خاص بآفاق البيئة والتنمية
المنازل التي صممها حمد نزال المنسجمة مع البيئة الطبيعية المحيطة ومبنية من الطين والقش والشعير والرماد وشعر الماعز
مرحبًا، جئت اليوم لأحكي لكم قصتي، أنا "حمد" الأردني الذي مارس عدة مهن لكنّه لم يشعر بالإشباع الذاتي، إلا حين اتخذ التراب رفيقًا ومعلمًا، ليخرج أخيرًا ببناء صديق للبيئة ومتحالف مع الطبيعة، من خلال أبسط الأشياء "الطين"، و"القش".
عشت في الولايات المتحدة الأميركية سنوات طويلة، وعملت فيها مدرسًا لـ "اللغة الإنجليزية"، وكنت في فترةٍ ما مسؤولًا إعلاميًا ورئيسًا للتحرير في إحدى المجلات، فضلًا عن العديد من المقالات والمؤلفات التي نُشرت لي.
في المقابل، نما بداخلي حُب معرفة أسرار تراب الأرض، والتطلع إلى شئ فريد يخرج منه، فثمة موارد طبيعية كامنة يضمها التراب، من هنا حضرت في ذهني فكرة "بناء صديق للبيئة".. عدت إلى مسقط رأسي بمحافظة المفرق شمال شرق الأردن عام 2016، وباشرت بتنفيذها.
|
|
المنازل الطينية أثناء مرحلة التصميم والبناء |
المنازل الطينية الصديقة للبيئة التي صممها حمد نزال في محافظة المفرق شمال شرق الأردن |
أنجزت هيكل البناء في أربعة وعشرين شهرًا، تبعها ثلاث سنوات أخرى من العمل والجهد المتواصل والاستشارات الهندسية، إلى أن أتممت عام 2021 مشروع "قباب المفرق" عبر بناء منازل، على أرض بمساحة 750 مترًا مربعًا، مستخدمًا الطين، وقش الشعير، والرماد، وشعر الماعز، بعيدًا عن أي مادة خرسانية.
ولكل منزلٍ قُبّة، ونوافذ صغيرة، وباب خشبي يحمل الطابع التراثي القديم، مع ألوانٍ زاهية، في شكلٍ جذب العيون إليه، إذ أصبح مزارًا للكثيرين، ومركزًا للتدريب في مجال طُرق البناء القديمة.
حمد نزال داخل المبنى الطيني الصديق للبيئة
حقًا إنها تجربة مُدهشة وفريدة رغم عدم استنادي في البداية لخبرة علمية أو دراسة مُحَكَمة، لكنّها أثبتت أن هذا النوع من البناء بسيط منخفض التكاليف، قابل للعيش البشري طويلًا، ويتكيف مع العوامل الجوية، فضلًا عن أنه يُلائم الروح ويُناصر الطبيعة.
حمد نزال (52 عامًا)/ المفرق - الأردن
المبنى الطيني الصديق للبيئة