رغم الواقع المؤلم بأن الاحتلال يحكم سيطرته على الموارد الحيوية للشعب الفلسطيني من أرض، ماء، وسيادة، معيقاً تطوره الطبيعي نحو تنمية مستدامة، إلا أن رسالة طالبة الماجستير في التنمية والتعاون الدولي/ جامعة بيت لحم، ومراسلة المجلة ومحررتها ربى عنبتاوي، والتي أعدتها بإشراف البروفسور مازن قمصية، حاولت أن تجيب من خلال سؤالها البحثي "التنمية في ظل الاحتلال هل هي ممكنة؟ عبر نموذج "البيرماكلتشر" أو التنمية الزراعية المستدامة، ساعيةً من خلال هذه الفرضية إلى إشعال ضوءٍ في هذا النفق المظلم والدعوة إلى تعزيز العودة إلى الأرض بالإمكانيات المحدودة المتاحة رغم الواقع الجيوسياسي، وذلك عبر اختبار نمط الزراعة "القديم الجديد" "البيرماكلتشر" المبني في جوهره على التاريخ الغني للزراعة التي مورست في فلسطين كجزء من الهلال الخصيب منذ آلاف السنين بأقل مساحة ممكنة وبمصادر مياه قليلة. وتساءلت الباحثة هل هي الخيار الأفضل نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر، والحد من تبعيتنا اقتصادياً للاحتلال الإسرائيلي؟
منهجية الدراسة
قامت الباحثة في منهجية رسالتها باختيار أربعة نماذج فلسطينية طبقت "البيرماكلتشر" في فلسطين وهي "بستان قراقع تأسس عام 2008 (توقف عمله عام 2013 لكنه كان نموذجًا أدخل أفكاراً مهمة في الزراعة المستدامة في حينه) في بيت ساحور. مزرعة بيت قاد العضوية في جنين، تأسست 2011، مزرعة مردا في سلفيت، تأسست 2006. متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي في بيت لحم، تأسس عام 2014.

تربية الأسماك في مزرعة بيت قاد وإعادة استعمال الروث السمكي السائل لري وتسميد المحاصيل
ما هي البيرماكلتشر؟
ممارسة الزراعة باستخدام مبادئ علم البيئة، ودراسة العلاقات بين الكائنات الحية وبيئاتها. فهي "نظام متكامل من الممارسات الإنتاجية النباتية والحيوانية التي لها تطبيقات ميدانية خاصة تستمر على مدار فترة طويلة".
وهي أيضاً نظام تصميم أخلاقي وفق مؤسسها الأول الأسترالي بيل موليسون الذي أطلق مزرعته في سبعينيات القرن الماضي لتُعمّم في بلده ومن ثم في العالم أجمع، فالأخلاق هي الأساس في عملية التصميم، وهي تتألف من ثلاثة أخلاقيات أساسية للبيرماكلتشر:
- رعاية الأرض: أي الاعتناء بكافة الموارد الطبيعية وإعادة بنائها، وهذا يشمل الكائنات الحية والأنظمة غير الحية كالماء والهواء والتراب.
-رعاية الإنسان: أي أن يوفر التصميم كافة احتياجات الناس الأساسية من ماء وغذاء وهواء، وغير الأساسية كالعلاقات الاجتماعية والسعادة والجمال والسمو الروحي.
-مشاركة الفوائض: بمعنى أن أي فائض يتم تحقيقه في التصميم، يجب أن يسخّر لخدمة الهدفين السابقين.

Figure 1 بستان قراقع، بيت ساحور

Figure 2 مزرعة مردا ، سلفيت

Figure 3 بيت قاد، جنين

Figure 4 متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي، بيت لحم
الهدف من الدراسة:
هدفت الدراسة إلى تقييم إمكانية تطبيق نهج التنمية المستدامة في الزراعة لتحسين مستوى المعيشة الفلسطيني، تقليل الفقر، تحسين الصحة العامة، والصمود حتى في ظلّ أبشع وأطول احتلال.
مشكلة البحث
بعد 50 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع، و68 عاماً من التطهير العرقي لفلسطين منذ النكبة، يبدو جلياً أن الفلسطينيين عاشوا وما زالوا تجربة يشوبها الإحباط ورؤية مترددة لمستقبل مشرق يمكن المضي معه قدماً، فتعنُت إسرائيل للحفاظ على "الوضع الراهن" يخالف تطلعات الشعب الفلسطيني من أجل العودة وتقرير المصير (نيل الحرية وتحقيق الاستقلال). عدا عن أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار على العديد من المستويات بما فيها الاقتصادية والبيئية.
السؤال الذي يطرح نفسه إذا ما كنا قادرين على النضال من أجل إنهاء الاحتلال وضمان حصول الشعب الفلسطيني على نوعية حياة تمكنه من الصمود أي(استمرار أو مرونة) بما لا يقل عن الحد الأدنى من سبل العيش حتى في ظروف صعبة للغاية، تمكن الشعب الفلسطيني من الحياة. من هنا، ومن منطلق اليقين الكلي للمشكلة لدينا، تتساءل الباحثة: هل من الممكن تحسين الوضع الاقتصادي في ظل الاحتلال، وهل يمكن ذلك من خلال استراتيجيات مثل الزراعة الحساسة بيئيا أو المكثفة " البيرماكلتشر".
تضمنت الرسالة الأسئلة البحثية التالية:
- ما هي النماذج الموجودة في الدول النامية والتي يمكن أن يُحتذى بها في فلسطين؟
- إلى أي مدى نجحت مشاريع التنمية المستدامة في فلسطين؟
- ما هي التحديات التي واجهتها مشاريع البيرماكلتشر في فلسطين؟
- ما هي الفرص لتعميم تلك المشاريع الناجحة، وما هي الدروس المستفادة من الانتكاسات في مشاريع أخرى؟
بناء على تلك الأسئلة، استنبطت الباحثة الفرضية التالية التي حاولت أن تثبتها في رسالتها: زراعة البيرماكلتشر يمكن تطويرها ويمكن أن تساعدنا في الصمود حتى في ظل أحلك الظروف تحت الاحتلال.

الحصاد المائي في متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي- بيت لحم
المنهجية
اعتمدت الدراسة على البحث النوعي وجمع المعلومات عبر الزيارات الميدانية، المقابلات والأسئلة لتقييم الاحتياجات، التحديات والفرص في التنمية الزراعية المستدامة. بالإضافة إلى جمع معلومات من أوراق بحثية محلية وعالمية وحوار مع مبادرين في الزراعة المستدامة لتقييم التحديات والفرص.
تم تحليل نتائج المقابلات في مصفوفة مبسطة وفق تحليل SWOT Analysis والذي يعبر عن 4 عناصر:( القوة، الضعف، الفرص والتهديدات).
بداية من المهم الإشارة إلى أن المزارع الأربعة طبقت مبادئ البيرماكلتشر وتقنياتها من حيث: الحصاد المائي وحفظ المياه من التبخر، تثبيت التربة وتجديدها، زراعة وحفظ أنواع الأشجار الأصلية، إنتاج المحاصيل النباتية المتكاملة، الزراعة السمكية (مزرعتان)، الزراعة المائية (3 مزارع)، إدارة الآفات، التصميم الهندسي من مواد طبيعية، إعادة تدوير مخلفات المزرعة وإنتاج الدُبال، وعلى الصعيد الاجتماعي تعميم الفكرة على المزارعين والطلبة والباحثين والمتطوعين.
اسم المزرعة
|
نقاط القوة
|
نقاط الضعف
|
الفرص
|
التهديدات
|
بستان قراقع، بيت ساحور
|
-ابتكار وسائل صديقة للبيئة للتقليل من تصريف المياه العادمة (إنشاء أول حمام لتدوير النفايات البشرية) في فلسطين وتحويله إلى كومبست.
-تطبيق تقنيات متعددة لتجميع مياه الأمطار بطرق بسيطة.
-عمل فرن يعمل بالطاقة الشمسية
|
-البستان كان مملوكاً من مواطن محلي لم يكن مهتماً بالبيرماكلتشر، ما أثر على استدامة المزرعة بعد أن انتهى المشروع.
-سوء إدارة من قبل أحد ملاك المزرعة الغربيين، قاد لشائعات كثيرة سببت مداهمات مستمرة من الشرطة للموقع، ما أحدث بعض النفور تجاهه من قبل السكان المحليين.
-غياب أي مصدر تمويل مالي إضافي لسداد أجرة استئجار الأرض والبيت، فعدا بيت الضيافة لاستقبال المتطوعين، واجه البستان مشاكل مالية قادت لنهايته بعد ست سنوات من العمل.
-مشاكل في توفير مصدر مياه دائم طوال العام، ما أدى إلى اضطرارهم لشراء مياه من البلدية.
|
بما أن المشروع قد انتهى بعد ست سنوات، فلا يمكن الحديث عن فرص مستقبلية. لكن خلال الست سنوات فالفرص كانت في اهتمام بعض مؤسسات المجتمع المدني بنموذج "البستان" كونه كان مليئاً بالأفكار الجديدة في البيرماكلتشر، بحيث تم التنسيق مع القائمين عليه لتدريب مزارعين في مناطق جـ والقرى المهمشة.
|
كانت التحديات تتمثل في عوائق ثقافية بحكم أن أصحابه أجانب لا يتحدثون العربية، ما حدّ قليلاً من الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المزارعين.
-عدم توفر مصدر مالي لتغطية تكاليف الإيجار ما هدد المشروع وأنهاه في عام 2013.
|
مزرعة مردا( سلفيت)
|
نموذج جيد للاكتفاء الذاتي، حيث يعتمد مالك المزرعة على إنتاجها الزراعي والحيواني (طيور وبيض) كسداد لحاجات منزله الغذائية بنسبة 80%
-شبكة من العلاقات القوية مع مزارعين بيرماكلتشر من حول العالم، ما ساهم في تبادل الخبرات وتوفير بعض الدعم المالي والتقني لتنظيم ورشات تدريبية للمهتمين.
-مصدر ماء متوفر وشبه مجاني طوال العام ( عين القرية).
|
مصدر التمويل ضعيف في ظل أن المزرعة في طور التهيئة لتكون مركز تدريب، ما يستلزم مبنىً طيني من طابقين لتدريب المتدربين والاستفادة من ارتفاعه في الحصاد المائي، وشراء ألواح شمسية لتوفير الكهرباء.
|
بيع فائض مزرعته بسعر مشابه لسعر السوق، ما يعد فرصة جيدة لتشجيع الغذاء العضوي، وتوفير بعض من المال
|
التهديد يتمثل في أن المزرعة تدار من شخص واحد، في حال اضطر لأي سبب إلى مغادرة المزرعة، فلا يوجد له شركاء حقيقيون قادرون على الحفاظ على استدامة المزرعة.
|
مزرعة بيت قاد، جنين
|
-إدخال طرق جديدة في الزراعة المائية (اكوا بونيك وهيدروبونيك).
-إدخال أنوع جديدة من المزروعات التي لا تتوفر فلسطينياً أو اختفت منذ زمن كالكرنب.
-مركز أبحاث من حيث إمكانياته الكبيرة وأساليب الزراعة القائمة على ثقافة البيرماكلتشر ما يجعله الأول فلسطينياً.
- يعمل في المزرعة عمّال في القرية ما يدر دخلاً عليهم ويساهم في تعميم تلك الثقافة على محيطهم من المجتمع المحلي.
|
-قلة المصادر المائية وبالرغم من توفر طرق لتجميع مياه الأمطار (الحصاد المائي) لكنها لا تكفي لتغطية احتياج المزرعة من المياه وخاصة في الصيف ما يضطر المركز إلى شراء المياه من بئر خاصة.
-الأساليب الحديثة في الزراعة المائية تتطلب توفير كهرباء بشكل متواصل وهذا أمر مكلف وغير وارد في ذهن المزارعين كنموذج يعمم، لكن ( توفير خلايا شمسية، الأمر الذي تزودت به المزرعة مؤخراً 2016) سيساهم في خفض تكلفة الكهرباء واسترداد ثمن الألواح الشمسية خلال سنوات قصيرة.
-التسويق : المنتجات تسوق في رام الله نظرا لارتفاع تكاليف إنتاجها ونقلها وتخزينها، فإن سعرها يتعدى سعر السوق قليلاً فيتم تسويقها في رام الله، الأمر الذي يبقي المنتج العضوي متاحاً لشريحة معينة من الناس (النخبة).
|
-الاهتمام بإدخال بذور لنباتات جديدة يساهم في إغناء سلة الغذاء الفلسطيني (كينوا، البندورة السوداء، وأعشاب طبية جديدة).
- تعزيز الوعي البيئي وأهمية الزراعة العضوية من خلال التنسيق مع المدارس وإسهام المرأة في نشر الثقافة العضوية من خلال العمل مع المزارعات.
|
-توفير مصدر مائي مستدام بلا تكاليف هو التهديد الأكبر لبيت قاد، فالمزرعة والقرية عموماً بحاجة إلى بئر ارتوازي ليؤمن لها احتياجاتها السنوية الأمر الذي يحتاج إلى قرار سياسي وعادة يقابل بالرفض من قبل الاحتلال.
-التهديد من انتهاء مصدر التمويل الخارجي لتطوير المركز وإبقائه يعمل كمركز أبحاث تجريبية في فلسطين.
-عوائق التنقل حيث أن المزرعة في جنين والتسويق في رام الله، ما يضيف تكاليف نقل وتخزين إضافية.
|
مزرعة متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي
|
-بني على أسس البحث العلمي بهدف التنمية في المجال البيئي والزراعي.
-يحوي المتحف طاقم من المتطوعين الذين يساهمون في نشر رسائل بيئية ويشجعون على الزراعة العضوية.
-التنسيق مع مؤسسات مجتمع مدني ومراكز أبحاث محلية وعالمية في التنوع الحيوي والبيرماكلتشر.
|
-توفير مصدر مياه مستدام بأقل التكاليف، -المتحف يضطر لشراء المياه من البلدية لكن سيتم تطوير نظام أفضل مستقبلا لحفظ المياه.
-توفر التمويل والمتطوعين الملتزمين
|
-العمل مع طلبة الجامعات والمتطوعين يساهم في تعميم فكرة المتحف، وتشكيل نواة من خلالهم تمهد لقادة بيئة في المستقبل.
|
إيجاد مورد بشري مهتم وحقيقي ومعني لنشر ثقافة البيرماكلتشر. والحفاظ على البيئة، ولديهم الشغف للعمل والتعلم.
-الاحتلال هو اكبر تهديد عبر تحديد احتياجات أي مشروع زراعي: ارض، ماء، اقتصاد، سوق وتنقل.
|

الزراعات العضوية في كوبا
النقاش
في هذا القسم ناقشت الباحثة عنبتاوي الفرضية الأساسية عبر تحليل النماذج المحلية ومقاربتها مع أدبيات الدراسة، والتي تطرقت إلى نماذج عالمية ناجحة في الزراعة العضوية (كوبا ولبنان).
كوبا: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، اكتشفت أنها أمام واقع صعب سيجعلها رهينة الديون وجشع الرأسمالية الغربية، وذلك بعد توقف الدعم المالي والمساعدات الغذائية من روسيا، الحل كان بالتوجه نحو الزراعة العضوية واثبات أنها قادرة على تغطية احتياجات الشعب الكوبي من خلال تكاتف الخبرات الأكاديمية والبحثية بالتناغم مع الدعم الحكومي الذي استخدم كل الوسائل المتاحة. وبالفعل أثبتت كوبا نجاح تجربتها وحققت اكتفاءها الذاتي من خيرات أرضها فأصبحت نموذجاً يُحتذى به في العالم بأسره.
لبنان: بعد أن مر هذا البلد الطائفي بفترة الحرب الصعبة لعقدين من الزمن، كان عام 1991 بمثابة ولادة من جديد حيث شهدت فترة ما بعد الحرب استقراراً سياسياً وإصلاحا اقتصادياً واجتماعياً، ظهرت مشاريع صغيرة وحركات وجمعيات تدعو إلى الثقافة البديلة ومن ضمنها ثقافة الغذاء العضوي وزراعة البيرماكلتشر، وأخذت تتنامى وتنتشر في أرجاء لبنان، بدعم وسائل إعلامية خاصة ومؤسسات مجتمع مدني وأخرى أكاديمية كالجامعات، بالإضافة إلى فتح سوق للتصدير إلى أوروبا ما شجع على انتشار ثقافة العضوي ومزارع البيرماكلتشر.
مقدمة النقاش
مما لا شك فيه أن سيطرة إسرائيل على الأراضي والمياه في الضفة الغربية تؤثر بشكل كبير على قدرة المزارعين الفلسطينيين في كسب لقمة العيش المستدامة من الزراعة، في ذات الوقت ركزت المساعدات الإنسانية الدولية على قضاء حاجة الأسر وتعزيز قيم الاستهلاك عن طريق شراء المنتجات الإسرائيلية، بدلا من التركيز على تحقيق الاكتفاء الذاتي محلياً. فيما اتجهت أيضا نحو تخصيص المساعدات للزراعة التصديرية، ما قلّل الاعتماد على الذات الفلسطينية وخلَق حلقة مفرغة من التبعية.
في البداية يجب الإشارة إلى أن أول مزرعة متخصصة بالبيرماكلتشر تأسست عام 1993 في قرية مردا، سلفيت من قبل مركز العمل التنموي (معا)، وتوقف عملها عام 2000 بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى ومداهمة قوات الاحتلال للمزرعة وتدميرها بالكامل. مزرعة مردا آنذاك كانت أول نموذج فلسطيني وعربي متميز من حيث اعتماده على طرق وأساليب هذا النوع من الزراعة.
- البيرماكلتشر والاكتفاء الذاتي
بعد دراسة نقاط قوة البيرماكلتشر في المزارع الأربع وتباعاً تعميم النتائج فلسطينياً، فإن هذا النوع من الزراعة يعتبر شكلا من أشكال الصمود، ضد سيطرة الاحتلال على حياتنا الاقتصادية، ونستطيع ترجمة ذلك من خلال مزرعة مردا التي يديرها مزارع فلسطيني على أرض تعود ملكيتها له "مراد الخفش"، والذي يعمل فيها بشكل يومي وينتج منها ما يؤمن له احتياجات المنزل بنسبة 80%، كما يسوق الفائض عن حاجته للقرية، لقد حقق الخفش أقل احتياج من الخضروات والبيض واللحوم البيضاء العسل والزيت. تعد مردا نموذجاً بارزاً من عشرات المبادرات الناجحة في الزراعة العضوية المنزلية التي تطبق البيرماكلتشر بشكل جزئي منتجة الكومبوست ومعتمدة نظام الحصاد المائي والزراعة المكثفة.
تعميم تجربة مردا على أكبر شرائح ممكنة وخاصة في المجتمع الريفي ذي الطابع الزراعي من شأنه أن يدعم النمو الاقتصادي والاكتفاء الذاتي بدلا من التبعية للاحتلال، هذه المقاومة الذاتية سيكتب لها النجاح والاستدامة إن دعمت من قبل الحكومة والمؤسسات الأكاديمية والبحثية على الطريقة الكوبية، والتي أصبحت مثالاً يحتذى به عالمياً ويفند المزاعم التي تقلل من نجاح الزراعات العضوية.
في سياقنا الفلسطيني، نحن بحاجة ماسة لتطبيق نموذج كوبا، وهناك العديد من الأصوات الفلسطينية الداعية إلى التكيف مع اقتصاد المقاومة. نشطاء فلسطينيون أمثال جورج كرزم الخبير البيئي ومدير وحدة الدراسات في مركز معا، كان قد أصدر العديد من الدراسات والمقالات التي تدعو إلى تبني نهج الاقتصاد المقاوم، حيث يقول كرزم في دراسة نقدية نشرتها مؤسسة بيسان للأبحاث في عام 2012:
"في ظل السيطرة الإسرائيلية على اقتصادنا وسياسة التجويع والحصار، علينا إطلاق العنان للحريات والمبادرات في مشاريع الاعتماد على الذات التي تنتج المواد الغذائية الأساسية للاستفادة من الموارد المحلية، وأهمها "الأرض" لتلبية الاحتياجات المحلية، بدلا من إشباع رغبات الأسواق الخارجية وعدد قليل من رجال الأعمال الرأسماليين عبر إنتاج السلع التصديرية، الأمر الذي يعيد إنتاج البطالة والفقر والجوع. ويضيف: "إن سياسات بديلة تتمثل في إتباع إستراتيجية الموارد الإنتاجية من أجل استهلاكها محليا، وإعادة التدوير المحلي لرأس المال، وتقليل الاعتماد على المدخلات الكيماوية، أمور كفيلة بتحقيق التنمية المستدامة".
تجارب عالمية ناجحة
تعد البيرماكلتشر خياراً مناسباً بشكل خاص في حالات الصراع بسبب طبيعة المدخلات المنخفضة، وتحت تأثير الاحتلال، هناك حاجة كبيرة للأنشطة التي من شأنها أن تولد المال والغذاء على المدى القصير، فضلاً عن توفير فرص التنمية المستدامة على المدى الطويل: القطاع الزراعي لديه القدرة على خلق مصادر دخل مستدامة وخلق فرص عمل، وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين التغذية والمساهمة في التحرر من الاحتلال على المدى الطويل.
تشجيع الزراعة المستدامة والمبادرات الفردية يحتاج إلى دعم حكومي لتصبح رائجة على قاعدة راسخة على المدى الطويل. فيما يتعلق بالقضية الكوبية، فقد ساهمت كل من: الحكومة والباحثين والعلماء والصحفيين والأحزاب السياسية، لتعزيز الإنتاج المستدام للغذاء العضوي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. مقارنة مع قضيتنا، والجهات الرسمية (وزارة الزراعة، ووزارة الاقتصاد المحلي) فلم يتبنيا بعد الزراعة العضوية المستدامة كنوع من أنواع الصمود وإدرار الدخل للأسر.
لا نستطيع أن ننكر أن هناك تزايداً في الوعي العام فلسطينياً حول القضايا البيئية، تقود هذه الجهود المنظمات غير الحكومية، والمدارس، والجامعات، ويمكن قياسه من الأعداد المتزايدة في تنفيذ المشاريع الزراعية البديلة على أسطح المنازل، الحدائق المنزلية، والزراعة الرأسية، والسماد وإعادة التدوير، حصاد المياه، مشاريع صغيرة مدرة للدخل ... الخ. هذا النهج البيئي قد يساعد في نشر مشاريع الزراعة المستدامة. ( تجربة لبنان كنموذج) يتطلب الأمر العديد من الخطوات على سبيل المثال، العمل مع الجامعات لدمج البرامج البيئية في المناهج والقيام ببحوث علمية أكثر في هذا المجال.
من خلال مقابلة حالات الدراسة فقد تبين أن من أهدافها الرئيسية تعميم فكرة الزراعة العضوية (المستدامة) من خلال تدريب المزارعين والمهتمين. وهذا يخلق في الواقع تأثيراً مضاعفاً، وفي حالة بستان قراقع وحتى بعد انتهاء المشروع، فقد بقي حديث الناس كنموذج فريد عمّم في العديد من التجمعات الزراعية.

مزرعة بيت قاد قضاء جنين
نستنتج أيضا أن استخدام المزرعة كمركز تجريب في البحوث الزراعية مثل بيت قاد ومتحف فلسطين هو خطوة جيدة نحو التنمية في القطاع الزراعي والعلمي وخصوصا عندما يتم ذلك وفق منهجية البحث العلمي السليم ، كما أن هناك العديد من فرص التقدم بما في ذلك إثراء سلة الغذاء الفلسطينية مع منتجات جديدة مثل الفطر، واللفت، الكينوا والكوزبري.

- البيرماكلتشر وحركة مقاطعة إسرائيل
نماذج البيرماكلتشر تؤدي إلى الاكتفاء الذاتي وتعمل في وئام مع الدعوة المدنية الشعبية الفلسطينية التي تأسست عام 2005 لمقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات عليها (BDS) وهي أداة قانونية غير عنيفة للضغط على إسرائيل ضد ممارساتها الاستعمارية، والامتثال لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.
تعمل( البيرماكلتشر) باتساق مع الوعي الشعبي لتعزيز أهمية مقاطعة إسرائيل اقتصاديا، وبالتالي تعتبر مقاومة اقتصادية. نمو وزيادة قوة الحركة الشعبية لمقاطعة إسرائيل سيعزز هذا النوع من الزراعة كصمود واعتماد على الذات، والعكس بالعكس.
وبالعودة إلى عام 1987 وتحديداً الانتفاضة الأولى، فقد كانت الزراعة شكلاً من أدوات المقاومة ضد مصادرة الأراضي والاستيطان، وكان هناك نهج كبير داخل المجتمع الزراعي الفلسطيني للاحتجاج على الاحتلال الإسرائيلي مع المزارعين حيث نظموا أنفسهم في لجان تعاونية تشكلت لتنسيق إنتاج وبيع منتجاتهم، عبر زراعة الأراضي المتاحة بحيث يمكن الحصول على أقصى قدر من الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء مع الحد الأدنى من الاعتماد على إسرائيل. في بعض الحالات رفض الفلسطينيون دفع الضرائب لإسرائيل. وأدت هذه الإجراءات إلى زيادة الثقة بالنفس وتوحيد حركة المقاومة الفلسطينية.

شح المياه في الضفة الغربية بسبب النهب الإسرائيلي للموارد المائية
- الحفاظ على المياه
من دراسة النماذج الأربعة في فلسطين، لاحظت الباحثة أن إمدادات المياه أمر مهم جدا لاستدامة وتقدم المزرعة ويمكن بالفعل أن يكون عقبة أمام مزيد من التطوير. ولعل هذا هو السبب في أن إسرائيل حاولت خنق إمدادات المياه في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. مسيطرة على 81٪ (البعض يرجح النسبة بـ 93٪) من المياه الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحد أيضاً من بناء آبار ارتوازية أو استعادة القديمة وخاصة في الحوض المائي الغربي. كما حرمت إسرائيل الفلسطينيين من حقهم في حوض نهر الأردن. وبالإضافة إلى النهب الإسرائيلي، فإن مسألة شح المياه أضحت قضية عالمية (ظاهرة الاحتباس الحراري) التي تسبب تغيرات في أنماط سقوط الأمطار والمزيد من التبخر السريع، ونتيجة لذلك نجمت آثار سلبية أثرت على الإنتاج الزراعي والغابات وغيرها من الأنواع النباتية والحيوانية في جميع أنحاء النظام البيئي العالمي.
وكان نقص الموارد المائية المستدامة قضية رئيسية في حالات الدراسة (ثلاث مزارع باستثناء مردا)، في ظل موسم شتاء غير مستقر وكمية أمطار ضئيلة (500-600 ملم) في السهول الغربية و(100-450 ملم ) في المنحدرات الشرقية مع مجموع كلي حوالي 2300-2700 مليون متر مكعب.
وحتى تتم معالجة القيود المفروضة على الموارد المائية والاتفاقيات الضعيفة التي أنشأتها أوسلو التي تحد من تنمية القطاع الزراعي فيمكن اللجوء إلى زراعة البيرماكلتشر، لأن مبادئ تصميم تلك المزارع تعزز العديد من طرق المحافظة على المياه المبتكرة والزراعة مع طبيعة المدخلات المنخفضة، عبر ممارسة بعض طرق حصاد مياه الأمطار المتبعة منذ آلاف السنين بالإضافة إلى الطرق الحديثة (الزراعة المائية). معظم تلك الطرق توفر مزايا إضافية بما في ذلك الحفاظ على التربة وتحسينها، وتعزيز التنوع البيولوجي، وزيادة الغلة.
زيادة كفاءة استخدام المياه في الإنتاج الزراعي يمكن أن يتحقق عن طريق تزويد المزارعين بحوافز للحفاظ على موارد المياه والتربة، والسيطرة على تبخر المياه عن طريق تقليل جريان المياه السريع السطحي، حماية الغابات وغيرها من الموارد البيولوجية، والاستخدام الفعّال للموارد المائية يساعد في الحفاظ على الدورة الهيدرولوجية.
بالرغم من استخدام بعض الأساليب في الحفاظ على المياه، فمشكلة المياه تبقى من أكبر النقاط الحساسة في استدامة أي مزرعة، الحل على المدى البعيد يتمثل في حفر الآبار (الارتوازية) في مناطق مختارة يمكن أن تحلَّ المشكلة، ولكن هذه المسألة بحاجة إلى قرار سياسي لا يبشر بأي بادرة أمل.
حتى في الوقت الحاضر، يمكن إدارة أفضل في المحافظة على المياه بتدريب المزارعين على طرق جديدة وتزويدهم بالمساعدة الفنية اللازمة، بالإضافة إلى الدعم الحكومي المحلي عبر دعم المزارعين لتغطية الحاجة السنوية من هذا المصدر الحيوي.
- توفير الطاقة
تعد النماذج الحديثة في الزراعة المستدامة مثل الأكوا بونيك والهيدرو بونيك، من الطرق الموفرة للماء نظراً لأنها تعتمد على الماء والنيتروجين كمصدر متجدد بدلاً من ري التربة، ولكن قد تتطلب نفقات إضافية في الطاقة الكهربائية، الأمر الذي يجعل الكثير من المزارعين يترددون في اعتماد تلك الطرق. وبالتالي، البحث عن مصادر طاقة نظيفة لتوليد الكهرباء كالشمس والرياح أمر مجدٍ واقتصادي مستقبلاً. ومن خلال ما تابعته الباحثة، فقد اعتمدت مزرعة بيت قاد العضوية على نظام الألواح الشمسية مؤخرا في مزرعة بيت قاد لحل مشكلة تكاليف الكهرباء التقليدية، ومن الواضح أن هذه المصادر من الطاقة المتجددة تتطلب استثمارا أوليًا في البنية التحتية والذي قد يستغرق عدة سنوات، لكن النتائج فيما بعد ستكون لصالح جيب المزارع.
وفي حين بدأ بيت قاد باستخدام الطاقة المتجددة، تنوي مزرعتا مردا ومتحف فلسطين التزود بها، أما بستان قراقع فلم تتوفر لديه الميزانية آنذاك لكنه صنع فرناً شمسياً لتقليل الاعتماد على غاز الطهو. إذن ليس هناك شك في أن الطاقة المتجددة هي مهمة لاستدامة المزرعة بأقل التكاليف، لأنها السبيل الوحيد لدعم أسلوب وتقنيات جديدة مثل الأنظمة المائية التي سيكون لها تأثير كبير في أساليب الزراعة العضوية.
تعد الرياح أيضا ظاهرة جوية طبيعية أخرى يمكن تسخيرها لإنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق وضع التوربينات في مسار حركة الريح، والتي يمكن أن تتواجد على الأرض أو في المياه الساحلية الضحلة في المحيط. ويمكن أيضاً توليد الطاقة الكهرمائية في أماكن كقطاع غزة، حيث قوة موجات المياه تساهم في توليد الكهرباء. وأيضا الطاقة الحيوية المتولدة من تحلل "النفايات" الزراعية والغابات وروث الحيوانات والسماد من خلال تجميع غاز الميثان وتحويله إلى طاقة كهربائية.

ممارسة البيرماكلتشر في لبنان
- تعميم الفكرة
البيرماكلتشر تحتاج إلى تعميم بين المجتمعات المحلية. واحدة من العقبات التي لاحظتها الباحثة هو أن تثقيف المجتمع في العديد من المزارع يعتمد على مسؤول المزرعة (المؤسس) الذي عادة ما يعمل وحده ويملك الخبرة الأساسية بالدرجة الأولى. هذه الجهود المتواضعة والصادقة تحتاج الدعم الرسمي والمجتمعي (لوجستيا وفنياً) لتصل إلى أكبر شرائح ممكنة.
ركزت الباحثة على النموذج اللبناني كنموذج ناجح لانتشار البيرماكلتشر من دون الدعم الحكومي، وذلك تأتى عبر المنظمات غير الحكومية والجامعات والجمعيات الزراعية وبعض الإعلام الذين لعبوا دورا هاما في نشر هذه الثقافة. في حالتنا الفلسطينية تساهم عدد من المنظمات غير الحكومية (محلياً ودولياً) بتشجيع الأساليب العضوية في الزراعة، وأيضا أصبح هناك دور للجامعات في العديد من المشاريع.
هناك حاجة لتعاون وسائل الإعلام الفلسطينية مع هكذا مبادرات في الزراعة المستدامة، ففي كوبا، لعبت وسائل الإعلام الرسمية التي عكست سياسة الدولة دوراً بارزاً، أما في فلسطين، فوسائل الإعلام المحلية لا تزال غائبة إلى حد ما عن طرح القضايا البيئية باستثناء بعض وسائل الإعلام والتي تخصص مساحة صغيرة جداً للبيئة. تعد مجلة آفاق البيئة والتنمية الالكترونية هي الوحيدة فلسطينياً المتخصصة بالبيئة.
من المهم جدا أن تشجع السلطات هذا النوع من مشاريع الاكتفاء الذاتي لدورها في تحسين النمو الاقتصادي. يمكن ذلك عن طريق خفض أو إزالة الضرائب على المزارعين الملتزمين، ودعم المزارعين بالبذور والأشجار والأنواع الجديدة، مع الدعم التقني والمالي، وتوفير المياه من مصادر مستدامة، وضمان تسويق منتجاتهم بأسعار جيدة، وتسخير وسائل الإعلام الحكومية لدعم هذا التوجه.
- التشبيك
أثر التشبيك كان واضحاً في لبنان حيث نجح المزارعون الفقراء في تعزيز الاقتصاد من خلال شبكات الزراعة (SLENs) المتنقلة القائمة على العدالة الاجتماعية، سعت هذه الجمعيات إلى تثبيت وجودها بالتشديد على سلامة المنتج من أي مدخل كيماوي، وبالتالي الحصول على شهادة "منتج عضوي" هذه الجمعيات آخذة بالازدياد والتجذر في المجتمع اللبناني مرسخة ثقافة المحلي والطبيعي من منتجات الأرض المتنوعة.
في فلسطين، وربما بسبب ضغط الاحتلال ومعيقات الحركة. فإن المزارعين العضويين يعملون بشكل منفصل وليس هناك شبكة واضحة بينهم أو قناة تسويق مشتركة. كما أن الأسواق المحلية للأغذية العضوية (شراكة، عدل، بيت قاد (مركز معا) وغيرها من المشاريع الصغيرة المدعومة بشكل مستقل أو من مؤسسات المجتمع المدني) ما زالت مبادرات صغيرة وغير فعالة في هذه المرحلة. التشبيك لتوحيد الجهود هو أمر بالغ الأهمية لنشر ثقافة العضوي والزراعة المستدامة.
التوصيات
دونت الباحثة جملة من التوصيات لتعزيز ثقافة البيرماكلتشر في فلسطين:
على المستوى الرسمي:
-رفع الحكومة لموازنة وزارة الزراعة بهدف تحسين هذا القطاع ودعم المزارعين تقنيا ومالياً. تشجيع الزراعة العضوية من قبل الحكومة عبر حملات إعلامية لرفع الوعي. تشريع قوانين تحد من الاتجار بالأسمدة الكيماوية والمبيدات وخاصة تلك المحرمة دولياً. تطوير تقنيات جديدة في الزراعة وجمع مياه الأمطار وإعادة استخدام المياه المعالجة. تشجيع المزارعين ممن يمارسون الزراعة العضوية والبيرماكلتشر من خلال حوافز كالإصلاح الضريبي والتسويق ودعم الأسعار. التزود بإحصاءات شاملة ومحدثة لتساعد في التخطيط الاستراتيجي. تأسيس مركز تدريب للمزارعين على البيرماكلتشر والتشبيك بين المزارعين، العمل على بناء قنوات تواصل بين مزارعين البيرمكلتشر المحليين ونظرائهم العالميين لتبادل الخبرات التقنية والتجارب. العمل على تأسيس هيئة وطنية لإصدار شهادات المنتج العضوي على المنتجات التي تحمل مواصفات هذا النوع من النبات الخالي من الكيماويات.
على مستوى مؤسسات المجتمع المدني
دعم المزارعين المحليين في زراعات عضوية وتزويدهم بكل الخبرات التقنية والمالية اللازمة. بناء قدرات الجمعيات التعاونية الزراعية لتشجيعهم على تبني الزراعة العضوية وفق مبدأ البيرماكلتشر، تنظيم ورشات في البيرماكلتشر المنهجية لتشجيع هذا النوع من الزراعة مع التسهيلات المتاحة ( الزراعة المنزلية على السطوح في الشرفات في الحديقة المنزلية، العمل مع الحكومة لزيادة الوعي بالزراعة العضوية. نظام شامل يجمع الباحثين ومؤسسات المجتمع المدني ووزارة الزراعة لدعم الزراعة الوطنية العضوية.
على المستوى الاقتصادي: دعم القطاع الزراعي ليتطور بزيادة المساعدة التقنية والمادية. العمل على توفير بيئة مناسبة لجذب المستثمرين في قطاع الزراعة العضوية. دعم المستثمرين للاستفادة من المنتج العضوي لإنتاج أصناف مختلفة كالصوابين والكوزمتكس والدواء والأعشاب الطبية.
على المستوى الأكاديمي: المزيد من الأبحاث في الشأن البيئي، الزراعة البديلة والبيرماكلتشر. دمج مساقات بيئية في المساقات الجامعية. أما على المستوى الإعلامي، فالإعلام الحكومي والخاص يمكن أن يلعب دوراً كبيراً للترويج للغذاء العضوي وثقافة التنمية المستدامة.
الملخص
البيرماكلتشر: نظام من الأساليب الزراعية العضوية والحساسة بيئيا لتعزيز الأمن الغذائي عبر طرق أكثر صحة واستدامة من أساليب الزراعة الأخرى التي تستخدم الأسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية الكيماوية. في فلسطين، هذا النوع من الزراعة قد يثبت بنية مفيدة وفعالة لضمان صحة الإنسان والاستدامة حتى في ظل الوضع السياسي والاقتصادي الصعب. النمو الاقتصادي المستدام، وبخاصة في الزراعة والاقتصاد الريفي أمرٌ ضروري للحد من الفقر والجوع وكنوع من المقاومة ضد الاحتلال.
بعد دراسة بروز ثقافة البيرماكلتشر في فلسطين من خلال أربع مزارع موزعة على مناطق مختلفة في الضفة الغربية، يمارسون نشاطهم في السياق السياسي والاقتصادي، وبعد البحث والدراسة تبين أن هذه المزارع تملك إمكانات كبيرة لتكون نموذجا في تحقيق الاكتفاء الذاتي وأداة مقاومة قوية لتقليل التبعية للاقتصاد الإسرائيلي. وتعتمد العوامل الرئيسية لنجاح هذا النموذج على الإدارة الجيدة وخاصة في المحافظة على المياه على المدى القصير، وإيجاد حل سياسي للمعضلة الفلسطينية على المدى الطويل. وتدعو الدراسة إلى ضرورة تعميم وتوسيع هذا النوع من الزراعة من خلال تدريب المزارعين على أسسها، مع أهمية دعم الحكومات والمنظمات غير الحكومية، والأكاديميين لهذا التوجه (بما في ذلك مراكز البحوث).
للتعرف أكثر على المزارع العضوية الأربعة، يرجى متابعة التقارير التي نشرت في المجلة من خلال النقر على الروابط أدناه:
بستان قراقع
http://www.maan-ctr.org/magazine/Archive/Issue34/topic2.php
مزرعة مردا
http://www.maan-ctr.org/magazine/article.php?id=99ef1y630513Y99ef1
مزرعة بيت قاد
http://www.maan-ctr.org/magazine/article.php?id=5a513y369939Y5a513
متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي
http://www.maan-ctr.org/magazine/article.php?id=739fey473598Y739fe