اعتباراً من 2030 قد تُسجّل كل دول العالم تقريباً درجات حرارة عالية قياسية

باريس/ آفاق البيئة والتنمية: خلصت دراسة نُشرت في يناير/ كانون الثاني الماضي إلى أن كل دول العالم تقريباً قد تسجل درجات حرارة عالية قياسية عاماً من كل عامين بدءًا من 2030.
وتحمّل الدراسة المنشورة في مجلة "Communications Earth & Environment" المسـؤولية الملوِّثين الرئيسيين في العالم، بسبب ما خلّفوه من انبعاثات الغـازات الكـربونية، وتتقاطع فيها بيانات تاريخية مع الالتزامات التي وعدت بها أكثر خمس قوى ملوّثة في العالم – الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند وروسيا – قبل مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 26"، بهدف استنتاج توقعات حول ارتفاع درجة حرارة الأرض المسببة لتغير المناخ في كل منطقة في الفترة الممتدة حتى نهاية العقد الحالي.
وبذلك، من المتوقع أن تسجّل 92% من الدول الـ165 التي شملتها الدراسة درجات حرارة عالية جداً، مرة كلّ عامين.
يقول المؤلّف المشارك للدراسة ألكسندر نويلز، من منظمة "كلايمت أناليتيكس" غير الحكومية، إن هذا الاستنتاج "يؤكد مدى إلحاح هذه المسألة، ويُظهر أننا نتجه نحو عالمٍ أكثر حرارة بالنسبة للجميع".
ومن أجل تسليط الضوء على مساهمة أكثر دول ملوثة في العالم بهذه الظاهرة، نمذَّج الباحثون بعد ذلك ما كان ليكون عليه الوضع في غياب مساهمات هذه القوى الملوثة منذ عام 1991. وتبيَّن أن نسبة الدول التي قد تتأثر بسنوات الحر الشديد انخفضت في إثر ذلك لتصل إلى 46%.
وترى ليا بوش، من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ "إي.تي.إتش"، أن الدراسة تسلّط الضوء على "البصمة الواضحة" للقوى الكبيرة الملوِّثة على مستوى عدة مناطق من العالم.
وقالت: "أظن أنه مهم جداً، لأننا نتحدث عن كميات مجردة للانبعاثات أو درجات حرارة عالمية نعلمها لكننا لا نستطيع الشعور بها".
وسيكون الاضطراب ملحوظاً بشكل خاص في المناطق الاستوائية الأفريقية "نظراً لأنها مناطق تكون فيها الاختلافات من عام إلى آخر صغيرة عمومًا، فإن الزيادة المعتدلة التي ستشهدها، مقارنةً بالمناطق الأخرى، تُخرجها من نمط مناخها المعروف"، حسب الباحثة.
وتؤثّر الزيادات الأقوى في درجات الحرارة على خطوط العرض العليا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهي ظاهرة لوحظت من قبل.
وقد يُخفّف تراجع كبير بالانبعاثات من عواقب ارتفاع الحرارة، حسب مؤلّفي الدراسة.
غير أن الأمم المتحدة تتوقع أن يشهد العالم ارتفاعًا في الانبعاثات بنسبة 13.7% مع الالتزامات الحالية للدول بحلول عام 2030، بعيداً عن ضرورة خفض الانبعاثات بنسبة 50% من أجل تحقيق الهدف المثالي لـ"اتفاقية باريس" التي أبرمت في عام 2015 والمتمثل في احتواء ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ+1.5 درجة مئوية بالنسبة للعصر ما قبل الصناعي.
المصدر: AFP