واشنطن / خاص: طرحت الدول التي تنتج نحو ثلث الانبعاثات الكربونية العالمية التي تسهم في ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض أهدافها حول تقليص هذه الانبعاثات في أواخر آذار الماضي، وبذلك تكون التزمت بالمهلة المحددة للإعلان عن هذه الأهداف. ومع ذلك فإن تأخر دول أخرى عن إعلان أهدافها يمثل خفضا لمستوى الآمال المعقودة قبيل عقد مؤتمر كبير حول المناخ في كانون أول المقبل.
وأعلنت الحكومة الأمريكية أنها تعتزم بحلول عام 2025 خفض انبعاثاتها المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح ما بين 26 و28% مقارنة بمعدلات عام 2005. وبهذا الإعلان تكون الولايات المتحدة هي الدولة رقم 32 التي تلتزم بالمهلة.
ومن بين دول الاتحاد الأوروبي أعلنت بالفعل كل من سويسرا والنرويج أهدافها حول خفض الانبعاثات، بينما أصبحت المكسيك أول دولة في مجموعة الاقتصادات الناشئة تعلن عن أهدافها في هذا المجال.
وكان المفاوضون حول اتفاق للمناخ تحت رعاية الأمم المتحدة، قد حددوا يوم 31 آذار كمهلة لكي تعلن الدول بشكل طوعي عن حجم الانبعاثات التي تعتزم خفضها.
ومن المتوقع أن تشكل هذه الأهداف المعلنة من جانب 196 دولة أعضاء في "معاهدة الأمم المتحدة حول التغير المناخي" محورا لاتفاقية جديدة حول المناخ يتم التوقيع عليها في باريس في كانون أول المقبل.
ويقول نشطاء من أنصار حماية المناخ إنه من المتوقع أن تطرح كل من الهند واليابان وهما من الدول ذات الانبعاثات الكربونية الكبيرة أهدافهما خلال الأشهر المقبلة، ولكن ليس من المعروف التصرف الذي ستقوم به روسيا.
وأوضح "معهد المناخ الجديد" الذي أجرى دراسات ميدانية في نحو 90 دولة تعتزم طرح أهدافها، أنه يتوقع أن يتم التعامل مع نحو نصف الانبعاثات العالمية بحلول حزيران المقبل، كما من المتوقع صدور تعهدات في ذلك الموعد من جانب الصين وشيلي وجمهورية الدومينكان.
وكانت الصين، التي تعد أكبر منتج في العالم للانبعاثات الكربونية وغيرها من الغازات، قد أعلنت أنها تعتزم أن يبلغ أقصى حد للانبعاثات الكربونية لديها عام 2030.
وهذا التعهد الصيني جاء في تشرين ثاني الماضي خلال القمة الأمريكية الصينية التي عقدت في بكين، حيث تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخفض الانبعاثات الأمريكية بنسبة تتراوح بين 26 إلى 28% تحت مستويات عام 2005 وذلك بحلول عام 2025.
من جهة ثانية زاد الغطاء النباتي في العالم، وهو ما أضاف نحو أربعة مليارات طن من الكربون للنباتات الموجودة فوق سطح الارض خلال عقد من الزمان اعتبارا من عام 2003. وحدث ذلك بفضل زراعة الأشجار في الصين وإعادة نمو الغابات في الجمهوريات السوفيتية السابقة وزيادة مساحات السافانا بفضل سقوط الأمطار.
وجاء في بحث نشر مؤخرا في مجلة (نيتشر كلايمت تشينج) أن العلماء حللوا بيانات الاقمار الصناعية خلال 20 عاما ورصدوا زيادة في امتصاص الغازات الكربونية، وذلك رغم عمليات إزالة الغابات الاستوائية الواسعة النطاق الجارية في البرازيل وإندونيسيا.
وينتشر الكربون بين محيطات العالم وفي الجو والأرض. ويوجد في الجو في شكل ثاني اكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي المسبب لتغير المناخ.
ومن خلال عملية التمثيل الضوئي تحول الاشجار ثاني أكسيد الكربون الى غذاء تحتاجه للنمو وتقوم بخزين الكربون في أخشابها.
ويقول العالِم وي ليو، الذي أشرف على الدراسة وهو من الباحثين في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، ان زيادة الكربون بنحو أربعة مليارات طن هو رقم لا يقارن بنحو 60 مليار طن من الكربون تنتج في نفس هذه الفترة من حرق الوقود الاحفوري وإنتاج الاسمنت.
وقال ليو في اتصال هاتفي من سيدني "من هذا البحث يمكن ان نرى ان هذه النباتات يمكن ان تساعد في امتصاص بعض ثاني اكسيد الكربون لكن رغم ذلك يبقى الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الجو". وأضاف "إذا أردنا تثبيت المستوى الحالي لثاني اكسيد الكربون في الجو وتفادي العواقب سيكون علينا تقليص انبعاثات الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز)".
واستخدم ليو، المتخصص في متابعة دورة المياه ومنها سقوط الأمطار والرطوبة في التربة، تقنية جديدة لجمع بيانات الاقمار الصناعية حتى يحسب الغطاء النباتي في منطقة ما.
وتوقع ليو أن يجد زيادة في الغابات في الصين لأن لديها خططا لزراعة الاشجار منذ عشرين أو ثلاثين عاما وأيضا في المزارع الموجودة في الجمهوريات السوفيتية السابقة.
لكن ما أدهشه هو زيادة الغطاء النباتي نتيجة لهطول أمطار غزيرة في مناطق السافانا الاستوائية في استراليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. لكنه حذر من ان هذه المكاسب الهشة يمكن ان تضيع بسهولة مع تغير أنماط الطقس نتيجة لتغير المناخ.