"طوباس الخيرية": مبادرة خضراء في الظل!
الممارسة التطبيقية لانتماء نساء طوباس للأرض الفلسطينية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تنشط نساء ومتطوعات في جمعية طوباس الخيرية في مبادرة خضراء، فيزرعن بعيداً عن وسائل الإعلام، أو التقاط الصور، أو نشر الأخبار التي تتحدث عنهن، ويحملن الفؤوس والأشجار وبعض الماء، ويتنقلن بين طوباس وقسم من بلداتها في مهمة بيئية وتطوعية مغايرة لما هو معهود.
تجتمع مها وميسم وامتثال وريما ونادية وعفاف وأم مدين في حملة لغرس الأشجار، والتي انطلقت منذ أربعة أعوام، واستطعنخلالها أن يغرسن 400 شجرة بأيديهن، والأهم كما تقول رئيسة الجمعية مها دراغمة، أنهن يعقدن صفقة في العادة مع صاحب الأرض، أو الجهة التي تستفيد من الأشجار، كي يرعاها ويرويها، ويشعرن بالسعادة لأن تجربتهن مختلفة عن الشائع، ولا يتبعن ما ينفذنه بأخبار علاقات عامة، ويحرصن على عدم توزيع صور الأنشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تضيف: نحن جزء من حملات التشجير التي تطلقها وزارة الزراعة، لكن ما يميزنا أننا نتابع ما نزرع، ونشجع من نغرس الأشجار في أرضه أن يتابعها، وبخاصة في أوقات الجفاف.
تتساعد النساء في إنشاء الحفر وحمل الأشتال وتشجيع من يزرعها في أرضه على سقايتها، ويتفقدن الغراس ذات السنوات الأربع، ويؤكدن أنهن ينتظرن موسم الحصاد بفارغ الصبر. تلخص أم عامر، صاحبة الأرض التي تستضيف آخر أربعين شجرة الحكاية بالقول: نربي الغراس مثل الأبناء، ونسهر عليها.
بجردة سريعة، استطاعت النساء غرس الأشجار في أرجاء طوباس وبلدة طمون وقرية تياسير، وتتنوع مزروعاتهن بين الزيتون واللوزيات والليمون والعنب، فيما فاقت نسبة النجاح 90%، وبدأن يشاهدن حصاد ما زرعنه.
ووفق المتطوعات في الجمعية، فإنهن وجدن التشجيع من مدارس وأفراد أعجبوا بفكرة غرس الأشجار ورعايتها، بعيداً عن الأضواء والشعارات، ويشعرن بالسعادة كلما سمعن بأن ما غرسنه قبل أربع سنوات بدأ يؤتي ثماره.
تفيد دراغمة: منحنا التشجيع دعماً كبيراً، وجعلنا نفكر في توسيع أنشطتنا، لكن الرسالة التي نريد أن نوصلها للناس، بالإضافة إلى التطوع، أننا نستطيع أن نفعل الكثير، وبجهود ذاتية، وبعض المال.
ويكاد مازن الحمود، سائق الحافلة "الرجل الوحيد" في المجموعة، إذ يشارك النساء في غرس الأشجار. يقول: شيء جميل أن نبادر، وأن نفعل شيئاً يساهم في مساعدة الناس وتعليمهم المحافظة على أرضهم وغرسها والعيش من عائدها.
وتقول أم عامر إحدى المستفيدات من المبادرة التطوعية إن غرس الأشجار أمر مهم، لكن الأهم هو أن نحافظ عليها، وخصوصاً في الصيف الحار، الذي قد يتسبب بجفافها، فنحن نزرع لنحصد لا لشيء آخر.
متطوعات طوباس يخدمن الأرض بعيدا عن ضجيج الإعلام
aabdkh@yahoo.com