شركات نفطية تستثمر في الطاقة المتجددة
لندن / خاص: قالت مصادر إعلامية في تشرين ثاني الماضي أن الشركات النفطية الكبرى، من بينها "أرامكو السعودية" و"شل"، ستتعاون لإقامة صندوق استثماري لتطوير تقنيات الحد من انبعاثات الكربون والنهوض بالطاقة المتجددة.
وقد أعلن الرؤساء التنفيذيون لسبع شركات في مجال النفط والغاز –"بي.بي" و"ريبسول" و"أرامكو" و"شل" و"شتات أويل" و"توتال" – تفاصيل الصندوق وخطوات أخرى للحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في لندن في نوفمبر الماضي. ويواجه القطاع ضغوطا متزايدة للاضطلاع بدور فعال في محاربة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وتزامنت هذه المناسبة مع بدء السريان الرسمي لاتفاق باريس 2015، الهادف إلى الخفض التدريجي لغازات الاحتباس الحراري الصناعية في النصف الثاني من القرن.
والمجموعة جزء من "مبادرة النفط والغاز بشأن المناخ" التي تشكلت بدعم من الأمم المتحدة، وتضم 11 شركة تمثل 20% من إنتاج النفط والغاز.
ومن المتوقع بحسب المصادر المشاركة في المحادثات، لكنها رفضت كشف هويتها، أن يعلن قادة الشركات تفاصيل خطط إقامة صندوق استثماري سيركز على تطوير تقنيات تقليص الانبعاثات وزيادة كفاءة محركات السيارات والوقود.
وسيركز الصندوق أيضا على سبل خفض تكاليف تكنولوجيا جمع الكربون وتخزينه، التي تشمل جمع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) وإعادة حقنها في تجاويف تحت الأرض.
وسيعلن الرؤساء التنفيذيون عن المرحلة التالية من خطتهم للحد من انبعاثات قطاع النفط عن طريق تقليل حرق الغاز الفائض في الحقول، وزيادة استخدام تكنولوجيا جمع الكربون وتخزينه، والحد من انبعاثات الميثان، وهو غاز ملوث ينبعث عادة من مواضع التسرب بالأنابيب.
كان قادة المبادرة دعوا الحكومات في العام الماضي إلى تحديد سعر لانبعاثات الكربون، لتشجيع استخدام التقنيات النظيفة، لكن بعض الشركات مثل "إكسون موبيل" تقاوم الفكرة. وهم يأملون الآن في إظهار أن بوسعهم الاضطلاع بدور نشط.
وتهدد مساعي كبح ارتفاع درجة حرارة الأرض، عند 1.5 درجة مئوية، مع نهاية القرن شركات النفط والغاز، مع تحول قطاعات النقل والكهرباء تدريجيا صوب مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح.
وزادت شركات النفط الكبرى، مثل "شتات أويل" النرويجية و"توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية، استثماراتها في الطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة، لكنها تظل ضئيلة قياسا إلى أعمالها الرئيسية في الوقود الأحفوري. ويضغط منتجو النفط أيضا لتقليص استخدام الفحم تدريجيا لصالح الغاز الطبيعي الأقل تلويثا في قطاع الكهرباء.
كان باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لـ"توتال"، قد قال في أكتوبر الماضي ان قادة المبادرة سيعلنون خططا "للعمل معا على تطوير تقنيات ستكون ضرورية لمواجهة قضايا تغير المناخ.
وقد التقت وفود من الدول الموقعة في مدينة مراكش المغربية من السابع إلى الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي للبدء في تحويل وعودهم الكثيرة إلى خطوات عملية، ووضع "كتاب قواعد" لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ ذي الصياغة غير الواضحة في بعض المواضع، والذي أبرم في ديسمبر/كانون الأول الماضي.