شذرات بيئية وتنموية.. أحوال ومقترحات
خاص بآفاق البيئة والتنمية
نفايات تنتشر في مختلف الأنحاء الفلسطينية
تابعتُ قبل سنوات تصريحات نضال منصور رئيس قسم الصحة والبيئة في بلدية نابلس، الذي أكد حينها أن كمية النفايات التي تُجمع يوميًا من المدينة تضاعفت في الأيام الثلاثة التي سبقت العيد.
. وأوضح أن حوالي 450 طنًا من النفايات جُمعت يوميًا خلال الأيام الثلاثة ما قبل عيد الفطر، مشيرا إلى أنه كان يُجمع ما بين 200- 250 طنًا من داخلها، ومن المخيمات الأربعة المجاورة في الأيام العادية، وكانت حاويات القمامة تجمع نحو 300 طن يوميًا في شهر رمضان.
ويتكرر كل عيدٍ طوفان النفايات، الذي يُغرِق الطرقات، ويشوه وجه مدننا وطرقاتنا، ويؤكد نزعتنا الجارفة إلى الاستهلاك، وغياب اعتبارنا البيئة أولوية، ما يستدعي إيجاد طرق خلاقة لمعالجة المشكلة.
حلوى العيد
تجربة شخصية
أعيد اقتراح تجربة "العيد الرشيق"، والتي تقوم على لائحة سوداء تتضمن قائمة ممنوعات لا بد من حظر دخولها إلى بيوتنا وأجسامنا، فلا داعي في العيد للسكر، وسنشرب القهوة السادة "المُرة" فقط، ولن نتذوق العصير الصناعي، وسنقاطع الحلوى الجاهزة والبيتية، وسنحاصر المشروبات الغازية، وسنقدم الشاي والأعشاب الطبيعية في مساء العيد بلا سكر، وسنحضّر كعك العيد دون سكر، فعجوة التمر الجاهزة لا مكان لها، وسنكتفي بطحن التمر الطبيعي وإزالة قشوره، ثم نتمرد على قواعد السكر الناعم والخشن، وسنوفر طبق فاكهة من نوعين لمن يرغب بطعمٍ حلو المذاق، وسنعتذر من مُضيفنا في جولات العيد عن تذوق حلوياتهم، وتجنبًا للحرج سنصطحب في جيوبنا كيس ورقٍ لنتحرر من قطع الحلوى المُقدمة لنا، وفي نهاية العيد نحتسب كمية السكر التي كنا سندخلها على معدتنا، ونقدر السعرات الحرارية التي تحررنا منها بالمجان.
يمكن إشراك الأطفال في صناعة الكعك، وإنتاج أشكال جديدة من الحلوى الخالية من السكر، وتشجيعهم على مقاطعة السكاكر الجاهزة، ونشاهد معهم برامج متلفزة ووثائقية عن أضرار السكر، والأصباغ، والألوان، والمواد الحافظة
وحتى في الأعياد وسواها، بالمستطاع تشجيعهم على صناعة مسليات بديلة عن السكر، وتحضير عصائر طبيعية في المنزل، وتجهيز "الكوكتيل" دون الحاجة للبدائل الجاهزة الحافلة بالسكر.
وفي تجربة شخصية، أدخل فيها العام الثامن في مقاطعة السكر، وجدتُ العيد مناسبة مثالية لإطلاق هذا الإعلان. إذ أكتفي في زياراتي بشرب الماء، أو حبة فاكهة، وأروّج حيثما أجلس لنشر ثقافة مقاطعة السكر، وفي مرحلة متقدمة الملح.
ويعد الدمج بين السكر واللحوم أمرًا مزعجًا، إذ أنه يتلف المعدة، وخاصة في الأعياد، ويمكن تجريب يوم عيد واحد دون "المسحوق الأبيض"، وبعدها نقارن النتائج، على أن نمضي الفترة بين عيد الفطر والأضحى (نحو 70 يومًا) دون التعاطي مع هذه المادة، ونسجّل كل السلع التي تخلّينا عنها طيلة هذه الفترة.
سنلاحظ أنه على رأس القائمة الحلويات المختلفة، والسكاكر، والكعك المنزلي، والعصائر، والمشروبات الغازية، والشاي، والمُسلّيات الجاهزة، والكثير الكثير من الأطعمة، التي تصل أطباق حساء الدجاج الجاهزة، والخبز الأبيض، وأصناف الفواكه المعلبة، وبعض الفاكهة المجففة، وعندئذٍ سنكتشف حجم السعرات الحرارية الكبير، الذي تخلينا عنه، وما كان سيجري لو أدخلناه إلى أجسادنا.
فاكهة بديلة للحلويات
فواكه
من المؤسف ارتفاع أسعار الفواكه قبل العيد، ومؤلمٌ أن تكون الفاكهة كلها في أسواقنا تقريبًا إسرائيلية، فيما لا تجد خضرواتنا معظم العام من يشتريها، أو تُباع بثمنٍ بخس.
المرجو، تبني زراعة الفاكهة ودعمها، وتصويب عاداتنا الاستهلاكية ذات الرفاهية العالية، التي تصل إلى شراء بعض الأصناف بـ 25 شيقلًا للكيلوغرام الواحد.
الفن المعاصر
فن!
التحقت بدورة في الفن المعاصر، 2003، قدَّمها فنانون نرويجيون وفلسطينيون. يومها، كان هاجسي خدمة هوايتي في التصوير بما سيقدمه التدريب. حاورني المدرب طويلًا، كان عملي الفني بث رسالة ضوئية من البيرة لجبل الطويل تذكر القادم من بولندا أنه سارق، لكنه اقترح عليّ أن أغير وجهة تفكيري، وأرسل لـ "بسجوت" الأزهار رسالة سلام، وأجبته: "اللصوص لا يجيدون شم الورد".
لم أجد في الفن المعاصر فنًا عميقًا، بدليل أنني قدمت عملًا لم يقنعني لكنه أدهش قيمة المعرض، الذي نشرنا فيه صنائعنا ومن وحي ما شاهدنا وسمعنا، أن أي شيء يصلح ليكون من أعمدة الفنون المعاصرة، فبوسعك مثلًا سكب كوب حليب على صلصة بندورة، أو نصب حبل غسيل ونشر أطباق وملاعق عليه، أو مزج الأحذية بالتفاح، أو كتابة عبارة ثم تحطيمها.
إطلاق النار في الأفراح
أفراح
لغياب الحزم في وقف إطلاق النار في الأفراح والمناسبات، وحفاظًا على أرواح الأبرياء، علينا مقاطعة أي احتفال ينشط فيه "طخيخة الأعراس"."
قرار الإغلاق
من جديد يكثر الحديث عن العودة إلى الإغلاقات بفعل الطفرة الهندية، وأولها أربعة أيام في "جارتنا عانين" قبل العيد، أتمنى على جهات الاختصاص الاستفادة من الدروس السابقة، التي أثبتت عدم نجاعة الإغلاق في حالات عديدة، واقتصاره في مناطق كثيرة على الجانب الإعلامي، مما يوجب البحث عن بدائل عملية وقائية مقنعة.
وأغلب الظن، أننا سنقابل الطفرة الهندية-حال تفشيها لا قدر الله- ببرودة أعصاب، ولن يصدق سوادنا الأعظم أنها موجودة أصلًا، فقد نال التعب منا بعد 18 شهرًا، وصرنا نشعر بالملل عند ذكر الفيروس المستجد، وتراجعت الثقة بالإجراءات الصحية، التي كانت تقول إن اللقاحات ستطيح بالجائحة، وسيقابل الإعلان عن الإغلاق-إن حدث- بعدم قبول أو التزام شعبي بالإضافة إلى السخرية من القرار.