خاص بآفاق البيئة والتنمية
بدت رئيسة جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة في سعادة وهي تسرد حكاية تصميم الحلي، التي تنفذها الجمعية بالشراكة مع سفارة الجمهورية التشيكية. تقول: "منذ سنوات فتحنا قناة تواصل مع التشيك، وصرنا نقدم لهم مقترحات لمشاريع ودورات، وقد شاهدوا الكثير من النماذج التي قدمناها، وتوقفوا طويلاً عند المطرزات واللمسات الفنية التي أدخلناها لمنتجاتنا ومشغولاتنا اليدوية، واقترحوا علينا تدريبات على إنتاج وصناعة الحلي لنضيفها بدل الإكسسوارات التقليدية."
ووفق دراغمة، فإن إحدى عشرة سيدة اجتزن الدورة التدريبية الأولى في آب الماضي، ويضعن اللمسات الأخيرة اليوم لتمرينات ثانية بإشراف مدربة محلية، قبل أن يكملن مهاراتهن في تدريب متقدم أخير سيقدمه مدربون تشيك عام 2017.
تضيف: "أحضر المدربان جيري كومشيك وكوزليك براسيل أدواتهم الخاصة، واستوردوا خام الفضة والمعادن الأخرى من بلادهم، وقدموا لنا تمهيداً عن الفنون الجديدة بالنسبة لنا."
11 إرادة
أمضت المتدربات: وفاء دراغمه، وفادية عبد الرازق، ونهى أبو العيلة، ومنار صوافطة، ومسعدة بشارات، وعالية دراغمة، وسندس فالح، وسماح أبو محسن، وهبة بزور، وسماح جابر، وخولة بشارات أيامًا شاقة في التمرينات التي تحتاج إلى دقة وصبر، ومجهود إضافي، وقدرة على التحمل لحين الوصول إلى مرحلة إنتاج الحلي بكامل أناقتها.
تتابع مها دراغمة: "اتقنت المتدربات الكثير من فنون الحلي، وعرفن أسرار تشكيلها، وتعاملن مع أجهزة القص، والتعديل، وتنقلن بين صناعة الأسوار، والإكسسوارت، والعقود، والخواتم وحملن المنشار الناعم، وأدوات الخرم، ومقصات القطع، وتعاملن مع ملزمة تطّويع الحلي، وكن سعيدات بالنتائج."
والجديد في الحلي الطوباسية- التشيكية المرونة التي تفتح الباب أمام فريق المتدربات لصناعة أشكال جديدة، وإبداع لمسات خاصة، وكمثال تقول هبة بزور، إنها استفادت كثيرًا في إدخال خبرة جديدة في تصنيع الإكسسوارات، وباتت تعرف طرق صنع الأساور والميداليات وطريقة حف وتلميع الإكسسوار، وأكثر شيء مميز بالنسبة لها إدخال النحاس مع الخرز والتطريز، وتعلم الحفر على بعض الإكسسوارات، والأهم تعلم التأني والصبر، والابتعاد عن الأفكار الشائعة كالمطرزات والخرز.
لائحة تصاميم
وتعد المتدربات العدة للائحة طويلة من تصاميم خاصة بطوباس، تضاف إلى الخاتم والأسوار وخريطة فلسطين إلى نحاسيات وفضيات تحمل اسم المحافظة وتجمعاتها، وتقدم أزهارها وطيورها، وتنقش تجمعات الأغوار على طبق من نحاس وفضة.
واستنادًا لرئيس جمعية طوباس الخيرية، فإن خط الإنتاج للحلي سيرى النور مع بداية العام القادم، وستبدأ الأيدي الناعمة في مركز التدريب المهني بتشغيل آلات القص والحفر والتشكيل، ثم يشق المنتج طريقه إلى السوق المحلي.
تقول:" عدم توفر خام النحاس بسهولة يشكل عائقًا، وسنحل الأمر باستيراده من التشيك، ولكن حين نشاهد الإقبال على ما ننتج، فإننا ننسى كل لحظات التعب، ونتجاوزر العقبات، لأننا استطعنا تقديم شيء مختلف".
ونقلاً عن دراغمة، فإن صناعة الحلي تلك جديدة وغير شائعة، وقد تمكنت تجربة مماثلة لمتدربات مصريات بإشراف تشيكي من تدشين أكاديمية لفنون المجوهرات في القاهرة.
تنهي: "استطاعت النماذج التي عرضناها في اليوم الوطني التشيكي (25 تشرين الأول) استقطاب الحضور، الذين توقفوا عندها، ولاحظنا الإقبال على ما قدمناه في فترة قياسية، فالأمر مشجع، والأهم ابتعادنا عن التفكير النمطي الذي يغلف الكثير من أعمالنا."
وفي قلب سوق طوباس، يعرّف معرض الجمعية بإبداعات النساء، ويبشّر بخط إنتاج يوفر "الذهب" الطوباسي بنكهة تشيكية، ستكون نواته "الإحدى عشرة" متدربة، وسيحفر اسم المحافظة وتجمعاتها، وفلسطين، والقدس، والأغوار فوق نحاس يستعصي على الصدأ، كما العزيمة التي تقول المتدربات "إنها السلاح ورأس المال". فيما تعلق الجامعية سوسن إيراهيم أن حلي طوباس تتفوق على الذهب الروسي، وتتمنى أن تشاهد نبات العكوب وأزهار الأغوار قلائداً جميلة تباع في أسواق المحافظة، بدلاً من الذهب المُقلد.
aabdkh@yahoo.com