غزة على حافة الانهيار البيئي
خاص بآفاق البيئة والتنمية
في بداية شهر أكتوبر 2016 بلغ عدد سكان قطاع غزة أكثر من 2 مليون نسمة،يشكل اللاجئون من حرب التهجير في 1948 ما يقارب الـ 78% من تكوينهم، موزعين على ثمانية مخيمات للاجئين، تشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيينالأونروا .
يعتمد السكان في قطاع غزة على المياه الجوفية التي يتم الوصول اليها عن طريق حفر آبار المياه، ( يبلغ عدد الآبار التقديري 8000 بئر حوالي 300 بئر للبلدياتالتي يتم استخدامها لأغراض الشرب واستخدامات النظافة المنزلية وأغراض الري الزراعية لتوفير أمن غذائي ضمنالمساحات الزراعية المحدودة. وتبلغ أعماق الآبار المحفورة في الخزان الجوفيمن 15 متراً حتى 85 متراً (تحت سطح البحر)، ويتراوح مستوى المياه الجوفيةبين 20 متراً تحت سطح البحر و 45 متراً فوق سطح البحر (حسب المنطقة الجغرافية).
يتكون الخزان الجوفي الساحلي، الذي يعتمد عليه سكان قطاع غزة للوصول إلى احتياجاتهمالأساسية من المياه، من عدة طبقات مسامية رملية ملتحمة مع أصداف البحر تدعى محلياً باسم ( الكركار ). ومن المعروف أن طبيعة المياه الجوفية وملوحتهاتتغير بصورة كبيرة مع ازديادذوبان الأملاح فيها، والتي تزداد بصورة طردية مع زيادة كميات الضخ بالتزامن مع الزيادة السكانية، واستخدام الوسائل المكثفة للزراعة مع تناقص مساحات الأراضي المتاحة. وحسب آخر تقرير لسلطة المياه الفلسطينية، في نهاية العام 2015 حول وضع المياه الجوفية لقطاع غزة فإن 95% من المياه المستخرجة من الخزان الجوفي،غير صالح للاستخدام الآدمي بسبب تجاوز نسب الملوحة والتلوث معدلات عالية تفوق عشرات المرات المعدلات العالمية المسموحة، وتدهور سنوي غير قابل للتراجع مع وجود عجز مائي سنوي متراكم عاما بعد عام يقدر بمائة مليون مترمكعب .
يعتبر المد الحضريالطبيعي في قطاع غزة في حالة شلل مع حالة الحصار التي يعيشها القطاع بصورة مستمرة منذ العام 2007، حيث يقدّر حجم الوحدات السكنية المطلوبة أكثر من 75000 وحدة سكنية، إضافة إلى الوحدات السكنية التي تم تدميرها في حرب غزة الاخيرة 2014 التي يقدرعددها بأكثر من 18000 وحدة سكنية هدمت بشكل كامل.
إن التمدد الطبيعي نتيجة الزيادة السكانية السريعة في قطاع غزة سيزيد من حجم الضغط على الموارد الطبيعية، وعلى عناصر البيئة المحلية إضافة الى صعوبة توفير خدمات لنقل ومعالجة ملائمة للنفايات الصلبة والسائلة في واقعاقتصادي متردٍ، تسوده نسبة بطالة مرتفعة من أعلى المعدلات في العالم ( أكثر من 45 % من السكان)،مما يحد من استدامة التدخلات والمشاريع التي غالبا ما تكون طارئة وإغاثية.
في نفس الوقت يعيش قطاع غزة كبيئة ساحلية محلية على شاطئ المتوسط يتأثر بالتغيرات المناخية العالمية، التي قد تؤدي إلى تغيرات سريعة على مستوى سطح البحر، وبالتالي مستوى المياه الجوفية وقد يسرّع عملية تدهور الخزان الجوفي وجعله غير قابل للاستخدام.