شذرات بيئية وتنموية...موائد رمضان وقانون "كيميائي" وتوجيهي فلسطيني وأمم أوروبا...
خاص بآفاق البيئة والتنمية
مائدة شهر رمضان
مطابخ
تشغل نفسك كل رمضان بسؤال: كم ساعة سننفق في المطبخ خلال شهر الصوم والإحساس بالجياع؟ وتبحث عن إجابة طوال أول أسبوع من الشهر.
ترسل لأسرة صديقك نموذجًا للإجابة، وفيه عينة للأسبوع الأول من شهر رمضان، والوقت المقدر للزوجين للمكوث في المطبخ ( سيختلف الحال كثيراً في حال أن الأزواج الرجال لا يعترفون بالشراكة ويعتبرون الدخول إلى المطبخ لغير تناول الطعام عيباً).
تأتي الإجابة على النحو التالي:
اليوم الأول: 6 ساعات ( إعداد طبق كبة وسلطات وشوربة).
الثاني: 1,20 ساعات ( تسخين طعام الأمس وجلي الأطباق).
المساء الثالث:4,30 ساعة ( طبق جديد وحلويات وورشة جلي).
النهار الربع: 3.45 ساعة (طبق آخر وتنظيف المطبخ).
الفترة الخامسة: 2,50 ساعة ( طبق جديد وتنظيف الأطباق وتسخين بقايا الوجبات السابقة)
اليوم السادس: 2,10 دقيقة ( وجبات خفيفة وسلطات شوربة)
السابع والأخير: 4 ساعات.
كمثال، يحتاج طبق (الكبة) أكثر من ست ساعات في تجهيزه وتنظيف معداته وقليه وغيرها.
كبة رمضانية
بلغة الوقت، كم ساعة سنحكم على النساء وبعض الرجال الذين يؤمنون بالشراكة في المطبخ خلال ثلاثين يومًا؟ وكإجابة نموذجية، لو افترضنا أن كل أسرة تنفق بالمتوسط 5 ساعات في اليوم الواحد بشهر الصيام على المائدة الرئيسة والسحور( عدا عن الأطباق والمشروبات والمسليات وغيرها) لوجدنا أننا نحتاج للاستغناء عن قرابة 5 ساعات من وقتنا في مطابخنا، إضافة لثمان ساعات نوم، و5 ساعات أخرى للسمر بما فيها العالم الافتراضي و"الواي فاي"، وساعة للتسوق، فإننا نمضي 19 ساعة تقريباً في مطابخنا ونومنا وسمرنا وأسواقنا، وهذا يتطلب منا مضاعفة الانفاق أكثر من 100% على أقل تقدير، مثلما نقلص العمل الرسمي ساعتين يوميًا، ونعمل بالحد الأدنى.
بكل تأكيد، نحتاج لمراجعة في شهر الرحمة للتوقف عن هدر الوقت والمال، والتفكير بكميات الطعام التي يذهب لحاوية النفايات في بعض الحالات، ونتحلى بصوم يحقق فكرة الإحساس بالآخرين، ويقربنا إلى الله.
وكحل عملي لتقليص الساعات الطويلة في المطبخ في رمضان المبارك وسواه، بوسعنا اللجوء إلى الشراء والطبخ الجماعي، وهو أسلوب كان دارجًا في الماضي، من خلال الأسر الممتدة، ويقلل التكلفة والكميات التي تذهب هدراً. وبالإمكان وضع جدول سابق بالأطباق التي لا تحتاج لوقت طويل وتمتلك عناصر غذائية وصحية كالشوربات والسلطات لإعدادها. وبكل حال، علينا الابتعاد عن التسوق خلال ساعات النهار وتبديله لما بعد الإفطار؛ لأنه سيقلص من فاتورتنا كثيراً. وعلينا دائمًا عدم متابعة برامج الطبخ المتلفزة التي تقترح أطباقًا وحلوى وعصائر تضاعف الاستهلاك وتهدر كميات كبيرة من الوقت.
دراما
كنا في طفولتنا نسرف في متابعة دراما رمضان، وأغلبها بالأبيض والأسود، وفي محطتين أو ثلاث. اليوم الدراما الرمضانية طوفان في زمن تتراجع خلاله الشاشة الصغيرة. لم أتابع منذ وقت طويل سوى بضع دقائق متلفزة مع أطفالي المغرمين بباب الحارة. استوقفني "سمعو" الذي يسعى المخرج لتقديمه أيقونة لـ"داعش" لكن بشكل ساذج. نحن في زمن غياب الطعم والمعنى والفكرة لكل شيء!
تأجيجي
سنعيش ككل عام مع شائعات ونفي وإثبات وتوضيح وتأكيد وتشكيك حول نتائج التوجيهي- التأجيجي. الغريب أننا لم نتعلم الدرس، فقد عشنا عشرات المرات مع امتحان الثانوية العامة، ولم نتوصل حتى يومنا إلى صيغة منصفة تعطي الامتحان الحجم الذي يستحقه، ونبتعد عن هدر وقتنا وجهدنا، ورسم صورة مبالغ فيها لشهادة يجب أن تكون عادية.
"قانون الهيدروكربون"
تصلك رسالة إخبارية من اتئلاف (أمان) جاء فيها:" شهدت الأشهر الأخيرة تطورات كبيرة في قطاع الطاقة، لا سيما مباشرة الحكومة بالعمل على اعداد مسودة مشروع قانون الهيدروكربون، وما يعكسه هذا السعي من اهتمام جاد لدى الحكومة الفلسطينية في تنظيم هذا القطاع الهام والاستراتيجي ... ومع تزايد الحديث عن ابرام اتفاقيات اقليمية ذات علاقة بالغاز والبترول في المنطقة دون أي ايضاحات أو معلومات صادرة عن أية جهات رسمية في هذا الخصوص، طالب الائتلاف بضرورة الإفصاح عن طبيعة هذه الاتفاقيات وما يترتب عليها من التزامات مستقبلية على الجانب الفلسطيني إعمالاً لمبدأ الشفافية في إدارة الشأن العام."
وأضافت الرسالة:" كان الائتلاف قد عقد عدة جلسات لنقاش تنظيم قطاع الغاز والمحروقات، إضافة الى مسودة المبادىء الرئيسية لقانون الهيدروكربون بمشاركة مجموعة من المؤسسات الأهلية والخاصة المعنية والمهتمة، تركزت توصياتها بضرورة الاسراع في اقرار مسودة القانون لسد الفراغ التشريعي في تنظيم قطاع المحروقات، مع التنبه الى كل ما يتعلق بالتزام احكام القانون بمبادئ الحوكمة في ادارة هذا القطاع، وضمان الفصل بين السلطات وان تنأى سلطة الطاقة بنفسها كجسم سياساتي ورقابي عن الدخول في الاجسام التنفيذية ( الشركات الحكومية). إضافة الى ضمانات تعزيز الشفافية في عقود الامتياز وحماية الموارد الوطنية وما ينتج عن استثمارها من أموال عامة من الإهدار أو التبديد، فضلا عن أهمية تحديد سقوف النسب المساهمة والارباح التي تجنيها الدولة والتي ترك تحديدها للعقود الموقعة بين الدولة والمقاول، اضافة إلى مسألة ترجمة شفافية الاتفاقيات بشكل واضح في مشروع القانون. وضرورة ان يصدر هذا التشريع بمشاركة وتشاور حقيقي ما بين الجهات الرسمية وجميع الجهات ذات العلاقة من قطاع خاص وأهلي."
اللافت، أن محرر الخبر لم يتوقف طويلاً عن لفظ (الهيدروكربون)، ولم يحاول تبسيطه للسامع العادي، الذي لا يعرف مقاصده، وسبب تسميته!
رياضة وشغف
سنشغل أنفسنا لشهر كامل ( بين العاشر من حزيران والعاشر من تموز) ببطولة كأس أمم أوروبا الخامسة عشرة لكرة القدم. وفي كل مناسبة كبرى، سنكرر الأسئلة التي تتحدث عن حجم الوقت والجهد الذي نهدره في متابعة بطولات دولية.
بالتأكيد، لا نقف ضد الرياضيين وهواياتهم واهتماماتهم، لكن ثمة فرق هائل بين المتابعة والمبالغة. كمثال، يقول لي فتية دون الرابعة عشرة: سنتابع المباريات على الإنترنت بالمجان وحين سألتهم: من ستشجعون من الفرق المنافسة؟ وما هي اعتبارات وقوفكم مع فريق ضد آخر؟ هل أنتم مثلًا مع إيرلندا أم السويد؟ قالوا: بصراحة، سنتابع المباريات فقط، ولا نعرف مع من سنهتف، والجميع يحضر ويتابع...!
شذرات قانون
كفاح أخضر
تطلق منظمة (آفاز) حملات عالمية قوامها 44 مليون عضو، تعمل على ايصال آراء ووجهات نظر الشعوب إلى صناعة القرار العالمي. وتعني صوت أو لغة في عديد من اللغات. وينتشر أعضاء المنظمة في جميع دول العالم (١٨ دولة في٦ قارات و١٧ لغة).
تصلك رسالة إلكترونية من المنظمة منتصف حزيران، وفيها: "قد يتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً بحظر استخدام مبيد الأعشاب الذي يشكل حجر الأساس لإمبراطورية مونسانتو للصناعات الكيميائية والزراعية. وهذا أمر بالغ الأهمية. "
وتعرّف الرسالة بمادة الغليفوسات، وتضيف" أنها تقضي على كل شيء تقريباً باستثناء المحاصيل الزراعية المعدلة جينياً من إنتاج "مونسانتو"، والتي تساهم في تحويل كوكبنا إلى مكان قاحل بيئياً لا يمكن أن ينمو عليه شيء سوى المحاصيل المعدلة جينياً.
وتضيف المنظمة:" الأمر الأكثر سوءاً بعد، هو اكتشاف وجود عينات من هذه المادة الواسعة الاستخدام في ٩٠٪ من أجسام البشر. كما بينت دراسة حديثة احتمال تسببها بالسرطان."
وتتابع (آفاز): "تمكنّا خلال الأسبوع الماضي من عرقلة تجديد رخصة استعمال الغليفوسات في أوروبا، رغم اعتقاد الكثيرين بأن نجاحنا في تحقيق ذلك يعد ضرباً من المستحيل. لكننا استطعنا تغيير قواعد اللعبة بفضل عملنا معاً، ما دفع بالنائب في البرلمان الأوروبي بافل بوك إلى القول: "لا شك بأن آفاز كانت القوة الدافعة في معركة حظر الغليفوسات".
وتزيد:" سيتخذ الاتحاد الأوروبي قراره بشأن حظر استخدام الغليفوسات خلال أشهر قليلة. إنها لحظة مفصلية. إن تبرع ٤٠ ألف شخص منّا خلال الساعات الأربع وعشرين القادمة فسنتمكن من تنفيذ خطتنا، وتمويل فريق من العلماء المستقلين من أجل إجراء الدراسة اللازمة حول أثر الغليفوسات، والاستمرار بالضغط على قادة أوروبا إلى أن يتم حظر هذه المادة في أوروبا ومن ثم باقي أنحاء العالم. .."
وتكمل الرسالة: "أشادت وسائل الإعلام بحملتنا هذه التي امتدت على مدار عام كامل، واعتبرت بأنها شكلت صدمة حقيقية لشركة مونسانتو التي كانت تعتقد أن مسألة تجديد الرخصة قضية مضمونة. لكن مونسانتو الآن تحشد كامل طاقتها من أجل دفع الاتحاد الأوروبي نحو اتخاذ قرار بعدم حظر الغليفوسات. ولكي نتصدى لهم خلال الأشهر القادمة فنحن بحاجة إلى القيام بما يلي:
• تمويل فريق من العلماء المستقلين – نحن بحاجة ماسة إلى هذا الفريق من أجل دحض الدراسات الممولة من الشركات الصناعية الكبرى.
• تعزيز الضغط على الدول والقيادات الأوروبية الرئيسية من أجل حثها على الوقوف بشجاعة في مواجهة مونسانتو.
• إيجاد بدائل واضحة ومستدامة لمبيدات الأعشاب المكونة من الغليفوسات – إيجاد هذه البدائل يعد أمراً ضرورياً وحاسماً لكسب تأييد المزيد من المزارعين والسياسيين والفوز بهذه القضية.
• الاستعداد والحشد السريع عند كل اجتماع يعقد، وعند كل مرحلة من المراحل البيروقراطية التي تجري خلف الكواليس، حيث يحاول الاتحاد الأوروبي الخروج من دون اتخاذ قرار واضح
• البدء في تحويل هذه المسألة إلى قضية عالمية. حيث من المحتمل أن تقرر كل من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وبعض الدول الأخرى إن كانت ستحظر استخدام الغليفوسات أيضاً.
وتابعت المنظمة: "اعتقد الناس بأننا مجانين حينما قلنا بأن مؤتمر باريس المناخي سيغير وجه العالم. لكننا تحلينا بالجرأة الكافية للتمسك بالأمل واستثمار المال والوقت من أجل هذه القضية التي انتصرنا بها في النهاية. اليوم، هناك من يعتقد مجدداً بأننا مجانين بسبب إيماننا بقدرتنا على القضاء على النموذج الذي تمثله شركة مونسانتو في مجال صناعات الكيمياء الزراعية. والأمر عائد لنا لنثبت لهم مجدداً بأننا قادرون على الأمل"
وتنهي الرسالة:" سيكون لصوت العلماء والأطباء والمزارعين أهمية قصوى خلال الأشهر الثمانية عشر القادمة. لذا إن كنت عالماً أو طبيباً مختصاً بالأورام، وكنت تعمل على أي موضوع له علاقة بالغليفوسات وتجديد رخصته، أو إن كنت مزارعاً تملك الخبرة في مبيدات الأعشاب أو الوسائل البديلة لها، نرجو منكم إعلام فريق عمل آفاز بذلك .."
aabdkh@yahoo.com