ملايين فرص العمل في الحقل البيئي ستتوفر بحلول عام 2030 إذا التزمت الدول بتعهداتها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري
روما / خاص: قال علماء في آذار الماضي انه من المتوقع توفير الملايين من فرص العمل الجديدة في مجال البيئة في كل من الصين والولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي بحلول عام 2030، إذا التزمت تلك الدول بتعهداتها الحالية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية.
وقالت الادارة الامريكية لحماية البيئة ان الصين وأمريكا وأوروبا مجتمعة أنتجت أكثر من نصف الانبعاثات الغازية المسببة لما يعرف باسم ظاهرة الاحتباس الحراري، المسببة لارتفاع درجات الحرارة، ولذلك فإن السياسات التي تتبناها هي حاسمة من أجل التوصل الى اتفاق عالمي جديد للمناخ سيتم وضع اللمسات الاخيرة على صياغته خلال مؤتمر ترعاه الامم المتحدة في باريس في كانون الأول.
وقال معهد "نيو كلايميت" وهو معهد أبحاث معني بالبيئة انه اذا تمكنت المناطق الثلاث أمريكا والصين وأوروبا من توليد كل احتياجاتها من الطاقة من الموارد المتجددة بحلول عام 2050 سيؤدي ذلك الى خلق أكثر من ثلاثة ملايين وظيفة جديدة كما انه سيوفر نحو 520 مليار دولار سنويا تنفق على استيراد الوقود الاحفوري. وركزت الدراسة على المزايا المحتملة لسوق العمل من جراء استحداث أنظمة لتوليد الطاقة من الرياح والشمس ومساقط المياه.
على صعيد آخر أظهر تقرير تدعمه الأمم المتحدة أن الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة ارتفعت في العام 2014 بعد عامين من التراجع، نظرا لازدهار الطاقة الشمسية في الصين واليابان وزيادة الاستثمارات في مزارع الرياح البحرية في أوروبا إلى مستوى قياسي.
وقال التقرير الذي يدعمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ان الاستثمارات في الطاقة المتجددة بلغت 270.2 مليار دولار العام الماضي، بزيادة قدرها 16.6% عن الاستثمارات في 2013 والتي بلغت 231.8 مليار دولار.
وجاءت الزيادة بعد عامين من تراجع الاستثمارات نظرا لانخفاض الأسعار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة. وجاءت الاستثمارات أقل بـ 3% فقط من أعلى مستوياتها على الإطلاق 279 مليار دولار في عام 2011.
وشكلت الطاقة الشمسية 149.6 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات، بينما شكلت طاقة الرياح 99.5 مليار دولار بحسب التقرير.
وبسبب الازدهار غير المسبوق للطاقة الشمسية في الصين واليابان استثمرت الدولتان 74.9 مليار دولار إجمالا في مشروعات الطاقة الشمسية في 2014، وهو ما يشكل نحو نصف الاستثمارات العالمية، بينما شكلت أوروبا 16.2 مليار دولار من الاستثمارات العالمية في مزارع الرياح البحرية والتي بلغت 18.6 مليار دولار.
ومن حيث الكميات أضيفت 103 غيغاوات من كهرباء الطاقة المتجددة إلى الطاقة العالمية العام الماضي، مقارنة مع 86 غيغاوات في 2013، وهو ما يعادل طاقة توليد الكهرباء لجميع المفاعلات النووية في الولايات المتحدة وعددها 158 مفاعلا.
ورغم أن العام 2014 شهد تحولا في الطاقة المتجددة بعد عامين من الانكماش، إلا أنه لا تزال هناك تحديات من بينها عدم التيقن بشأن السياسات والمشكلات الهيكلية في نظام الكهرباء الناجمة عن زيادة مساهمة الطاقة الشمسية والرياح في مزيج التوليد.
وقد يضعف انخفاض أسعار خام النفط برنت – التي هوت بشدة في النصف الثاني من العام الماضي– معنويات المستثمرين في الطاقة الشمسية في بعض الدول المصدرة للنفط أو الوقود الحيوي لكن من المستبعد أن يؤثر ذلك كثيرا على الاستثمار في الطاقة المتجددة بوجه عام.