قراءة في كتاب: البيان العضوي، كيف تشفي المزارع العضوية كوكبنا، وتطعم العالم، وتبقينا أصحاء؟
اسم الكتاب: البيان العضوي، كيف تشفي المزارع العضوية كوكبنا، وتطعم العالم، وتبقينا أصحاء؟
عدد الصفحات: 208 من القطع المتوسط
الناشر: مؤسسة رودل "عش حياتك كاملةً"
سنة الإصدار: 2010
إعداد: ربى عنبتاوي
بالاعتماد على النتائج من كبار الباحثين في مجال الصحة، وكذلك المحادثات مع كل المزارعين الكيميائيين والعضويين من الساحل إلى الساحل الأمريكي، تضع ماريا رودل في كتابها "البيان العضوي"، الخطوط العريضة بما لا يقبل الجدل حول الثمن الباهظ على صحتنا وبيئتنا نتيجة الزراعة الكيماوية. ماريا الصديقة للبيئة والعضوية في حياتها تتبع في هذا الكتاب الشيق والمحفز للتغيير، نشأة الزراعة الكيميائية والأرباح التي جنتها كبار شركات تصنيع الكيماويات في العالم من التجارة بهذه السموم.
تسلّط مؤلفة الكتاب المطبوع على ورق معاد تدويره، دور الحكومة في السماح لمثل هذه الممارسات غير الآمنة بأن تزدهر، وتشرح أيضا كيف أن الزراعة العضوية الحديثة من شأنها أن تساعد ليس فقط في تغيير المناخ عكسياً عبر الحدّ من انبعاثات الكربون الضارة واستنزاف التربة، ولكن أيضا في تحسين نوعية الطعام الذي نأكله، والحد من الأمراض المنتشرة بدءاً من الربو حتى مرض السرطان، وضمان نوعية أفضل حياتياً في المجتمعات الزراعية حول العالم.
تقول ماريا في مقدمة كتابها الانسيابي في تسلسله وبساطة لغته ليكون يسيراً للقراء من غير الناطقين بالانجليزية: " الكيماويات هي سم، وقد صنعت في البداية لقتل الحشرات، القوارض والفطريات، والاعشاب، ولكنها ايضا قادرة على قتل الانسان. وإن مادة الفوسفات هي من أشهر أنواع الكيماويات المعروفة، تم تطويرها في زمن الحرب النازية كسلاح غازي لمهاجمة الجيش والمدنيين، أصبحت لاحقا تستخدم ضد حشرات النبات. في الـ 60 سنة الأخيرة انتشرت مبيدات: الفوسفات والكلوراين والميثيلين والبيرثرويد، حيث استخدمت في الاراضي الامريكية بشكل واسع، ووصل الاستخدام الامريكي لها بمعدل 1.2 بليون باوند في العام، أي ما يعادل 4 باوندات لكل اب وأم وطفل امريكي سنوياً.
وأضافت ايضاً حاصدة الجوائز عن مؤلفاتها الثلاثة في الموضوع البيئي العضوي، والمقيمة مع عائلتها في مدينة بيت لحم في ولاية بنسلفانيا: "بالرغم من ادعاء شركات الكيماويات بأن الانتشار الواسع للكيماويات يشكل خطرا بسيطا على الصحة، ولكن آخر الأبحاث العلمية طرحت الموضوع بشكل مغاير، محذرةً من أن جريان الكيماويات في دم الانسان أمر يستحيل نكران ضرره، الكيماويات تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان، وتسبب التلف الدماغي، الضرر على الرئتين، السرطان، تشوهات الولادة، العقم، والموت. كما أن مشاكل النمو والتطور الوظيفي والسلوكيات الغير سوية للأطفال تعود لتعرضهم لنسب من المواد المليئة بالكيماويات.
وقد قسّم الكتاب الى ثلاثة فصول: الفصل الأول التجارب الكيميائية التي تعاملت معنا كخنازير تجارب، الفصل الثاني: الطريق الوعرة التي نسلكها للفناء" الانقراض"، الفصل الثالث والأخير: عمر الشفاء.
أعدّ هذا الكتاب من قبل المديرة التنفيذية لشركة رودل للإعلام متعدد الوسائط المتخصص بالبيئة والصحة، وهي حفيدة الرجل الذي كان من اوائل من اسس حركة العودة الى العضوي وقد وجهت في كتابها رسالة مفادها: " لكل من الوالدين اللذين يتساءلا عن أفضل السبل للحفاظ على صحة وسلامة أبنائهما. لكل البيئيين في البحث عن حل للأزمة المتفاقمة التي تصيب أرضنا، والهواء، والمياه، لكل متسوق يتساءل عما إذا كان الأمر يستحق دفع المزيد من أجل اختيار الغذاء العضوي. في هذا الكتاب نقدّم إجابات واضحة ومسار نهائي موحد للعمل: يجب أن نطالب بالعضوي الآن وليس غداً".
"الاتجاه نحو العضوية، هو العمل الأكثر أهمية (القابل للتنفيذ) ويجب أن يبدأ منذ هذه اللحظة لوقف أزمة مناخنا. كلّ فدان من الأرض المزروعة عضويا، تكون لديه القدرة على سحب آلاف الأرطال من الغازات المسببة للاحتباس الحراري من هوائنا. بالإضافة الى ذلك، فإن الأغذية العضوية هي أكثر صحة لعائلتك" ختمت ماريا التي وجهت عدة صرخات في كتابها بضرورة التغيير قبل فوات الأوان.