ربى عنبتاوي
تتميز قرية كفر زيباد جنوب شرق طولكرم، بأناقتها وتنظيم بيوتها مقارنة بالقرى المجاورة، كما للشهادات العليا حصة كبيرة لدى أهالي القرية رجالاً ونساء، عوامل عززت الوصف القائل بأنها عروس الكفريات. ولكن، الفقر صفة تلازم معظم قرى فلسطين، وكفر زيباد ليست بمنأى عن ذلك.
يعتبر الزيتون والحمضيات وزراعة الخضار في البيوت المحمية من المحاصيل الرئيسية في القرية، ولكفر زيباد جذور قديمة، ويقال أن سر اسمها يعود للعهد السامي القديم ويعني "الإله الكريم (زيباد) فيما يعني الكفر: الأرض البعيدة عن مواطن الرفاة والتعمير.
أمام مقر الجمعية المؤقت، يجلس بعض كبار السن الذين يواظبون الحضور إلى المكان للدردشة وتبادل الأحاديث، بعد أن كانت "جمعتهم" فقط أمام الدكاكين. يتقدم رجل سبعيني برصانة مرتدياً بذلة انيقة، يدعى"ابو ثابت" مؤسس ورئيس الجمعية حالياً، يناديه اهالي كفر زيباد ب"الأستاذ" لتكريسه أهم سنوات عمره في تعليم اللغة العربية وإدارة مدرسة كفر زيباد.
تم تسجيل الجمعية في آذار من عام 2010 بنظام داخلي وأعضاء ازدادوا مع الوقت ليصبحوا اليوم 300 عضو. وتم توفير المبنى بدعم من بلدية الكفريات.
تصنيع المنتجات الزراعية في جمعية كفر زيباد
الجمعية ومركز معا...الخطوة الراسخة نحو الاستدامة
ذاع صيت الجمعية، وشهد الكثيرون بدورها في تلبية احتياجات القرية ومساندة أهلها، ومن عدة مؤسسات أهلية، كان لمركز العمل التنموي/ معا، دورٌ بالغ الأثر عبر تنفيذ عدة مشاريع تنموية يذكر منها أبو ثابت: بناء 22 بيتاً بلاستيكياً أحيا أراضٍ غير مستغلة وأعاد البسمة لوجوه عوائل اكتوت من الفقر، اضافة الى تقديم 133 خلية نحل انعشت دخل الأسر الفقيرة، كما تم تأهيل 8 آبار وحفر 23 بئراً ما أضاف مورداً مائياً جيداً للمزارعين، وجرى إعادة الحياة لـ 15 أرضاً صخرية فازدانت خضرةً وثمراً، وقدم معاً 12 رئة خضراء "حدائق منزلية" لعدة بيوت في القرية، كما تم فتح ثلاثة طرق زراعية سهلت على المزارعين الوصول الى أراضيهم، وجرى توزيع 17 غراس زيتون و12 خروفاً لإنعاش دخل اسرتين.
"أسسنا لجنة زراعية من ثمانية أعضاء، صار المزارعون من خلالها يسارعون بالتقديم، والموافقة على المشاريع وكانت في معظمها مقدمة من مركز معا، تتم حسب الشروط اللازمة". يقول ابو ثابت مؤكداً أن الجميع تنبه لأرضه الخراب فقرر ان يحييها.
بشهادة العديد من أهالي القرية، فقد أصبحت الجمعية التي نظمت عشرات الدورات التثقيفية والإرشادية عنواناً للباحثين عن فرص عمل عبر توفير مشاريع مدرة للدخل، وتشجيع المزارع على العودة لأرضه من خلال تزويده بكافة مستلزمات الزراعة.
تم تأسيس تجمع نسوي من ضمن الجمعية، بإدارة نسائية بحتة برئيسة ونائبة وأمينة سر للإشراف على المركز المهني النسوي، كما قامت الجمعية بالتنسيق مع مركز معا بإعداد دراسة حول حاجة السوق وهي صناعة الصوابين العطرية على الطريقة الباردة، مع إنتاج الاعشاب الطبية، وسلطة المخللات، حيث سيتم تدريب النسوة وتسويق انتاجهن عبر الموردين المحليين والمغتربين من أهالي القرية في البلاد التي يقيمون فيها.
دورة تدريبية في التصنيع الغذائي لجمعية كفر زيباد
روضة أطفال نموذجية تزدهي بملعب مجهز من "معا"
وعلى بعد أمتار من الجمعية، تم تأسيس روضة أطفال نموذجية من أهم علامات نجاح الجمعية، ومجهزة بأحسن لوازم رياض الاطفال مع ساحة آمنة ومسورة، تقول المديرة وهي تسير بين الصفوف المفعمة بابتسامات الاطفال ووجوههم المتوردة: "بفضل مركز معا تم تحويل الملعب الغير مؤهل الى آخر آمن ومريح، فالروضة بلا متنفس للأطفال غير كاملة الهدف ومعاً ساهم في اضفاء متنفس آمن لهم". تقول المديرة اشجان بكر التي تدير الروضة بمساعدة ثلاث معلمات مؤهلات وحاصلات على البكالوريوس في تربية الطفل.
في كفر زيباد والقرى المحيطة، اصبحت الجمعية مثالا يحتذى به، حيث يتم الحديث عنها في كل دورات الارشاد الخاصة ببناء قدرات الجمعيات، كما أن الروضة قد نالت رضا الجهات الرسمية ومنها مفتشي وزارة التربية والتعليم
"الانطلاقة كانت ستكون متعثرة لولا دعم مركز معا، نحن مدينون لـ معا بالشكر والعرفان". ختم أبو ثابت نصير النساء كما يعرفه الجميع.
روضة أطفال نموذجية لجمعية كفر زيباد