
إعداد طلبة الماجستير / جامعة بيرزيت: أسماء عاصي، براءة عامر، لمى قواسمي، منتهى عبد ربه
تعتبر قضية التغير المناخي من اكثر القضايا التي يدور الحديث حولها بين الكثير من علماء المناخ والسياسيين في هذه الايام. وقد انقسم العلماء تجاه هذه المسألة إلى فريقين: فريق يرى أن كوكب الأرض يشهد ارتفاعاً في درجة حرارته بسبب غازات الدفيئة الناتجة عن السلوك البشري، ومنهم من يرى ان الانسان ليس المسبب للتغير المناخي وان هناك عوامل طبيعية مؤثرة. فالتغير المناخي هو ما كان يحدث منذ بداية الزمن. إذ أن ظروف الأرض تتغير وفقا للدورة الطبيعية لمناخ الأرض وليس لنا أي سيطرة عليه. وقد مرت الأرض بفترات مناخية متعاقبة سابقة، كانت على شكل عصور جليدية وفترات دافئة تفصل بين هذه العصور. وهنا سنناقش بشفافية وجهة النظر التي تقول أن الإنسان ليس المسبب للتغير المناخي. ولكن يجدر بدايةً تعريف المقصود بالتغير المناخي:
- التغير المناخي: يحدث عندما يتغير المعدل العام للمناخ بشكل كبير، وتصبح قيم العناصر المناخية تتذبذب بشكل كبير حول معدل جديد يختلف عن المعدل السابق. مثلا: يتغير المناخ خلال العصور، فكان هناك عصور جليدية وعصور دافئة.
وبهذا التعريف فإن الذين يهولون القضية ويدعون وجود تغير مناخي مدمر للبر والبحر، يبرهنون ادعائهم بأن الزيادة في درجة الحرارة هي من ( 0.3- 1.2) درجة مئوية. فإن نسبة الارتفاع الصغيرة جدا في درجة الحرارة هذه ليست كافية لأخذ قرار وتقديم نظرية علمية تدعى بـ "التغير المناخي". اذ ان هذه النظريات العلمية بحاجة الى ان تكون مدروسة بشكل مسؤول وتعتمد على الكثير من الدراسات والأبحاث التي تستند إلى التاريخ العلمي الذي أثبته الواقع بتغير المناخ طبيعيا عبر الزمن. وبتساؤل آخر حول قضية أن هناك ارتفاع بسيط في درجة الحرارة: نتساءل نحن لعلّ هذا التغير ونسبة الارتفاع هذه أوصلت الأرض إلى درجة الحرارة المثلى للحياة عليها... بدليل انه قبل عشرات الأعوام لم يخلُ الكوكب من حدوث العديد من المشاكل البيئية مثل الفيضانات والبراكين او الجفاف. فعندما يتحدثون عن الزيادة ويربطون بها أهوالاً عظيمة نريد أن نسالهم ما هي درجة الحرارة المثلى التي يجب ان تسود في الأرض ؟؟؟؟ وبناءاً عن أي اعتبارات يتم اقتراحها.
كما وان ما أظهره التاريخ أن الحضارة البشرية إزدهرت دائما خلال الفترات الحارة لكوكب الأرض، اذ أن الحضارة الرومانية تقدمت زراعتها، والمصريون القدماء قاموا ببناء الأهرامات عندما كانت الأرض أكثر دفئاً مما هي عليه اليوم، وبداية الثورة الصناعية تزامنت مع نهاية العصر الجليدي، ولم يكن من قبيل المصادفة عندما دخلت الأرض لمدة 400 سنة في "العصر الجليدي الصغير" أن سيطر الهوان على الإمبراطورية الرومانية.
قضية الاحتباس الحراري وغازات الدفيئة: تفترض هذه النظرية "الاحتباس الحراري" أن هناك غازات تنتج عن الانشطة البشرية من المصانع بشكل خاص وان هذه الغازات تشكل العقدة الاساسية في التسبب برفع درجة الحرارة في الغلاف الجوي وبشكل خاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وان نسبتها تزيد عن المستوى الطبيعي بكثير، مما يجعل كوكب الارض وغلافه اشبه بدفيئة.
مع العلم أن وكالة ناسا أطلقت قمراً صناعياً يقيس مستويات 2CO في جميع أنحاء العالم. ووجد أن معظم CO2 كانت قادمة من الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا والصين، على عكس افتراضاتهم أن معظم 2CO سيأتي من نصف الكرة الأرضية الصناعية الشمالية.
كما ان الحقيقة العلمية التي لا يستطيع أي عالم إلغاءها هي أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو غاز مفيد ويعتبر غذاء النبات وعنصراً رئيسياً في جميع أشكال الحياة على الأرض. فالنباتات تحتاج له للنمو وإنتاج الاكسجين. فضلا عن انه موجود بكميات صغيرة في غلافنا الجوي، مما يجعل فكرة أنه يلعب الدور الأساسي في تحديد مناخنا فكرة غير مقنعة. حيث يمثل ثاني أكسيد الكربون أقل من 1٪ من غازات الغلاف الجوي، و4٪ فقط من هذه النسبة تأتي من النشاط البشري !!
وفيما يتعلق بإدعاء تدمير المحاصيل الزراعية نتيجة الزيادة في غاز ثاني اكسيد الكربون بشكل خاص. نقول ان الدراسات اثبتت انه كلما زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون، فإن النبات يصبح أكثر إنتاجية وهذا ما يفعلونه في الدفيئات، يزيدون نسبة ثاني اكسيد الكربون ليحصلوا على محصول اكثر إنتاجية.
وإذا كانت زيادة ثانى أكسيد الكربون في الغلاف الجوي هي السبب الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة، فلماذا إذاً في أعوام ما بين 1940 وحتى عام 1970 كانت الأرض أبرد بينما الزيادة في استخدامنا للوقود الأحفوري كانت في أقصاها ؟ كذلك انه في عام 1998 ارتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون من 367 إلى 403 ولم ترتفع درجة الحرارة أبدا.
ويتساءل آخر: انه كيف تسمح هذه الغازات المتركزة وهذه الدفيئة بحدوث انخفاض كبير في درجات الحرارة شتاءً في كثير من المناطق، فقد شهدت الأعوام الأخيرة حلول فصل الشتاء الأكثر برودة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية على مدى العشرين سنة الماضية، فانخفضت درجات الحرارة في منغوليا وشرق روسيا إلى 50 درجة تحت الصفر، وأصبح الثلج يسقط في أماكن لم نعهدها من قبل مثل السعودية، فأين هي هذه الغازات وما تأثيرها؟
قضية ثقب الأوزون: بإحصائيات عجيبة تنبأ العلماء حدوث الثقب وانه بتزايد مستمر. والعجيب أيضا أنهم تنبأوا بأنه توقف عن الازدياد في آخر فترة، ونتساءل نحن: هل الدليل على توقفه عن الازدياد هو عدم توقيع الدول الصناعية الاولى عالميا في انتاج غازات الدفيئة على أي اتفاقية؟ واستمرار مصانعها في بث الغازات وبنسب تصل إلى أضعاف أضعاف ما تطلقه الدول الاخرى التي وقعت و"التزمت"؟
ما السبب الذى جعل كوكب المريخ والمشتري والقمر "تيتان" على نبتون، يتبعون جميعاً نفس الاحترار بالضبط، ونفس دورات التبريد بالتزامن مع الأرض طوال القرن الـ 20؟
وأخيرا فيما يتعلق بكل هذه الأطروحات من العلماء المؤيدين، نستفسر انه كيف يحذر العالم شنايدر عام 1977 من عصر جليدي قادم. اما اليوم فانه يحذر من احترار كوني. حيث ان ما تظهره الدراسات الحديثة ان درجة الحرارة اخذت في الانخفاض في السنوات الأخيرة. وبدأ الكثير من العلماء أخيراً بالإعتراف بأن الأرض بدأت التبريد مرة أخرى، فهل أن العصر الجليدي القادم سيكون بسبب الانبعاثات الصادرة عن الأسباب نفسها التي يقومون الآن بإلقاء اللوم عليها كسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري؟!
يبدو انه كذلك... اذ برروا الانخفاض في درجة الحرارة " بأن الصين والهند الآن يقومون بحرق كمية هائلة من الفحم!!، وأنها تحجب أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض وتؤدي لإنخفاض درجة الحرارة. ويفهم بذلك أن استخدام البعض للوقود الاحفوري يؤدى لارتفاع درجة حرارة الأرض، في حين أن الصين عندما تستخدمه تتسبب فى التبريد؟
قضية ذوبان الجليد: "ذوبان الجليد نتيجة الاحتباس الحراري": أثبتت دراسات وكالة ناسا ان حجم الجليد في القارة الجنوبية آخذ بالازدياد، فقد زادت نسبة الجليد بين عامي 2003- 2008 حوالي 82 مليار طن سنويا ، وهذا يعني أن القطب الجنوبي يمتص ما يعادل 0.23 مليون متر مكعب من مياه البحر سنويا. وهذا ما لا يتحدث عنه مؤيدو الاحتباس الحراري. الذين يصرون على عرض الذوبان الجليدي في القطب الشمالي كنتيجة لغازات الدفيئة، والذي نعتبره دورة طبيعية للأرض. إذ أنهم يقولون أن نتيجة هذا الذوبان هو رفع مستوى سطح البحر وغرق بعض السواحل. ونذكر هنا ان سطح البحر يرتفع 20سم كل مئة عام خلال ال 300 سنة الأخيرة اي قبل مجيء الثورة الصناعية. بالإضافة إلى ذلك، هناك فرضية تقول ان ذوبان الجليد خاصة من القطب الشمالي (المحيط: بمعنى انه على مستوى سطح البحر) أن ذوبان جليده يؤدي الى انخفاض منسوب الماء وليس ارتفاعها لأن حجم الجليد اكبر من حجم الماء المذاب بفارق 0.9.
قضية تداخل الفصول: إذا اعتبرنا أن التداخل بين الفصول هي وجه للتغير المناخي الناتج عن الدورة الطبيعية للأرض والغلاف الجوي. فكيف يفسر علميًا اصحاب فكرة غازات الدفيئة تداخل الفصول وعلاقتها بثاني اكسيد الكربون؟
قضية الثقة في علماء ورواد مؤيدي التغير المناخي:
الجانب الأول: انه في الحين الذي يتحدث العلماء عن وجوب ابرام اتفاقيات عالمية ومؤتمرات حاثة على تقليل انتاج الغازات الضارة بالغلاف الجوي، نراهم ينقلون مصانعهم الى الدول التي لم توقع على تلك الاتفاقيات، ويفهم من ذلك أن هذه الدول تحاول إثارة القلق الدولي، وتهدف من خلال هذه الألاعيب السياسية كف الشعوب عن استغلال ثرواتها، والتردد في إقامة اي مشروع. ليتفردوا باستغلال الموارد بمفردهم. ويتبعون ذلك بالمطالبة بسلسلة لا نهائية من الإجراءات من ضرائب وتهديدات وغيرها.
الجانب الثاني: ماذا يفهم من بدء التحقيقات بالنتائج الصادرة عن اللجنة الدولية لتغير المناخ؟ وماذا يفهم من ارتباط كثير من علماء ورواد التغير المناخي بالسياسيين؟
قضية الاقتراحات والحلول للتخفيف والتكيف مع التغير المناخي:
إن هذه الاقتراحات ليست صنيعة علماء التغير المناخي كأساليب حصرية على نتائج وأثار التغير المناخي، إنما هي خيار كل مفكر ذكي، واقتصادي ناجح، وكل مستهلك مسؤول ومتيقذ يتصرف بقرار من عقله وقناعاته الذاتية، وليس بما تمليه عليه اساليب ووسائل الخداع والإغفال من قبل الشركات الترويجية التي تبذل في إعلاناتها كل الجهود لإقناع المستهلك بشراء بضائعها والتي حرفت العقل الانساني عن النظرة التكاملية مع عناصر الحياة، وشوهت شعوره بالمسؤولية تجاه البيئة وجعلت منه أكثر غفلةً وطمعا. وحثت الأفراد وأغرتهم بالنمط الاستهلاكي الغير مدرك للصحة ولا للموارد ولا حتى للقيم.
فإنه من الأجدى ان تستثمر هذه الشركات الاموال المستغلة في الاعلان والترويج للبضائع التي هي بالأساس تنتج لأهداف الربح. فالأجدى أن يتم استثمار هذه الاموال في توفير الاحتياجات الاساسية لكل سكان العالم والقضاء على المجاعات. والعمل على رفع المستوى العلمي والثقافي لسكان العالم والتي هي أوفر بكثير من تكاليف مقترحاتهم.
وفي الختام نقول انه اذا كانت كل هذه البلبلة التي تثيرها الجهات الدولية حول عناوين مقلقة للمجتمعات والأفراد بالتغير المناخي، إذا كانت هذه طريقتهم لإعادة الإنسان إلى الإدراك من جديد وإعادة تعديل وضبط مساره الاستهلاكي، فهي طريقة لا تستند الى الفكر ولا تقدر قيمة العقل الانساني القادر ان يختار من بين البدائل والحقائق المتعددة المعروضة له وبحياد وفق ما يقنعه ويلبي طريقة عيشه وسعادته. بل انها وسيلة اعتمدت على الترهيب للتأثير على الإنسان وهو أسلوب اثبت التاريخ رداءة نتائجه.
المراجع العربية:
- العطية، محمد.2010. أسباب التغير المناخي. رسالة ماجستير. جامعة حلب.
- الموسى، منير مترجم. 2009. التسخين الحراري عقيدة جديدة في الغرب.
-
- لوس، ادورد. 2010. خرافة الاحتباس الحراري.
http://alrroya.com/node/68929
- موقع الاحتباس الحراري. 2016. "إيفار جيفيير الحاصل على جائزة نوبل يكشف كذبة الإحتباس الحراري ". تاريخ الدخول 4-3-2017
https://www.youtube.com/watch?v=JQCllcKIjjQ
- نوفل، محمد. 2007. اقتصاديات التغير المناخي الاثار والسياسات. المعهد العربي للتخطيط.
- لوس، إدوارد. فضيحة المناخ .. لا أعذار لعالم يتمسك بالإنكار. جريدة العرب الاقتصادية الدولية.
http://www.aleqt.com/2010/08/13/article_429199.html
https://realclimatescience.com/2017/02/nasa-noaa-climate-data-is-fake-data/
- Tesla. 2016.100 reasons why climate change is natural and not man-made. Acsessed at 3.3.2017
https://forums.tesla.com/forum/forums/100-reasons-why-climate-change-natural-and-not-manmade
- Capozzola, Steven. 2016. Why I Stopped Believing in Man-made Global Warming and Became a Climate Skeptic. climatechangedispatch
http://climatechangedispatch.com/why-i-stopped-believing-in-man-made-global-warming-and-became-a-climate-skeptic/
- Flapping,Brain .Climate change is an obvious myth – how much more evidence do you need?. Climate change.
https://www.theguardian.com/science/brain-flapping/2014/nov/25/climate-change-is-an-obvious-myth-how-much-more-evidence-do-you-need
- Last Week Tonight with John Oliver (HBO): Climate Change Debate - https://www.youtube.com/watch?v=cjuGCJJUGsg
- The IPCC can't count its "expert scientists":Author and reviewer numbers are wrong - http://mclean.ch/climate/docs/IPCC_numbers.pdf
- The U.S. Science and Engineering Workforce:Recent, Current, and Projected Employment,Wages, and Unemployment- https://fas.org/sgp/crs/misc/R43061.pdf
- Amount of scientific documents created http://www.scimagojr.com/countryrank.php
- Climate change is not debateable - http://cnnpressroom.blogs.cnn.com/2014/02/23/climate-change-is-not-debateable/
- Examining the Scientific Consensuson Climate Change - http://tigger.uic.edu/~pdoran/012009_Doran_final.pdf
- New mark set for the coldest temperature ever recorded - http://www.news.com.au/technology/environment/new-mark-set-for-the-coldest-temperature-ever-recorded/news-story/6573c8094c6a3143211de78c5fbae7bb
- About that overwhelming 97-98% number of scientists that say there is a climate consensus... - https://wattsupwiththat.com/2012/07/18/about-that-overwhelming-98-number-of-scientists-consensus/
- Discovery Channel - Global Warming, What You Need To Know, with Tom Brokaw - https://www.youtube.com/watch?v=xcVwLrAavyA
- The Polar Vortex Explained in 2 Minutes - https://www.youtube.com/watch?v=5eDTzV6a9F4
- Global Warming Scammer Al Gore predicts no Arctic ice In 2013 - Summer ice sheet highest since 2006 - https://www.youtube.com/watch?v=GPLD8aylRiw
- The IPCC Exposed - https://www.youtube.com/watch?v=LOyBfihjQvI
- The Most Terrifying Video You'll Ever See - https://www.youtube.com/watch?v=zORv8wwiadQ
- What Climate Change Would Actually Look Like - https://www.youtube.com/watch?v=xvdnhySsEYY
- Michael Loftus on the lies behind the global warming scare industr - https://www.youtube.com/watch?v=2tvpaD4oatk