ينظم مركز العمل التنموي (معاً) كل يوم أربعاء في مقره برام الله سوقا متواضعا لتوفير منتجات عضوية صحية ومتنوعة، زُرعت دون استخدام أسمدة أو مبيدات كيماوية، من انتاج مزرعة "البيرماكلتشر" التابعة للمركز في قرية بيت قاد قرب جنين. ويهدف السوق إلى تقديم منتجات جديدة إلى السوق الفلسطيني، مساهما في ترويج الإنتاج العضوي.

وتنتج المزرعة المنتجات العضوية هذه، سواء من خضراوات أو فاكهة أو أعشاب طبية متنوعة، عن طريق الابتعاد عن أسلوب الزراعة الأحادي (monocropping). وينسجم هذا مع أهداف المركز الذي يحث على تطوير نماذج زراعية من شأنها تشجيع الزراعة المستدامة والتنوع في الزراعة والمحافظة على البيئة في آن واحد.

         

مع بداية المشروع عام 2013، تبلورت فكرة الإنتاج ومن ثم فكرة تنظيم السوق. وتتعدد المحاصيل الزراعية المتوفرة في السوق، ومنها البندورة، والكوسا، والخيار، والفقوس، والباذنجان، والفلفل الحلو، والزهرة، والملفوف، والبطاطا،والذرة، والبصل، والبصل الأخضر، والتفاح، والليمون، والدراق، إضافة إلى الأعشاب، ومنها البقدونس، والنعنع، والزعتر، والريحان، والزعتمانة، والشاي الأخضر، والجرجير، والسبانخ، والزعتر الفارسي، والخس والكرنب. ويعد الكرنب مثالا على أنواع المنتوجات الزراعية المندثرة والتي تم خلق سوق لها من خلال النشاط الأسبوعي. وتتم زراعة هذه المحاصيل بطرق متنوعة ومبتكرة، منها في الدفيئات وفي البراميل، والمعرشات، وفي الأنابيب.  وذلك بهدف إظهار التكامل والعمل بالتناغم ما بين البيئة والزراعة. فأحد أهداف المركز تحفيز الإنسان - المزارع - على التنوع في الزراعة والابتعاد عن النمط الزراعي الأحادي الكيماوي.

وأما بالنسبة إلى الآفات والأسمدة، فباعتبار المحاصيل عضوية، يتوجب ابتكار أساليب لمكافحة الآفات دون استخدام المبيدات الحشرية وذلك باستخدام مواد عضوية محلية أو مستوردة، أو من خلال تحضير الوصفات المنزلية، ويتم أيضا استخدام الأساليب الميكانيكية منها المصائد لمحاربة الآفات. وأما السماد، فتوفر فضلات السمك من أحواض الأسماك الموجودة في المزرعة إحدى مصادر السماد العضوي. بالإضافة إلى إنتاج السماد العضوي (compost) في ذات المزرعة.      

المزرعة العضوية التابعة لمركز معا في قرية بيت قاد قضاء جنين

 

ومن أسباب نجاح هذا السوق رضا المستهلكين عن جودة وأسعار المنتجات المتوفرة أسبوعيا. فأوضحت إحدى المتسوقات عن أسباب استمرارها في شراء المحاصيل الزراعية من السوق، وهي الجودة العالية بسبب كونها عضوية وخالية من المواد والأسمدة الكيماوية، وفي ذات الوقت ليست بالغالية أو أغلى بكثير من المنتجات غير العضوية كما هي العادة. بالإضافة إلى ذلك،  تشكل معرفة مصدر هذه المحاصيل، وتزويد السوق الفلسطيني بمحاصيل غير موجودة حافزا لمواصلة الشراء من السوق.