خاص بآفاق البيئة والتنمية
تنحاز منذ الطفولة لالتقاط صور الطبيعة الخلابة، وتضيف لأرشيفيك اليومي أعدادًا جديدة من المشاهد، وتزداد شغفًا بحلول الربيع، وتتمنى لو أن يطول عمره أكثر فأكثر. وتقيم خلال السنوات الأخيرة أربعة معارض تقليدية متخصصة بالتنوع الحيوي بالشراكة مع سلطة جودة البيئة، ومركز العمل التنموي / معًا، وبلدية جنين، وتطلق اليوم معرضًا افتراضيًا بالتعاون مع مركز التعليم البيئي وكلية العلوم والتكنولوجيا الزراعية في جامعة فلسطين التقنية (خضوري) بطولكرم. يأتي المعرض على حائط، ولنحو ساعة ونصف، وخلاله جرى الاستغناء عن استهلاك ورق الطباعة، وتوفير كلفة الطباعة، ووصلت الرسالة ذاتها، مع أن للمشهد المطبوع سحره الخاص.
أربعة أقاليم
تستهل "أرض ملونة" وهو الاسم الذي تنحاز له في معارضك ، بنقاش تفاعلي حول الأقاليم النباتية الأربعة التي تنتمي إليها بلادنا: المتوسطي، والصحراوي، والطوراني- الإيراني، والتغلغل السوداني، وما يميزها من وجود لنحو 2500 نبتة تدخل 23 منها في التصنيع الدوائي، و55 أخرى في مستحضرات التجميل والعطور، و34 في الصناعات الغذائية، و10 في المبيدات العضوية. وترصد صورك مئات المشاهد الملونة للأقحوان، والنرجس، وشقائق النعمان، واللباد الأبيض، واللوف الفلسطيني، والخروب، والزعرور، والترمس البري، والسوسنة السوداء، والبطم، والسريس، والبلوط وغيرها.
فيما يناقش خمسون من دارسي الزراعة التحديات التي تواجه التنوع الحيوي في فلسطين، وأبرزها الزحف العمراني العشوائي، والاستخدام المفرط للكيماويات، وبخاصة مبيدات الأعشاب، والرعي الجائر وقطع الأشجار، وانتشار زراعة أصناف دخيلة من الأشجار والنباتات، تترك آثارًا غير مرغوبة على البيئة، وتمنع نمو نباتات أخرى.
الربيع في طولكرم
تدريب أخضر
توزع على المشاركين ورق معاد تدويره، وتطلب منهم أن يكتبوا ما يعرفون من أسماء لنباتات وأزهار وأشجار أصيلة في دقيقتين، كعينة مما سجلوا، تأتي إجابة غصون بلال صلاح: " الطيون، والهليون، والخبيزة، والسلك، والعجرم، والزعتر الفارسي، والخرشوف، والحميض، وزعتر السبل، والزعمطوط، والعلك، والجعدة، واللوف، والقريص، والعكوب، والعوينة، والصيبعة، والميرمية، وتفاح المجن، والبقلة."
تكتب لين الماضي:" الخروب، والنرجس، والجميز، والسللك، والزعتر، وقرن الغزال، والعكوب، والعوينة، والميرمية، وشقائق النعمان، والسماق، والقيقب، والخردل، وقرن الغزال، ولسان الثور."
تقول سوسن عويس:"السنارية، واللوف، واللسينة، والزعتر الفارسي، والقريص، والخرشوف، والعكوبن والسلك، والحميض، والعلك، والعوينة، والخبيزة، والجعدة، والميرمية، والنعناع، والعنبر، والزعرور، والطيون، والسماق، والجميز."
ويُدون مصطفى فقهاء:" العكوب، والزعتر، واللوف، والبابونج، والزعمطوط، والسحلب، والحلبة، والشومر، وإكليل الجبل، والسوسن، والنرجس، والأقحوان، والترمس البري."
ويُعدد عبد الله محاسنة:" العكوب، واللوف، وقرن الغزال، وشقائق النعمان، والأقحوان، والشومر، والمرار، والسوسن، والقريص، والبلوط، والسميعة."
ويكمل محمد حريبات:" المرار، والحنون، والخرشوف، والعكوب، والسويد، والنتش، والزعرور، والإجاص البري، والسريس."
ربيع طولكرم
تحديات وأهداف
تفتح حواراً مع الطلبة حول سبل إدخال قضايا حماية التنوع الحيوي في أبحاث تخرجهم، والانحياز للتطبيقي منها، كدراسة تداعيات زراعة نباتات غير أصيلة على البيئة، وسبل المحافظة على الأعداء الطبيعية للكيماويات المتمثلة في بعض الحشرات والطيور، ووسائل الحد من استخدام الكيماويات، وأشكال حماية النباتات المهددة بالانقراض، وتداعيات التهجين، وآثار الجفاف على التنوع الحيوي، وآثار حرق النباتات والرعي الجائر وغيرها.
يقول المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض إن نقاش قضايا التنوع الحيوي وإبرازها يساهم في نشر التوعية البيئية المجتمعية، ويشجع الطلبة على الاقتراب أكثر من بيئتهم. وبخاصة أن المركز شكل منتديات طلابية ونسوية بيئية لفتح نقاشات خضراء وتنفيذ مبادرات صديقة للبيئة.
ويضيف: يأتي المعرض استكمالاً لإحياء فعاليات يوم البيئة الفلسطيني، الذي اعتمده مجلس الوزراء رسميًا لأول مرة هذا العام، وجرى خلاله تنفيذ العديد من الأنشطة في محافظات: نابلس، وجنين، وطوباس، وبيت لحم، ورام الله، والقدس، وقلقليلة، وأريحا، بمشاركة رسمية وأهلية وأجنبية وإعلامية وطلابية واسعة.
ويؤكد عميد كلية العلوم والتكنولوجيا الزراعية د.محمود رحيل أن الكلية تشجع طلبتها على الانخراط في أنشطة بيئية، تساهم في خدمة المجتمع المحلي، عبر أبحاث ودراسات مستقبلية تساهم في وضع حلول للتهديدات التي تواجه التنوع الحيوي في فلسطين. مثلما تساهم عملية نشر المفاهيم البيئية للدارسين وتعميقها في مردود إيجابي عليهم، سينعكس على أبحاثهم ودورهم وتوجهاتهم الخضراء، وينبههم إلى الأخطار التي تهدد هذا التنوع..
يتواصل عرض المشاهد خلال النقاش، فتقدم مجموعة من ألف صورة ألوانا مختلفة، كعزف الأحمر القاني، وغناء الأصفر الجميل، وموسيقى الأخضر الأخاذ، وسحر الأزرق، وهدوء البرتقالي، وضحكات قوس قزح، وجنون الأبيض، واتحاد الألوان وتناسقها. فيما تتنقل العدسة بين جبل وسهل وواد، لتتوقف عند لوحة تتلف كل هذا الجمال بكتل إسمنتية أخذت تطلق العنان لتدمير الأرض الخصبة، والتهام التنوع الحيوي الفريد....
aabdkh@yahoo.com