تخفيضات
أعلن في الثلث الأول من كانون الثاني 2016 عن تخفيض ضريبة المعابر للمسافرين بين شطري ضفتي نهر الأردن، والتخفيض المقصود، مبلغ (2 شيقل) وهو رقم لا يقبل به طالبو الإكراميات في استراحةأريحا، كما لا يستطيع حامله شراء زجاجة مياه معدنية من مقصف الاستراحة.
بلغة الحسابات، بين كل 76 سفرة إلى الأردن الشقيق اللصيق، سيحصل المسافر على رحلة مجانية جراء خفض الضريبة بشيقلين، بمعنى آخر: على قاصد الجسر أن يعيش نحو 80 سنة إضافية، إن كتب الله له طول العمر، ويخترق الآفاق بمعدل سفرة كل عام ليشعر بالفرق، هذا مع ثبات أسعار المستهلك وغلاء المعيشة طبعًا، وهو ما لم يحدث على الأغلب!
تشويه
العلاقات العامة والإعلان يشوهان إعلامنا، ويبددان فكرة أن يتحول إلى إعلام تنموي أو استقصائي، كحال هذا النموذج: "وتتسارع خطوات الشركة للانتهاء من كافة التحضيرات وإنهاء أعمال التشطيب والديكور والتجهيزات الأخرى، وفقاً لأرقى المعايير في تجهيز مراكز التسوق العصرية، تمهيداً لافتتاح الفرع السادس ضمن سلسلة فروع (......) في المدن الفلسطينية، والذي سيكون الفرع الأكبر والأشمل." بقي أن تذكروا لنا لون الطلاء ونوعه واسم "الطريش"!
إضراب المركبات العمومية في جنين
خاوة
عطفًا على أزمة المركبات العمومية في جنين، التي أطلت برأسها 5 أيام مطلع كانون الثاني، استخدم أكثر من سائق عبارة خطيرة، في معرض حديثهم عن أزمة مجمع الحافلات العامة، وهي أن بعض المتنفذين يحاول تدفيعهم "الخاوة" ويشاركونهم على لقمة أطفالهم: هل يكفي أن نقول للسائقين (لا ضرائب إلا بالقانون) أم أنها "شريعة الغاب"!
وفق رئيس نقابة النقل والمواصلات كايد عواد فإن الخسائر الإجمالية جراء الإضراب وصلت خلال أربعة أيام 3 ملايين شيقل، وفيه أصاب الشلل المواصلات العامة، واعتصم سائقو نحو 600 مركبة عمومية على مدخل المدينة الجنوبي.
السؤال المطروح: متى سنحل أزمة المجمعات والمركبات العامة، لنتفرغ لملفاتنا التنموية والمستعصية والخطرة ؟
راصدون
منحت الشبكة العنكبوتية الكثير من الهواة في أحوال الطقس فرصة للظهور ونشر خرائط وتحليلات وتوقعات، معظمها لا تصيب، أو تهوّل كثيرًا من الواقع، فتصنع من الغيمة العابرة عاصفة ثلجية عاتية، وتقدم تحليلات على نحو (سحابة قادمة بعد ساعة و11 دقيقة و12 ثانية نحو الخليل)، وبرق في الطريق إلى نابلس، ويافا تستعد لعناق المطر، والزائر الأبيض يلعب بأعصاب الجليل). بالفعل نحنُّ إلى زمن راصد جوي واحد، يأتي بعد نشرة الثامنة المسائية، ويخبرنا بما لديه ليوم وليلة فقط، ولا يستخدم البهارات والتوابل، ويتوقع بعلمه لا بعواطفه، ويخبر المتلقين أنها مجرد توقعات لا حقائق!
تتابع النشرات الجوية منذ ثلاثة عقود وأكثر. يومها كان الأردني علي عبنده ورفاقه يستخدمون مؤشرًا معدنيًا ويتحفون المشاهد بحرفي ( L ) و ( H ). لم تكن التوقعات إلا ليوم وليلة. اليوم تكاثر راصدو الطقس كالفطر، وباتوا يجودون علينا بتنبؤات لعشرة أيام ولشهر ولموسم، معظمها بعيد عن الدقة. منتصف كانون الأول مثلا كان شاهدًا على أن غيوم قبرص سلكت مسارًا غريبًا، لدرجة أن الأمطار انهمرت لنحو نصف ساعة في ضواحي جنين، أما فؤاد المدينة نفسها فظل جافًا. بعدها بأيام مواقع نصف إعلامية تنقل دون وعي: خبراء روس يتوقعون عاصفة ثلجية على بلاد الشام هي الأعنف منذ ثلاثة آلاف سنة! للأسف، لم ينتبه الناشر أن عمر الأرصاد الجوية في منطقتنا لم يتعد مئة سنة بعد!
رحى
وفق الجهاز المركزي للإحصاء، فإن 38 ألف خريج سنوياً ينطلقون من جامعاتهم إلى المحك العملي، في حين يحصل 7 آلاف فقط على وظائف، ويقع الباقون تحت رحى البطالة المجنونة أو يمضون إلى المجهول، أما جامعتنا فتحتفل بتخريج المزيد من الأفواج، وطرح تخصصات نمطية، وتتباهى بأعداد طلبتها!
مشاركة
احتل الرجال معظم مقاعد الصف الأول في حلقة تلفزيونية تُروج للمشاركة السياسية للمرأة. وغير الجميل أن الجالسين استأثروا بطرح الأسئلة. جميلة هي المشاركة والدعوة إلى منح النساء فرصة شغل حيز في الفضاء العام.
جنين قبل أن يدمرها الاسمنت والجشع
تدمير
نشاهد مقاطع صور عتيقة لمدينة جنين التي دمرها الاسمنت والجشع. تدمي اللقطات القلب والروح، وتدفع من يشاهدها لأسئلة كثيرة. نكتفي اليوم بعبارة: "قولوا للمصفقين على خراب المرج والأراضي الخصبة: ماذا ستفعلون حين ينقطع عنكم وعنا طحين حيفا الكبرى، وقمح فلوريدا النقي، وعدس السيد أردوغان!
أ38 ألف خريج جامعي فلسطيني سنوياً يحصل 7 آلاف منهم فقط على وظائف
أحمد
أحمد شاب مبدع (28 عاما)، هو خريج تطحنه البطالة المجنونة الآن. وجد عملاً قبل فترة في جامعته التي تخرج منها، واظب مدة ثم استقال. سألته اليوم عن السبب فأجاب: طلبوا مني أن أدق أبواب بيوت الناس؛ لبيع بضائع وتسويق أفكار وكأنني بائع متجول للسجاد والأدوات المنزلية ومناديل الورق، وحين رفضت، قالوا لي: لا حياء في العمل!
طلبة الصف الثاني للمربي المبدع نعمان
فجوة
تزور مدرسة صغيرك يامن، تسر بمستوى طلبة الصف الثاني للمربي المبدع نعمان قراءة وكتابة وشفاهة. تطلب منهم كتابة عدة كلمات، يتفوق الصغار على معلمك في الدراسات العليا صاحب اللقب الرفيع من جامعة كامبردج، حين كتب (الإشتياح) على هذا النحو، فيما أصاب الصغار في رسم حروف (الاجتياح) دون همزة أو لمزة! فيما أخفق طلابي الأعزاء ( خريجون بمعظمهم) في معرفة سنة تأسيس الحركة الصهيونية، والعلاقة بين الراحل فيصل الحسني والشهيد عبد القادر الحسيني، وأجمعوا على معرفة الشاب الأرجنتيني (ميسي)!
aabdkh@yahoo.com