خاص بآفاق البيئة والتنمية
يفترض بمنازلنا أن تشكل مساحة دافئة ومريحة، نتخلص فيها من ضغوط الحياة اليومية، ونستنشق هواءً نقيا، كما نستدخل الراحة الجسمية والنفسية. لكن، أحيانا كثيرة، قد يكون الهواء داخل منازلنا أكثر تلوثا بضع مرات من الهواء الخارجي. هذا الأمر غير مثير للدهشة، وبخاصة لو ألقينا نظرة سريعة إلى جميع المكونات والأثاث داخل المنزل، سواء الأثاث، الخزائن، السجاد، المنظفات، الدخان، المواد اللاصقة، والعفن؛ علما أن هذه المكونات تشكل جزءا يسيرا من قائمة الأدوات والسلع المنزلية التي تسهم في تلويث الهواء الذي نستنشقه.
الوضع الأمثل يكمن في امتلاكنا مسبقا المعرفة النظرية والتطبيقية لطبيعة المواد المستخدمة في بناء منازلنا، ولطبيعة المواد التي يتكون منها الأثاث الذي سنضعه في بيوتنا؛ وبالتالي تقليص أو حتى منع الانبعاثات السامة من مواد البناء، الدهانات، الأصباغ، الأثاث ومنتجات الأرضيات.
وفيما يتعلق بأولئك الذين يعيشون في منازل لم يصمموها بأنفسهم تصميما صديقا للبيئة، نقترح في هذه العجالة بعض الطرق الطبيعية وغير المكلفة لتحسين جودة الهواء داخل المنازل.
أولا: نشر وزراعة النباتات
النباتات مذهلة حقا؛ فكما يعرف معظمنا، تمتص النباتات ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين. إلا أن من فوائد النباتات أيضا، أنها تمتص العناصر السامة المتواجدة في الهواء، بما في ذلك "الفورمالديهايد" و"البنزِن"، وتحولها إلى مواد غير ضارة.
ثانيا: فتح الشبابيك
الحصول على الهواء النقي المنعش داخل منازلنا، وإن يكن من خلال شباكين متقابلين بهدف الاستمتاع بتهوية شاملة خلال الأشهر الباردة- قد يقلل بشكل كبير تلوث الهواء الداخلي.
ثالثا: تغيير أو تنظيف فلاتر مكيفات الهواء بانتظام
لا بد القيام بهذا الإجراء بعد تمطط الفلتر، وبالتالي يصبح المكيف خاملا؛ عندئذ من الضروري تغيير الفلتر الذي قد يكوّن كل أنواع الأوساخ التي يفضل ألا يعاد تدويرها في فضاء المنزل.
رابعا: تجنب منتجات التنظيف السامة ومعطرات الهواء
إنه لأمر غير صحي أن نستبدل الأوساخ التي على أرضيات ومسطحات المنزل، بمنتجات التنظيف المثقلة بالكيماويات. فعالية المياه لا تقل بالعادة عن الكيماويات، كما أن لها فوائد إضافية من حيث أنها رخيصة وآمنة. إذا كنت بحاجة إلى القليل من طاقة التنظيف الإضافية، فيمكنك الاستفادة من البخار؛ إذ توجد في الأسواق العديد من الآلات المحمولة للتنظيف بالبخار، التي تعتبر فعّالة جدا في إذابة أكثر أنواع الأوساخ التصاقا.
وعلى نحو مماثل، معظم معطرات الهواء في الأسواق محملة، بشكل مثير، بكمية كبيرة من الكيماويات السامة. فإذا رغبنا في تغيير رائحة منازلنا، يمكننا استعمال الزيوت العطرية الطبيعية التي يوجد منها تشكيلة منوعة.
خامسا: الانتباه لاستخدام الشموع
شموع البرافين تعتبر بترولية، بالإضافة إلى أبخرتها السامة. معظم الشموع التجارية في الأسواق معطرة اصطناعيا، وتحوي مواد كيميائية عديدة. ابحث بدلا منها عن شموع الصويا المحروقة أو شموع العسل الأكثر نظافة، والتي تحوي فتيلا من القطن معطرا بالزيوت العطرية الطبيعية.
سادسا: الامتناع عن التدخين داخل المنزل
لقد أُشْبِعَ بحثا موضوع الأضرار الصحية-البيئية الناجمة عن التدخين والغازات السامة المنبعثة من السجائر، وكتب حول ذلك عددٌ لا حصر له من الدراسات والمجلدات.
سابعا: التنظيف بمكنسة هوائية بانتظام
يفضل كنس أسطح الأرضيات الصلبة بواسطة منديل "ميكروفيبر" يمكن إعادة استخدامه، بهدف التقاط الغبار والأوساخ. أما الأرضيات الرخوة، فيمكن تنظيفها بمكنسة هوائية جيدة تحوي فلترا مدمجا بها.
ثامنا: استخدام طلاء طيني أو صلصالي
الطلاء الطيني يمكن أن يساهم في تحسين جودة الهواء بالعديد من الطرق. فهو غير سام ومضاد للحساسية. وبذلك، يعتبر مثاليا لذوي الحساسية من المواد الكيميائية. كما أن لديه القدرة على امتصاص السموم، ويستطيع عمل ذلك من الهواء أيضا. علاوة على أنه مقاوم للعفن، ويطلق في الهواء أيونات سالبة التي تستطيع تخفيف الاكتئاب بشكل طبيعي.
تاسعا: إزالة الأحذية
المشي حافي القدمين داخل المنزل ومحيطه يعتبر عادة صحية مريحة، ويخفف من الأوساخ والرائحة التي قد تنتج عن البقاء بالأحذية. فلنخلع أحذيتنا ونبقيها عند مدخل المنزل.