خاص بآفاق البيئة والتنمية
كتاب الأستاذ الباحث والمؤرخ مصطفى كبها "لكل عين مشهد" دوَّن لنا حكايات كثيرة عن تسميات الأماكن في القطاع الغربي لقضاء طولكرم الانتدابي. يأخذنا كتابه في جولة مع الأبعاد اللغوية والجغرافية والتاريخية والاجتماعية لتسمياتٍ قد لا يفقهها "جيل اليوم" مثل "الشلّافة" و"الكبابير" و"القرقبوس" و"العفص"، بل وحتى كلمات أبسط مثل "الزعرور" و"الزرزور" وهي تسميات عاشها أجدادنا بشكل يومي وترتبط بالبيئة ارتباطًا وثيقًا بل تُشكل جزءاً من قاموس للأجيال الجديدة، تُرشدهم إلى تحقيق الاستدامة من وحي خبرات أجدادهم وخيرات بلادهم. هذه التسميات كان يُمكن للكثير منها أن يندثر، وتندثر معها الحكايا التي ترتبط بالإنسان والأرض والطبيعة، وتعكس مدى ارتباط أجدادنا بهذه الأرض مُنذ مئات وآلاف السنين، إنها إحدى روافد هويتنا وهي الخزانة التي تحفظ ذاكرتنا الجمعية. هذا الكتاب يكشف لنا مُحاولات سياسة التهويد الصهيونية في طمس هذه المسميات وقمعها ومَحقها.
|
كثيرة هي الكُتب التي تُحدثنا عن فلسطين وقراها والقرى المُهجرة تحديدًا، أما الكُتب التي تأخذنا لنغرق في أدق تفاصيلها فهي قليلة جدًا، تمامًا ككتاب الأستاذ الباحث والمؤرخ البروفيسور مصطفى كبها الذي دوَّن لنا في كتابه "لكل عين مشهد" حكايات كثيرة لتسميات الأماكن في القطاع الغربي[1] لقضاء طولكرم الانتدابي، فيأخذنا في جولة مع الأبعاد اللغوية والجغرافية والتاريخية والاجتماعية لتسميات قد لا يفقهها "جيل اليوم" مثل "الشلّافة" و"الكبابير" و"القرقبوس" و"العفص" بل وحتى كلمات أبسط منها "الزعرور" و"الزرزور" وهي تسميات عاشها أجدادنا بشكل يومي وترتبط بالبيئة ارتباطًا وثيقًا بل تُشكل جزءاً من قاموس للأجيال الجديدة، تُرشدهم إلى تحقيق الاستدامة من وحي خبرات أجدادهم وخيرات بلادهم.
بين الواويات والسُمّان
للحيوانات حضور مميز في تسميات الأماكن في فلسطين، ولعل أشهرها "وادي التماسيح" عند قرية جسر الزرقاء قضاء حيفا، أما في القطاع الغربي لقضاء طولكرم الإنتدابي (منطقة الدراسة) فنجد حضورًا للغُزلان كـ"مرج الغُزلان" في باقة الغربية وأرض "الواويّة" في رمل زيتا.
أما الطيور فكانت أكثر حضورًا في تسميات الأماكن، فهناك "بركة البط" في كفر سابا و"بئر البوم" في قرية جت كما كانت هناك خلّة حجلة في جلجولية والحجلة هو طائر الشنّار، كما كانت هناك محاجر الزرزور في الطيبة.
والزرزور هو طائر يستبشر به الفلاح وفيه قيل: "سنة الزرزور ازرع في البور"، كما كانت هناك "عين الزُريقية" في وادي الفالق والزريقي طائر ينتمي لفصيلة الغرابيات، وهو أزرق الجناحين (هناك بقعة زرقاء على كل من جانبيه)، ويعرف بِاسْم "أبو زريق"، وأيضًا "القيق" أو "زرياب".
أما الطائر المُسمى بالـفري أو السمان فقد ارتبطت باسمه أرض "ظهور الفِر" في قفين و"أرض السَّمْنِيّات" في الطيرة وهذا الطائر كما جاء في الكتاب: السمنيات جمع سَمْنِيِّة وهي في اللغة الدارجة تعني الديك البري أو "ديك السُّمّان" أو "السُّمانى" (المفرد سُمْنَة)، وكذلك: السُّمانى والسُّمانَيات ومفردها سمَّانة (ويعرف أيضًا بالفرّي أو السلوى)، وهو طائر مهاجر يأتي بلادنا في الخريف ويغادرها في أواخر الربيع.

غابات بلوط طُولكرم
في خرائط 1870 لهيئة استكشاف فلسطين (البريطانيّة) تظهر كلمة "غابة بلوط" (بالإنجليزية Oak Forest ) عند منطقة عرب النفيعات.
وفي كتاب "لكل عين مشهد" نجد أن غابات البلوط كانت كثيرة في قضاء طولكرم، منها غابة كفر صور، وغابة جيوس وغابات الطيبة (الشمالية والقِبلية).
وأشهرها غابة أرسوف وهي كما جاء في صفحة 276 في الكتاب: "اسم تاريخي لغابة البلوط الكبيرة التي كانت على امتداد وادي الحوارث والقباني وحتى منطقة الحرم. في هذه المنطقة جرت معركة دامية بين صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد عام 1191 للميلاد".
إلى جانب هذه الغابات، كان لأشجار البلوط حضورًا مميزًا في القرى، فمثلًا في باقة الغربية كانت هناك أرض "أبو البلوط" وكانت هناك أراضي الشتولة والشتايل وهي التسمية الدارجة للبلوط في المنطقة، ومن المسميات التي ارتبطت كذلك بالبلوط نجد "خوار العفص" والخور هي الأرض المنخفضة بين مرتفعين، أما العفص فيطلق في اللهجة الدارجة على النتوء في سيقان البلوط وخشبهِ.
كذلك نجد البلوط يُذكر من خلال أصنافه مثل "الملول" و"السنديان"، كتل الملول في جلجولية وخوار السنديانة في رمل عتيل.

خريطة من عام 1870 يظهر فيها "تل الملول" في محيط قرية جلجولية
إلى جانب البلوط كان هناك حضور مميز لأشجار الخروب والسدر في التسميات، فهناك وادي الخروبة وهناك أرض أبو خروبة و"راس الخروب" والخراريب.
كما نجد مارس السدرة، ومرج السدرة، وخلايل السدرة، ووادي السدرة، ومن التسميات المميزة المتعلقة بالسدر نجد منطقة السويديات، والسوّيد كما جاء في الكتاب:" شجر شوكي (وهو أحد الأسماء التي قد تطلق على شجر السدر)، له ثمار على شكل كرات صغيرة جدًّا تكون بُنِّيَّة عند نضوجها وحلوة المذاق".
من الجدير بالذكر أن أشجار الجُميز والزعرور كذلك كانت حاضرة في التسميات، فنجد مثلًا "جميزة آل ناطور" و "أبو زعرورة" في قلنسوة.

خريطة لفلسطين من عام 1935 يظهر فيها وادي الخروبة في باقة الغربية
القصب كان حاضرًا بقوة، فكانت هناك "أرض القصب" في الطيبة والتي زُرعت بالقصب لاستخراج السكر.
أما في باقة الغربية فنجد أرض المحاليج، والمحاليج جمع محلاج وهو آلة لحلج أو ندف القطن (أي ضربه وتقليبه حتى يخلّص الحَبّ منه). وقد يعود الاسم، كما يبدو، إلى وقوع المنطقة قرب منطقة القصب التي كانت تُصنع فيها المحاليج والسلال والحبال.
ومن التسميات المميزة التي يُطلعنا عليها البروفيسور مصطفى كبها، تلك التي تكشف لنا أن بلاد طولكرم كانت عامرة بالأشجار، هي تسميات ارتبطت بكثرة الشجر مثل أرض "السبوبة" و"جزاير شُعر" و"خور البهاتة" فالبهاتة: البَهْتة بمعنى الحيرة أو مصدر الدهشة وسميت بذلك لكثافة شجرها.
أما شُعَر فهي جمع شَعْراء، وتعني الشجر الكثير، أما سبوبة أو سبيبة فالمقصود بالسبّوبة هو السَّبِيبة أي خصلة الشعر وجمعها سبائب وكما يبدو فقد كانت كثيرة النبات والشجر وشبيهة بشعر الرأس ولذا عرفت بهذا الاسم وقد بلغت مساحتها نحو 400 دونم.
النشاط الزراعي
في نفس السياق، نجد أن هناك مُسميات ارتبطت بخصوبة الأرض والنشاط الزراعي فيها، وغالبًا فإن هذه الأراضي سُميت بالـ "حاكورة" أو "بساتين" أو "كروم" كما نجد أن إحدى الأراضي الخصبة جدًا في مدينة الطيبة ارتبط اسمها بالسلطان العثماني محمد رشاد وسُمّيت "الرشاديات".
أما في كُفر قاسم نجد أرضًا سُميت بالـ "مجنونات" لأنها كانت تجود بالخصوبة في سنوات معينة وتكون قاحلة في سنوات أخرى فلا تستقر على حال، كما أُطلق لفظ "عِمَارة" على الأراضي الوعرية التي تُستصلح وتُفلح وتُعمَّر.

خريطة من عام 1935 لفلسطين تظهر فيها "كروم" مدينة الطيرة والتي كانت مزروعة بالعنب والفاكهة
على عكس هذه التسميات، نجد الفلاح الفلسطيني قد أعطى اهتمامًا للأراضي الخالية من الشجر والزراعة لخصائص ما فيها، فكانت هناك أراضي سُميت بــ"الخحليقات" و"المقاشير" أو "المقشور" و"الفُرع" أو "المشلحة" والتي تنطوي على وصف للأراضي "الجرداء"، ومع أن السبب لا يظهر بوضوح في هذه التسميات إلا أنه أكثر وضوحًا في تسميات مثل أرض الموالح، والتي تشير إلى أن تلك الأرض كانت مالحة وغير صالحة للإنتاج ومثلها "خلة الرفيعة" لقلّة سُمك التربة. وبالتالي فإنها كانت تصلح للزيتون ولا تصل لأصناف أخرى، وهناك أرض "القرقبوس" أو "قرقيبة"، وكانت تُطلق على الأرض ذات التربة السطحية الرديئة ومثلها تسمية "خور العظام" وكذلك نجد تسمية "الشنتول" والتي اُستخدمت لوصف الأرض التي تصلبت إذا بارَتْ وتأخَّرَ حرثُها أو لم تُزرع في الوقت المناسب.
وعلى صعيد إنتاجية الأرض، نجد بعض التسميات المرتبطة بقلة الخصوبة ترتبط بزراعة البصل، أما الأراضي الخصبة فترتبط بزراعة الفول، مثل "تل الفول" في خربة الزبابدة كانت تربتها سوداء خصبة، أما موارس البصل في الطيرة فكانت جودة منخفضة ولم تصلح إلا لزراعة البصل، وبالنسبة للأراضي الخصبة في منطقة طولكرم، فكثيرًا ما كانت تُزرع بالعنب والزيتون والقمح.
هذه التسميات، تحديدًا المرتبطة بإنتاجية الأرض، نجدها اليوم حاضرة في نُظم المعلومات الجغرافية GIS وهي مهمة لتقييم الأراضي واتخاذ القرارات المرتبطة بالاستثمارات الزراعية، كذلك فإن خرائط التربة تُعد من أهم الخرائط المستخدمة في تصميم نماذج عديدة في مجال GIS، ولو نظرنا إلى التسميات باعتبارها "طبقة بيانات" سنجد أنها تساعد في رسم خرائط التربة فكثيرًا ما كان الفلاح يُطلِق على الأرض بــ "اسم لونها"، فهناك "الأرض البيضا"، و"بياضة التين"، و"الكابية" التي وُصفت بها الأراضي الجيرية والتي زُرعت بالشعير والترمس أحيانًا، و"الشقرة" و"الصُفر" و"أبو الذهب" و"تل الذهب" و"موارس الذهب" فهو مستمد (كما يبدو) من لون التربة الأصفر كالذهب، أما "الحمرا" و"الحَمرات" فاستخدام لوصف الأراضي ذات التربة الحمراء وهناك "أرض السماري" و"السمرة" و"السمرات" لوصف التربة الخصبة ذات اللون الأسود، وهناك "الأرض المفروقة" بمعنى "المختلفة" لأن لونها يختلف عن لون محيطها.
النشاط التجاري/ الصناعي
إلى جانب النشاط الزراعي، نجد كثير من الأسماء تعطينا لمحة عن النشاط الاقتصادي لمنطقة الدراسة، ففي بلدتيّ إرتاح والطيبة كانت هناك المحاجر والكسارات، كما نجد في الطيبة أيضاً وادي البد وحجر البد كما يشير "كبها" هو الحجر المستعمل في طحن الحبوب (عادةً للزيتون): هو حجر الرحى الذي يقوم بعملية درس حبّ الزيتون في المعصرة (ويستعملها البعض لمعصرة الزيت القديمة نفسها).
في باقة الغربية كانت هناك أرض "أم القحوف"، والقحوف جمع "قحف" باللهجة الدارجة وهو فرن الطابون. وقد سميت بذلك لأن سكان المنطقة كانوا يستخرجون منها التربة الطينية الملائمة لصناعة قحوف الطابون.
كما نجد "المرظفة" وهي مكان شظايا الفخار المعروف بالرُّظُف والرُّضُف جمع رُضْفة، وهي الحجارة الصغيرة الملساء، تؤخذ عادةً من الأودية وتُوضع داخل مخبز الطابون، حيث تُحمّى ويُخبز عليها العجين.
أيضاً هناك أرض المحاليج التي تقع قرب أرض القصب ولأن المحلاج هو آلة ندف القطن (أي ضربه وتقليبه حتى يخلّص الحَبّ منه)، فثمة احتمال أن المنطقة كانت تُستغل لصناعة المحاليج والسلال والحبال. كذلك نجد أن أحد وديان باقة سُميت بـ "وادي عرق السوس" وهو النبات المُستخدم في صناعة شراب "العرقسوس".
في بلدة جت، نجد أرض الكبابير والكبارة هي فرن حرق الشيد (الكلس أو الجير)، ومن الجدير بالذكر أن الكثير من القرى فيها أماكن تسمى "كبارة". وفي دير الغصون نجد أرض المحفرة وهي مكان لاستخراج التراب لتصنيع الأواني والطوابين أو أخذ تراب خاص للطلاء كما نجد في دير الغصون ظهر النتش، والنتش هو نبات كثير الشوك ينتشر في الأرض ويجعلها غير صالحة للفلاحة، وقد استعمله الفلاحون لصنع المكانس الخشنة ولتنقية المياه.
أما في جلجولية فنجد أرض القداحات وهي أداة لإشعال شرارة النار الأولى، وفي قرية زيتا الرمل هناك "خربة قزازة" التي تقع في منطقة كثبان رملية فيها تركيز عالٍ لمادة "السيليكا" التي تحتوي عليها الرمال، وهي المادة الأساسية التي تستعمل لصنع الزجاج.
إدارة مياه الأمطار
كُل التسميات التي ذكرناها حتى الآن، تؤكد أن تسمية الفلاح لأرضه لم تكن مُجرد اختيار عشوائي للتسمية، وتمامًا كما استخدم بعض التسميات لتحديد إنتاجية الأرض ولونها أو الكائنات التي تكثر فيها فإن نشاط الفلاح كان يرتبط بشكل أساسي بالمياه والأمطار، ولهذا عدد كبير من التسميات يرتبط اسمها بالموارد المائية والأمطار والشتاء وحتى السيول.
ولعل أهمية هذه التسميات اليوم تكمن في اهتمام الباحثين بمجال تاريخ الفيضانات، وتطوير خرائط تقييم مخاطر الفيضانات، وبالتالي فإن الكثير من هذه المسميات التاريخية وثقت لنا تاريخ تلك المناطق بالسيول والفيضانات.

خريطة لفلسطين من عام 1935 تظهر فيها واحد من أكبر "بصّات" قضاء طولكرم وهي بصة الشيخ حسين
فمثلًا تسميات مثل "البحيرة"، و"الجورة"، و"المغاريق"، و"الشل" و"أم غامر" كُلها تشير إلى أن تلك الأراضي مُعرّضة بشكل كبير للغرق في الشتاء، فأم غامر لأن المياه تغمر الأرض، والشلّ من الشلل كأن المياه لا تقدر على الحركة. أما المغاريق فمن الغرق، وأما الجورة فهو لهيئة الأرض التي تجعلها تجمعًا للمياه، وأما البحيرة فذلك لأن الأرض تتحول إلى بركة مياه كبيرة تبدو كما لو كانت بحيرة.
وهناك تسميات أكثر شيوعًا مثل "بصة" و"بركة"، فالبرِكة غالبًا هي مواقع البرك الموسمية التي تبقى فيها المياه في الشتاء وتجف في الصيف.
أما البصة فهي الأرض التي كانت تمتلئ بالمياه في الشتاء وتتفجر فيها الينابيع وتُسمى عند العامة بالمستنقع. وهناك تسميات أقل شيوعاً تفيد معانيها إلى توقف المياه وركودها مثل "العسراوي" و"المخبة" و"الصلاقة" و"الأشاليل".
أما التسميات التي ارتبطت بجريان المياه فهي منطقة "المصرف" لأن المياه تتجمع فيها كالمصرف والمشقوع مثلها ولكن فعل "شقع" يرتبط بالصور المرتفع للمياه.
وهناك أيضاً أرض "الهدرة" وهي تسمية كذلك ترتبط بالسيل إذا اشتدَّ وارتفع صوت جريانه، كما نجد تسمية "شلال" توحي بنفس المعنى ومثلها أيضاً "الرشراشة" فهي كثيرة السيلان.
وكثير من الأراضي سُميت بالجزيرة، فهناك جزيرة الواد ومارس الجزيرة والجزاير، وهذه الأراضي تقع بشكل عام في مناطق منخفضة إلا أنها ترتفع عن محيطها قليلًا، وبالتالي فإنها قد لا تغمر بالمياه إذا غُمر ما حولها فتتحول الأرض وكأنها جزيرة في بحر.
ومن التسميات التي يُمكن أن تُدرج ضمن الأراضي الأقل عرضة لخطر الفيضانات كالجُزر مثلًا، هي الأراضي المسماة بــ "الشلافة" وهي الأراضي التي تبتلع المياه باستمرار وبسرعة وبالتالي فإن خطر ركود الماء فيه قليلًا.
ومن الجدير بالذكر أن ركود الماء في أرض ما، يُمكن أن يحرم صاحبها من الزراعة طيلة الموسم، وفي بعض المواسم يُمكن أن يُحرم من الزراعة طيلة العام، كما يحصل في مرج البطوف (في الجليل) الذي يُسمى "مرج الغرق" في المواسم المطيرة.

خريطة من عام 1936 لقلنسوة يظهر فيها "جزاير الشاغور" وهي من المناطق التي تكون عُرضة للفيضانات والسيول في الشتاء
الخلاصة
هذه التسميات كان يُمكن للكثير منها أن يندثر، وتندثر معها الحكايا التي ترتبط بالإنسان والأرض والطبيعة وتعكس مدى ارتباط أجدادنا بهذه الأرض مُنذ مئات وآلاف السنين، ما جعلها إحدى روافد هويّتنا وخزانة تحفظ ذاكرتنا الجمعية كما يقول البروفيسور مصطفى كبها في مقدمته الغنية التي يكشف فيها مُحاولات سياسة التهويد الصهيونية في طمس هذه المسميات وقمعها ومحقها، ليُخلد هذا الكتاب الكثير منها بين طيّاته.
ولعلَّ الخطوة القادمة التي لا بُد لنا منها، أن نحفظ هذه الحكايا في شكل خرائط، خريطة لكل قرية وبلدة تحمل رموزًا ورسومات تعكس حكايا الأرض وخيراتها من عيون الماء إلى الكبابير والمروج والخلايل وحتى واويّاتها وغزلانها وبلوطها وسدرها والخروب، فيفهمها الصغار قبل الكبار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] قطاع طولكرم الغربي يشمل المناطق الغربية لقضاء طولكرم (قبل عام 1948). وقضاء طولكرم عبارة عن جزء من التقسيم الإداري السابق لفلسطين في عهد الاحتلال البريطاني (1920-1948)، ومركز القضاء مدينة طولكرم.
وإثر نكبة 1948، احتل الصهاينة مجموعة كبيرة من قرى وبلدات قضاء طولكرم (وبخاصة في منطقة المثلث) ومنها على سبيل المثال: قلنسوة، الطيبة، الطيرة، باقة الغربية، جت، يمة، بئر السكة، كفر سابا، أم خالد، وجلجولية.