جمعية دار الإيمان
خاص بآفاق البيئة والتنمية
مهما بدت الظروف صعبة، فالحياة لا تخلو من سفراء المحبة، وهكذا كان الحال مع اطفال قلقيلية الذين وجدوا في "جمعية دار الايمان لإيواء الايتام" الحضن الدافئ في الوقت الذي لفظتهم الظروف الى عالم وحيد مجهول وقاسٍ، فجاء الميتم وبمساعدات أهل الخير ليأوي أولئك الأطفال ويجعل حياتهم قريبة نوعاً ما من حياة الأسر العادية، بفضل مربيات حنونات وتجهيزات ووسائل ترفيه وحديقة خضراء بأشجار وألعاب تلون حياتهم وتنثر فيها الدفء.
لمركز العمل التنموي "معاً" كان هناك بصمة واستدامة للعمل الخيري في جمعية الإيمان، كيف؟ الجواب من خلال مشروع "المواطنون الفاعلون".
ساهم مشروع "المواطنون الفاعلون" الذي ضم مجموعة من شباب وشابات محافظة قلقيلية، في تعزيز قدرات المتدربين في موضوع تحديد الاحتياج المجتمعي في القرية او المدينة التي يقطنون فيها أو في محيطهم العام، والمفاجأة أن نسبة كبيرة من الشباب اجمعت على جمعية دار الايمان وحاجتها للتوسعة الخارجية من خلال حديقة ولوازمها.
شباب "المواطنون الفاعلون" ينجحون بامتياز
غادة قدومي- تكروري مديرة المشروع في مركز معا، سيدة تنخرط في العمل المجتمعي منذ أكثر من 15 عاماً تقول عن المبادرة الخاصة بالميتم، " كانت قيمة الدعم للشباب 2000 دولار، ولعلمهم أن الميتم يحتاج لأضعاف هذا المبلغ، فقد بذلوا جهدهم خلال شهرين كاملين لتحقيق مبادرة إنشاء حديقة خارجية، بأن تواصلوا مع البلدية التي تبرعت لهم بقطعة الأرض، ثم اتفقوا مع جرافة تبرعت بتنظيف الأرض وجعلها مستوية، ثم لجأوا لمشتل تبرع للجمعية بجزء كبير من الشتلات، كما تبرع أحد النجارين بمقاعد خشبية، وزودتها شركة الكهرباء بخط مجانيِ لإنارة الحديقة.
من يسأل عن الجمعية لا يمكن أن يغفل الحديقة التي اصبحت معلماً ومكاناً لتنفيذ الفعاليات المختلفة للأطفال من قبل المؤسسات المختلفة، ومثل كل الحدائق، تكتسي أرض الحديقة بالنجيل الأخضر، وتحيطها الاشجار ونباتات الزينة، تتردد عليها العصافير والقطط، وعلى مقاعدها يتتبع الأطفال الفراشات، ويتأملون حركة الغيوم ويستمعون لأصوات العصافير، وفي إحدى زواياها حوض رملي كبير فيه ألعاب مختلفة للهو والتسلية.
الانجاز وفق القدومي، كان يتمثل في تمكن شباب برنامج "المواطنون الفاعلون" جمع مبلغ 25 الف شيكل من اصل 7 آلاف كانت منحة لاحتياج الميتم، والأجمل انهم لم يفكروا تفكيرا ضيقا مناطقياً كل حسب سكناه، بل فكروا تفكيراً اكبر وأكثر انسانية وفائدة.
جمعية دار الإيمان في قلقيلية
الحديقة واجهة الميتم وسر بهجته
تتحدث السيدة غادة حج حسن مديرة الميتم، أو خالتو غادة كما يناديها الأطفال، عن الجمعية التي تأسست عام 96 لإيواء الاطفال الذين يعانون من اليتم الطبيعي والاجتماعي، بحيث تحاول مع طاقمها احتضان 26 يتيماً واشعارهم قدر المستطاع بأجواء البيت الطبيعية من حيث العناية والتجهيزات والفعاليات، مشيرة الى أن الدعم بشكل عام مقدم من أهل الخير في المجتمع المحلي.
وعن الحديقة تقول: "من أرض خراب مليئة بالطمم والنفايات الى حديقة زاهية جذبت بخضرتها الطيور. هي مساحة حرة للأطفال ليلهوا ويستنشقوا الهواء العليل خارج الجدران والغرف. الحديقة كانت واجهة خير للميتم، فمعها كثرت الفعاليات الخارجية من أنشطة وحملات ترفيهية للأطفال، من وفود من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني".
العبر المستخلصة من مبادرة "المواطنون الفاعلون" وفق القدومي هي في المساهمة المجتمعية العالية وروح العمل التطوعي العائدة بقوة إلى فكر الشباب الفلسطيني، حيث ساهموا بإنجاح المبادرة وجعلها مثالاً يحتذى به حول الاستدامة.
تشير القدومي إلى أن أهم اصحاب القرار في قلقيلية ساهموا في المبادرة من خلال جهود شباب "المواطنون الفاعلون" من المحافظ ورئيس البلدية ورؤساء المجالس القروية في المحافظة، مدير فرع شركة الكهرباء في المدينة، كلهم مدوا يد العون.
"لولا الشباب المؤمن بالعمل الانساني التطوعي لما رأينا الحديقة خضراء زاهية وفقط خلال شهرين". ختمت القدومي.