقافة، أو يعبر عن جهل أو خلل.
لماذا نُدمر أرضنا الزراعية بالاسمنت؟
-التاجر: لأننا نفكر في التحول إلى مجتمع صناعي، وهذا حق، فلا يعقل أن يكون عائد الدونم الواحد، القريب من شارع رئيس نزرعه بالقمح مئة دينار، وثمنه الحقيقي مئة ألف دينار، المسألة اقتصادية وحسابات!
كيف لجامعة تدرس طلبتها أصول الزراعة، وتستخدم مبيدات الأعشاب؟
-الجامعي: عادي، أين المشكلة. الكثير من المزارعين يفعلون ذلك، والأعشاب الضارة لا تفيدنا، ولا تعطينا ثمارًا. والأرض تتجدد وتعالج نفسها بنفسها.
لماذا نُخرّب بيئتنا بأيدينا؟
-المزارع: لا نخربها فقط، بل ندمرها، ونحول كل شيء جميل وأخضر إلى اسمنت وصحراء وإسفلت. وسنندم يومًا على ذلك، ولكن دون أي ينفعنا الندم. ووقتها سنستورد البندورة من الصين والخيار من الهند.
لماذا نصر على رمي النفايات في شوارعنا؟
-السائق: بلادنا جميلة، وهناك عمال بلدية ينظفون الشوارع، وطبيعة أعمال الناس في الزراعة وتربية الأغنام تجبرهم على ذلك. فهل يعقل أن نطلب من راعي الأغنام أن "يكنس" الشارع بعد مرور قطيعه؟
هل أغذيتنا خالية من الكيماويات؟
-صاحب المطعم: نعم، أغذيتنا صحية، وأنا أغير زيت قلي الفلافل مرة في اليوم، وأقلي البطاطا والنقانق والفلافل في المقلاة نفسها.
كيف كانت البيئة قبل 100 عام؟
-المعلم: كانت الحياة أبسط، والبيوت أقل، وطبيعة الزراعة مختلفة، وشكل ونوعية وتوقيت الثمار ليس كما اليوم. وكان الناس لا يأكلون اللحوم والدجاج إلا في المناسبات، ولم تكن المياه نظيفة، وكانت تحدث أوبئة بسبب عدم وجود أطباء ونظافة.
متى سنفرض غرامات ضد منتهكي البيئة؟
-التاجر: في المشمش!
أيهما أكثر حرصًا على البيئة نحن أم الأجداد؟
-طالبة الثانوية العامة: الأجداد بكل تأكيد. نحن نُخرّب ولا نُعمر. وبعد 100 سنة سيسأل الأحفاد السؤال ذاته، ليكتشفوا تدمير كل شيء جميل، حتى العادات والتقاليد.
كيف لشعب تحت الاحتلال أن يهتم ببيئته؟
-المحامي: واقعنا صعب جدًا، وترتيب أولويات الناس من الواجب أن نراعيه. الاحتلال في الغالب يُستخدم شماعة لكل شيء، حتى من لا يهمل في دروسه يقول لك: الاحتلال يمنعني من الدراسة. وبصراحة، الناس محقون، فكيف نطلب منهم أن يهتموا بطبقة الأوزون وهم يركضون وراء رغيف الخبز؟
هل نحن أمناء على بيئتنا، ولماذا؟
-الإعلامية: لا، فنحن نشوهها كل لحظة.
لماذا أوقفنا منهاج "التعليم الزراعي" الذي كان سائداً قبل عشرات السنوات؟
-المعلم المتقاعد: لأنهم لا يريدون من هذا الجيل أن يعرف أرضه، ويرسمون له أن يجلس عشر ساعات وراء "الفيس بوك"، و5 ساعات وهو يرتب شعره، و3 ساعات وهو يتابع الرياضة الإسبانية، ولا يعرف شكل شجرة الزيتون، ويظن الزيت يأتي من حبات البطاطا!
هل البيئي يدخن؟
-الموظف: نعم، ما المشكلة إذا كان ذلك في مكان مفتوح.
كيف نرتب أولوياتنا البيئية؟
-الطبيب: الصحة أول شيء، وهي مرتبطة بالهواء والماء والغذاء، فعلينا أن نحافظ على هذه العناصر سليمة وخالية من التلوث, وهي عمليًا تتصل بكل مجالات الحياة، ولا يمكن التخلي عنها.
هل يمكن لمسؤول عن شأن صحي أو بيئي أن يدخن في مكان عام؟
-المسؤول: نعم، لأن الإنسان لا يستطيع أن يبتعد عن عادات شخصية اعتاد عليها منذ زمن، وصارت بدمه.
هل تشتري السجائر من السوق الحرة؟
-الشاب اليافع: نعم، هي ببلاش هناك، وأعطي نصفها لجدي هدية.
ما هي المواد الحافظة؟
-البائع المتجول: هي التي تحفظ الطعام مثل الأكياس والفلين والكرتون!
كيف كانت جنين قبل 40 سنة؟
المرأة السبعينية: كانت جنة، كلها ماء وشجر وخضار، وشوارعها خالية من السيارات، وبيوتها أجمل وناسها أطيب.
aabdkh@yahoo.com