أفريقيا ستحتاج إلى 50 مليار دولار سنويا بحلول 2050 للتأقلم مع التغير المناخي
القاهرة / خاص: قال تقرير حديث صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة "يونيب" ان قارة أفريقيا ستحتاج إلى 50 مليار دولار أمريكي سنويا بحلول 2050، للتأقلم مع التغير المناخي في القارة التي ترتفع فيها درجات الحرارة بمعدلات أكبر بكثير من الطبيعي، وذلك مع افتراض نجاح الجهود الدولية لإبقاء الاحترار العالمي أقل من درجتين مئويتين خلال هذا القرن.
وأضاف "يونيب" في بيان صدر في آذار الماضي انه أطلق تقريرا بعنوان "فجوة التكيف بأفريقيا" والمبني على تقرير البرنامج لعام 2014 بعنوان "فجوة الانبعاثات" وذلك خلال مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة الذي عقد في آذار بالعاصمة المصرية القاهرة.
وذكر أن التقرير الذي أطلقه يكشف أن تكلفة التكيف في الدول النامية مجتمعة يمكن أن تقفز لتصل إلى 250 حتى 500 مليار دولار سنويا بحلول عام 2050.
وأوضح التقرير، المعد بالتعاون مع جمعية تحليلات المناخ والمحور الأفريقي لتمويل المناخ، أن الخفض الكبير للانبعاثات العالمية هو أفضل الطرق لتجنب تكاليف التكيف المعوقة لأفريقيا. وأضاف أن الموارد المحلية في القارة غير كافية للاستجابة للتأثيرات المتوقعة، ولكن من المهم تكملة التمويل الدولي للبلدان الأفريقية، بما في ذلك الوفاء بالالتزامات المالية للمناخ بحلول عام 2020 والتي تم إقرارها قبل سنين في كانكون.
وأشار أخيم شتاينر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أن المعدل المتسارع لتغير المناخ يعظم من تحديات التكيف، والتي تم تحذيرنا منها من قبل.
وأضاف شتاينر، وفقا للبيان، أن أفضل تأمين ضد العديد من الآثار السلبية المحتملة لتغير المناخ هو تحرك عالمي طموح لتخفيف الانبعاثات على المدى الطويل، يصاحبه تمويل سريع ومتزايد للتكيف على نطاق واسع. وأشار إلى أن الاستثمار في المرونة والتكيف، كجزء لا يتجزأ من التخطيط للتنمية الوطنية، من شأنه تطوير القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ في المستقبل .
ويشير التقرير إلى أن أفريقيا هي القارة المتوقع حدوث تغير المناخ فيها بشكل أسرع من الطبيعي، مقارنة بأي قارة أو دولة أخرى، مما يجعل التكيف مسألة عاجلة.
وأشار التقرير إلى ان توقعات ارتفاع درجات الحرارة – حسب السيناريوهات المتوسطة – توضح أن مناطق واسعة من أفريقيا سوف يتجاوز ارتفاع الحرارة فيها درجتين مئويتين خلال العقدين الأخيرين من القرن الحالي، ما يؤثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي وصحة الإنسان وتوافر المياه.
وذكر التقرير أنه في حالة ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، فإن التوقعات بالنسبة لأفريقيا تشير إلى إمكانية ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل أسرع من المتوسط العالمي ليتخطى المستويات الحالية بـ 80 سنتيمتراً بحلول عام 2100، وذلك بطول سواحل المحيطين الهندي والأطلسي، ويصاحب ذلك ارتفاع كبير في عدد الأشخاص المعرضين لخطر الفيضانات في المدن الساحلية في كل من موزمبيق وتنزانيا والكاميرون ومصر والسنغال والمغرب.