شذرات بيئية وتنموية: لهب وتربية وعصائر وحوادث وأسعار و"توجيهي"...
احتفالات مفرقعة بنتائج التوجيهي
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تطرّف
تفتش عن أعلى عشر مناطق في العالم تبقى فيها معدلات الحرارة عالية طوال السنة: ففي المكان الأول تحل صحراء (لوت أو دشت لوت) جنوب شرق إيران، وهي صحراء ملحية، من أكبر الصحاري في آسيا الوسطى. وقاحلة جافة لدرجة أنه لا يمكن الاقتراب منها . وقد سجلت أقمار ناسا الصناعية أعلى درجة حرارة عرفت على كوكبنا (2 آب 2015) بلغت 81 درجة مئوية.
وتأتي أراضي أستراليا الوعرة، الواقعة في صحاريها ثانية، وهي أكبر بقعة جغرافية تشكلت بفعل الظواهر الطبيعية، ولأن مناخ هذه الأرض صعب جدا وقاحل، هناك القليل من البشر يسكنها، وبحسب "ناسا" فقد بلغت درجة حرارة سطح هذه الأراضي المميتة في عام 2003 أكثر من 69 درجة.
وتحل ثالثة، جبال تيان شان الملتهبة، شمال غربي الصين. وتشكل الاسم وفقا لهيئة هذه الجبال وما تشكل فيها من أخاديد حمراء قاحلة ومدهشة جراء عوامل الطبيعة والتي تبدو كاللهب، ولم تسم فقط لشكلها وإنما لضراوة لهيبها، إذ سجلت أعلى درجة حرارة عام 2008 بلغت 67 درجة.
وتحتل صحراء الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية، المكان الرابع، وهي أكبر بقاع الأرض الرملية مساحة، وتشكل ثلث مساحة شبه الجزيرة العربية، وتتشارك فيها السعودية وعمان والإمارات واليمن. ومعدل حرارتها اليومي 47 درجة مئوية، وسجل لها أعلى درجة حرارة بلغت 56 درجة مئوية.
وتجيء في المرتبة الخامسة مدينة العزيزية، في الشمال الغربي لليبيا. والتي دخلت سجل الأرقام القياسية عام 1922 حيث سجلت أعلى درجة حرارة بلغت 58 درجة مئوية، وتسجل عادة درجات صيفية تبلغ 48 درجة. وتحل في المرتبة السادسة مدينة قبلي جنوب تونس، وهي غنية بالأعراق؛ منها العربي والبربري والأفريقي. وجمال صحرائها جذاب إلا أنها أحد أسخن بقاع أفريقيا، وقد سجلت أعلى درجة حرارة لها بالمقاييس القديمة 55 درجة، وحديثا سجلت أعلى درجة لها 48 درجة مئوية.
ويقف سابعًا وادي الموت في الجزء الشرقي من ولاية كاليفورنيا، وطوله 209 كم، وعرضه ما بين 10 و 23 كم، وتقع فيه أشد المناطق انخفاضا في نصف الكرة الغربي، يبلغ انخفاضه 86 متراً تحت سطح البحر، ولا يزيد متوسط هطول الأمطار عن 50 ملم، ودرجات الحرارة فيه صيفا عن 52 درجة مئوية.
وتحتل منطقة قريبة من بيسان المرتبة الثامنة، إذ تنخفض 220 متراً تحت سطح البحر. وتعرف بخصوبتها لقربها من نهر الأردن. وفي عام 1942 سجلت أعلى درجة حرارة في آسيا ووصلت إلى 54 درجة مئوية.
وتأتي في المرتبة التاسعة تينبوكتو في مالي، وتلقب بجوهرة الصحراء، وهي من أغنى المناطق في الثقافة الإسلامية، وشمسها حارقة وتسجل درجات حرارة تفوق الـ 50 مئوية.
وتقع عاشر منطقة دالول بإثيوبيا، وهي لاذعة الحرارة كان لها عام 1966 رقم قياسي في أعلى معدل سنوي لدرجات الحرارة على وجه الأرض. يعادل متوسط درجة الحرارة السنوي فيها 42 مئوية، صحراء خاوية قاحلة تجذب الأنظار نظرا لألوانها الساحرة.
مدارس
قال تقرير أصدرته وزارة التربية والتعليم العالي، في 13 تموز 2015، إن عدد المدارس في الأراضي الفلسطينية بلغ 2856 مدرسة بواقع 2144 في (الضفة الغربية) و712 في (قطاع غزة): 2095 حكومية و349 لوكالة الغوث الدولية و412 للقطاعين: الأهلي والخاص.
وبينت النتائج وجود 1,171,596 طالباً وطالبة ملتحقين في كافة مدارس الوطن، بواقع 684,699 طالباً/ة في الضفة الغربية و486,897 طالباً/ة في قطاع غزة. فيما بلغت نسبة الإناث 50.4% من مجموع الطلبة في كافة المراحل، لترتفع هذه النسبة إلى 55.7 % في المرحلة الثانوية.
وأشارت النتائج إلى وجود 65,175 معلماً/ة في الأراضي الفلسطينية بواقع 42,069 معلماً/ة في الضفة، و23,106 في قطاع غزة، وكانت نسبة المعلمات الإناث تشكل حوالي 59.8% من المجموع العام. كذلك أشارت النتائج أيضا إلى أن نسبة المعلمين/ات من حملة الدبلوم المتوسط فما دون بلغت 13.9%، و 78.4% من حملة شهادة البكالوريوس، و 7.7% يحملون شهادات عليا (دبلوم عال فأعلى).
وأوضحت الإحصاءات أن متوسط عدد الطلبة في الشعبة لكافة المراحل وفي جميع المدارس بلغ 29.9 طالب/ة لكل شعبة، حيث تظهر النتائج وجود فروق في متوسط عدد الطلبة في الشعبة ما بين مدارس مديريات الضفة وقطاع غزة من جهة والجهات الإشرافية من جهة أخرى، إذ بينت أن متوسط عدد الطلبة في الشعبة في مديريات القطاع بلغت 36.6 طالبا/ة لكل شعبة بينما بلغت في الضفة 26.6 طالب/ة لكل شعبة. كذلك بينت النتائج أن معدل عدد الطلاب لكل شعبة استناداً إلى الجهات الإشرافية في مديريات المحافظات الشمالية كانت على النحو الآتي 27.0 طالب/ة في المدارس الحكومية، 31.9 طالب/ة في مدارس وكالة الغوث، و 22.6 طالب/ة في المدارس الخاصة.
كذلك بينت النتائج أن معدل عدد الطلبة لكل معلم في فلسطين بلغ 21.8 طالب/معلم بواقع 20.9 طالب/معلم في المدارس الحكومية، و28.8 طالباً/معلم في مدارس الوكالة، و16.4 طالب/معلم في المدارس الخاصة.
وفيما يتعلق بالتكنولوجيا من حيث توفر الحواسيب وشبكات الاتصال والمختبرات، بين التقرير الإحصائي أن معدل عدد الطلبة لكل جهاز حاسوب في كافة المديريات بلغ 24.6 طالب/ة، لترتفع النسبة في مدارس الوكالة إلى 37.3 طالباً/ة لكل حاسوب وتنخفض في المدارس الخاصة بواقع 17.6 طالب/ة لكل حاسوب، و23.0 في المدارس الحكومية.
بينما بلغت نسبة المدارس المتصلة بشبكة الانترنت 77.9%، والتي كانت نسبتها في المدارس الحكومية بواقع 72.6% بينما تميزت نسبتها في مدارس الوكالة التي تقدم خدماتها للمرحلة الأساسية فقط بنسبة 100% وتبعتها المدارس الخاصة بنسبة 85.9%. كما تميزت مدارس قطاع غزة بالاتصال بالانترنت حيث بلغت نسبة المدارس الحكومية المتصلة بالانترنت في قطاع غزة 100%، بينما انخفضت تلك النسبة لتصل إلى 70.5% فقط في الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته، أظهرت الإحصاءات أن نسبة مختبرات العلوم في جميع مدارس فلسطين بلغت 71.0% ومختبرات الحاسوب بلغت 79.1% والمكتبات بلغت 78.3%. وقال التقرير إن ما نسبته 92.2% من المدارس تحصل على المياه من الشبكات العامة و99.2% منها تحصل على الكهرباء من الشبكات العامة أيضاً. فيما ترتبط 47.9 % منها بشبكات صرف صحي، وكذلك بين التقرير أن معدل عدد الطلاب لكل صنبور مياه "مشربية" بلغ 41.8 طالب/ة لكل صنبور. وبين التقرير أن كل 34.9 طالب/ة يحظون بمرحاض واحد، كما أظهرت الإحصاءات أن كل 56.2 طالب/ة يحظون بمغسلة واحدة.
ما نكتفي بالتوقف عنده في التقرير بالرغم من أهميته عموماً هو الحال التكنولوجي والبيئي في المدارس، إذ تبين الأرقام تواضع حصول الطلبة على التكنولوجيا( 24.6 طالب/ة يتشاركون في جهاز حاسوب واحد)، و37.3 في مدارس الوكالة، و17.6 في المدارس الخاصة، و23 في المدارس الحكومية). في وقت تنتشر التكنولوجيا وتصبح الحواسيب التقليدية جزءًا من الماضي، وتنتشر الحواسيب اللوحية، وأجهزة الهواتف الذكية، وتروج الوزارة لإنشاء بوابات تعليم إلكترونية!
إن ما أظهرته الإحصاءات حول نسبة مختبرات العلوم في جميع مدارس فلسطين( 71.0% ومختبرات الحاسوب 79.1% والمكتبات 78.3%). يظهر فجوة في التعليم التطبيقي، وسط مناهج يحتاج لتجارب عملية وتعليم بالاكتشاف. كما أن وجود مختبرات بهذه النسب، التي قد يعتبرها البعض جيدة، لا تعني بالضرورة أن كل المعلمين لمباحث العلوم ومشتقاتها يستخدمونها بالفعل خلال العام الدراسي.!
ولعل ما أبرزه التقرير بشأن حصول 92.2% من المدارس على المياه من الشبكات العامة وحصول 99.2% على الكهرباء من الشبكات العامة ً. وارتباط47.9 % منها بشبكات صرف صحي، يفتح باب أسئلة عديدة حول جودة المياه المتوفرة في المدارس، وهل تجري لها عمليات فحص، أو فلترة؟ وما تشهده من فترات انقطاع، وكيفية تخلص المدارس غير المشمولة بشبكات صرف صحي من المياه العادمة، وهل ثمة توجهات مستقبلية لمعالجة المياه السوداء والرمادية؟
ومن الأهمية التعقيب على ما أكده التقرير حول معدل عدد الطلاب لكل صنبور مياه "مشربية"، والذي بلغ 41.8 طالب/ة لكل صنبور. و34.9 طالب/ة يحظون بمرحاض واحد، وتشارك 56.2 طالب/ة بمغسلة واحدة، فهذه أرقام مقلقلة فيما يتصل بجودة البيئة المدرسية، وبمستويات النظافة الشخصية والعامة، وبصورة توفر خدمات النظافة لدورات المياه، ووجود وسائل النظافة الشخصية أو عدمها في المدارس.
نحتاج هنا إلى توجيه طاقاتنا لتغيير هذه الأرقام، وتطوير البيئة المدرسية، والابتعاد عن الخطط والاستراتيجيات الفضفاضة، التي لا تأخذ تحسين صورة المدرسة بكل مكوناتها، كي ندخل حب المدرسة إلى قلوب فلذة أكبادنا، ونقدم لهم المعرفة والتعلّم بالاكتشاف.
عودة للطبيعة
رفعت الإدارة العامة للصحة المدرسية؛ نسبة الفاكهة الطبيعية في العصائر المسموح بها في المقاصف المدرسية إلى 15% كحد أدنى. ووفق الوزارة، فإن القرار جاء "لتعزيز صحة الطلبة وتحسين السلوكيات التغذوية في ظل بيئة صحية آمنة معززة للتعلم والتعليم في جميع مدارس الوطن، وبناءً على توصيات (اللجنة الوطنية للمقاصف المدرسية) التي تضم وزارات: التربية والتعليم العالي، والصحة، والاقتصاد الوطني، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، والإغاثة الطبية، واتحاد الصناعات الغذائية، وجامعة بيرزيت."
القرار جميل، ولكن الأجمل أن نعوّد أطفالنا على العودة الكاملة للطبيعة، من خلال تشجيعهم على تناول الفاكهة الطبيعية والطازجة، ثم حثهم على زراعتها ورعايتها، والعودة إلى منهاج "التعليم الزراعي" الذي أفل نجمه، دون الحاجة لعصائر لا تمت بنسبة 85% للطبيعة."
قوائم الموت!
أضاف حادث عقابا- السبت الأسود المميت- الذي وقع ظهر 11 تموز الماضي، مكانًا شاغرًا جديدًا لسجل هاتفك( كاتب المقال). محمد بدوي، سائق الحافلة، الشاب الوسيم، والدقيق في المواعيد، والمبتسم والهادئ، الذي رحل تاركاً دنياه وأحلامه، وليس فقط مقوده ورقم هاتفه. مع كل مرور من ذلك المقطع من الطريق السريع المؤهل لبلدة عقابا، والعابر لسهل زراعي ممتد وحقول لوز واسعة، كانت ترافقني الكاميرا، لتوثيق فراغات الدرب الجميلة، وتتملكني في الآن ذاته الخشية من السرعة المجنونة لبعض السائقين...
سبق رحيل محمد المفجع، فراغات أخرى في سجل هاتفك، ففي بداياته السائق طلال ظاهر، الذي فتك به سرطان قاتل ومفاجئ. وعلى بعد حروف منه، أزاح الواعظ الأكبر الزميل المقدسي وليد العلمي، ومثله فعل بزميل العمل محمود نصر (أبو حكمت)، وليس ببعيد وصل إلى حيز الصديق العجوز والأشقر أبو زياد العارضة، ونال من غيرهم.
رحم الله الموتى، وآخرهم محمد، وكان الله في عون أهله وأحبته. وقاتل الله جنون الزمن: السرعة ومن يسير في ركبها!
زراعة بلا وزارة
تدخلت وزارة الزراعة في "معركة اللحوم"، وحددت أسعارها،لكنها لم تقم منذ عشرين سنة بمحاولة ولو يتيمة لحماية الفلاح الفلسطيني فعلاً. والحل السهل الذي لا يأتي: تحديد سعر ملزم للخضروات والفواكه المحلية، وحمايتها من "طوفان" منتجات المستوطنات -وغيرها- الرديئة.
الغريب تحديد أسعار كل شيء: التبغ، ومشروبات الطاقة، ورقائق الشيبس، والخضروات المجمدة والمجففة والمعلبة، وخطوط النفاذ، والحبوب الزرقاء والجن الأزرق!
نتائج
شيء ما لا نتوقف عنده: خلال عقود ماضية، كان لـ"التوجيهي" هيبته، أحد المؤشرات على ذلك، منطقية العلامات وعدم تضخمها. وقتئذ، لم نكن نسمع عن ) 99,8 أسوة بانتخاباتنا العربية)، وكان الحاصلون على 70% يطيرون فرحًا، ويعلن أهلهم ثلاثة أيام سمر وغناء (تعليله). الأهم من هذا وذاك، كان التحصيل مرتبطًا بالمعرفة والوعي. بجولة اليوم في الجامعات، علينا أن نقارن بين ثقافة الأبناء الأعزاء بمن سبقهم. دون تعميم، سألت مرة نحو 30 من طلبة الجامعة، شيئا عن تاريخ قضيتنا، وتأسيس "الصهيونية" ومعركة القسطل، وسعد حداد، وميسي. لكم أن تتخيلوا الإجابات. يبدو أن العولمة مست بكل شيء!
aabdkh@yahoo.com