استطلاع للرأي: الغالبية لديها فكرة ضعيفة عن اتفاقية باريس للمناخ أو أنها لا تعرف عنها شيئا!
خاص بآفاق البيئة والتنمية
بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في آب الماضي، إثر قرار الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، بأن 31% من المستطلعة آرائهم لديهم فكرة جيدة عن اتفاقية باريس، في حين أن 40% لديهم فكرة ضعيفة عنها؛ بينما 29% لا يعرفون عنها شيئا. وبلغ حجم العينة 452 مبحوثا موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وتشير نتيجة الاستطلاع بأن غالبية المستطلعة آرائهم (69%) لديهم فكرة ضعيفة عن اتفاقية باريس أو أنهم لا يعرفون عنها شيئا؛ ما يدلل على ضعف الوعي المجتمعي بمحتوى وأهمية وأبعاد الاتفاقيات البيئية والمناخية الحديثة إجمالا، علما أن اتفاقية باريس أقرت في مؤتمر المناخ العالمي بباريس عام 2015.
وقد برز ضعف الوعي باتفاقية باريس في أوساط الطلاب الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 156، إذ أن نسبة مرتفعة منهم (88%) لا يعرفون عنها شيئا أو أن لديهم فكرة ضعيفة عنها؛ مقابل 12% لديهم فكرة جيدة عنها.
وقد بين الاستطلاع أيضا بأن 71% من الناشطين البيئيين الذين شاركوا في الاستطلاع (وعددهم117) لديهم فكرة جيدة عن الاتفاقية، وذلك مقابل نسبة متدنية (21%) من المسؤولين الحكوميين والقطاع الحكومي (وعددهم 85) الذين قالوا بأن لديهم فكرة جيدة عن الاتفاقية، مقابل 79% لديهم فكرة ضعيفة أو أنهم لا يعرفون عنها شيئا.
الجدير بالذكر أن دونالد ترامب الرئيس الأميركي لا يكتفي بإنكاره للمقولات العلمية حول التغير المناخي- سواء من حيث تلوث المناخ أو توفير التمويل الدولي لمكافحة التغير للمناخي – بل إنه يتجاهل ملايين الناس في أفقر المجتمعات بالعالم، المكشوفين للتغيرات المناخية المتطرفة والمهددين بوجودهم.
الانسحاب الأميركي من اتفاقية باريس كشف عن عجرفة استعمارية وتجاهل تام لمصير البشرية، لصالح استمرار هيمنة النخب الأميركية ومصالح الشركات الكبرى، ناهيك عن الرفض الاستبدادي لقبول الحقائق العلمية.
ومن المعروف علميا، أنه بسبب التلويث الأميركي التاريخي، فإن أنحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك منطقتنا العربية، تعاني فعليا من عواقب الاحترار العالمي المتسارع، على شكل جفاف وحرائق وفيضانات تعيث خرابا في سبل العيش والحياة، بل تتسبب في تشريد مجتمعات بأكملها.
واللافت أن حركات وقوى بيئية وسياسية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة ذاتها، طالبت بعدم السماح لدونالد ترامب وإدارته بأن يفاقموا تلويث الكرة الأرضية، ويحكموا بالتالي على الأجيال الحالية والقادمة في دول الجنوب بمزيد من المعاناة والموت؛ بل وطالبت تلك القوى والحركات أيضا بأن تتحمل الولايات المتحدة عواقب سياسية وقانونية واقتصادية قوية تفرض عليها.