تمر علينا هذه الأيام موجة غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة، حيث تُعتبر الأولى في القرن الواحد والعشرين والثانية منذ قرنين.
وما يزيد الأمر تفاقما لنا خاصة كمقيمين على سواحل البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، أو البحر الأسود وكل الدول التي تجاورها بحار أو محيطات، هو الارتفاع الغير مسبوق في نسبة الرطوبة والتي وصلت إلى 93% وهذه تعتبر نسبة عالية جداً بالمقياس الطبي.
الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة يتسببان بشكل كبير في زيادة العبء الواقع على الدورة الدموية للجسم (للإنسان والحيوان والطائر على حد سواء)، فهذا الجسم يبذل مجهودا كبيرا في الحفاظ على درجة حرارته –الداخلية- الطبيعية في ظل هذه الأجواء، وبذلك يصبح الجسم أكثر عُرضة لخطر الإصابة بالإعياء والتعب الشديدين مقارنة بالأوقات الأخرى في السنة حيث المناخ المناسب أو المعتدل.
ويعدّ الأطفال الرضع، وصغار السن، والكبار فوق سن 60 عاما بالإضافة للمرضى، هم أكثر الفئات عرضة لضربات الحرارة، في حال تعرضوا إلى إرتفاع الحرارة المحيطة بهم لساعات طويلة.
ويشار إلى أن ضربة الحرارة –الشمس- تعتبر خطيرة جدا، ويمكن أن تودي بحياة الإنسان في اقل من 6-8 ساعات فقط!
ولكي نتعرف عليها بشكل أفضل دعونا نتعرف على أهم أعراضها:
_ارتفاع في درجة حرارة الجسم الداخلية يؤدي الى:
•توهج الجلد
• يصبح الجلد حاراً جافاً وأحمر اللون.
• التنفس السريع.
• تشنج العضلات.
_ اضطراب الجهاز العصبي والذي قد يظهر على صورة:
•الصداع الذي قد يصاحبه بعد ساعات قليلة فقدان الوعي والهلوسة
• الغثيان.
• القيء المتقطع.
* وفي الساعات الحاسمة الأخيرة يصبح البول لونه داكنا ناتجاً عن فقدان تركيز نسبة الماء داخل الجسم.
والسؤال الذي يطرح نفسه الان كيف لنا أن نحمي أنفسنا من التعرض لضربة الشمس ؟!
أولا: يفضل تجنب الخروج في وقت الذروة لارتفاع درجات الحرارة وهو من العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساء.
ثانياً: ارتداء ملابس خفيفة الوزن، ذات ألوان فاتحة، وتكون فضفاضة وقطنية، مع لبس قبعة واسعة إذا لزم الأمر.
ثالثاً: الإكثار من شرب السوائل، وخصوصا الماء والعصائر الطبيعية بدون أي إضافات سكرية أو غيرها من الإضافات.
رابعاً: استخدام كريمات صحية واقية من الشمس.
جسم الإنسان مخلوق بتقنية وبحكمة ربانية عالية وهو قادر على التكيف مع كل متغيرات الوسط الجوي،
ولكن إذا اختل التنسيق النسبي بين احتياجات الجسم وما يتعرض له، يبدأ الجسم في المقاومة التي تستنفذ كل مقدرات الجسم، علينا أن نساعد أجسادنا في الحماية... فهي أمانة لنحافظ عليها.