خاص بآفاق البيئة والتنمية
التخلص من النفايات الطبية الخطرة بالحرق الكامل والآمن بيئيا وصحيا
أجرى مؤخرًا المعهد الوطني للبيئة والتنمية "نيد" بالتعاون مع منظمة أوكسفام الدولية، دراسة تتناول إدارة النفايات المنزلية إبّان جائحة كورونا في قطاع غزة، والجوانب الصحية للأسر التي تخضع للحَجر في هذا الصدد.
وكانت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا قد اُكتشفت في 22 مارس/ آذار 2020، وحينها سارعت مؤسسات الرعاية الصحية والسلطات الرسمية إلى العمل بنظام وقائي متعارف عليه دوليًا ومحليًا لاحتواء الأزمة.
وتركزت الجهود الوقائية على حماية المواطنين من العدوى؛ سعيًا إلى التخفيف من حدة الضغط الملقى على نظام الرعاية الصحية الذي يُعاني ضعف الإمكانيات، لذلك فُرض الحجر الصحي المنزلي في إجراء احترازي على الذين لا تظهر عليهم أعراض؛ أو تظهر عليهم أعراض خفيفة، ممن يُشتبه بإصابتهم.
وفي قطاع غزة يعيش قرابة مليوني نسمة في قطاع غزة الذي تقدّر مساحته 365 كيلومتر مربع، ظروفًا قاهرة.
ويقطن كُثر منهم في مخيمات للاجئين، وكما يعرف الجميع، غزة من أشد مناطق العالم كثافة سكانية، وبناءً عليه وتحت أي ظرفٍ سيكون التباعد الاجتماعي في المنطقة المكتظة تحديًا بالغًا، ناهيك عن شحّ الموارد والحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 14 عامًا.
وتشهد معدلات انتشار العدوى بفيروس كورونا ارتفاعًا، والذي يضر بالقلب وبالأوعية الدموية والجهاز التنفسي والجهاز المناعي، وقد يُودي إلى الوفاة.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السلوك الصحي السليم في العائلات المعزولة يُعد أحد أهم التدابير لمنع وتخفيف وطأة الإصابة.
تعقيم الأحياء الشعبية في قطاع غزة
الوضع الراهن لإدارة النفايات المنزلية الصلبة أثناء الجائحة
إن توفير المياه الآمنة والصرف الصحي أمرٌ ضروري لحماية صحة الإنسان في فترة تفشي
الأمراض المعدية، بما في ذلك ضمان إجراء الممارسات السليمة لإدارة المياه والصرف الصحي والنفايات التي تتراكم باستمرار في الأسر المَحجورة، لمنع انتقال فيروس كورونا من شخص إلى آخر.
وتفتقر البلدان النامية إلى القدرة على إدارة النفايات، بسبب شح الموارد التقنية والمادية، وبالتالي توجد صعوبات في هذا الجانب، وفي المقابل يتوجب التخلص من النفايات الصلبة يوميًا.
ويغدو دور المؤسسات والهيئات المحلية المختصة أكثر أهمية في الأوبئة، لأن تراكم النفايات وعدم التخلص منها بشكل دوري يفاقم المخاطر المرتبطة بانتشار مسببات الأمراض.
هذا، ويطرأ تغيير جذري على طبيعة النفايات في هذه الفترة الحرجة، هناك الكمامات والقفازات ومعدات الوقاية الشخصية، ومعقمات الأيدي، مما شكَّل عبئًا هائلاً على أنظمة معالجة النفايات التي ترتفع وتيرتها بطبيعة الحال أكثر من الوضع الطبيعي من جهة، ومن جهة أخرى يتأثر جمع النفايات بالإغلاقات، كما أن معظم السكان يعملون من المنزل ليصبح المشهد أكثر تعقيدًا.
ولا ننسى أن الوضع الاقتصادي المزري في قطاع غزة يعيق وصول العديد من العائلات الفقيرة أو ذات الدخل المحدود إلى مواد وأدوات النظافة الشخصية والتنظيف.
ومنذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول 2020، كانت الجهات المعنية تحوّل المخالطين أي الذين يعيشون في أسرة أصيب أحد أفرادها، وكذلك الإصابات التي لا تظهر على أصحابها الأعراض بوضوح إلى الحجر المنزلي لمدة 14 يومًا على الأقل.
ثم شمل هذا القرار لاحقًا الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة والمسافرين العائدين.
ومع ذلك، فإن جمع النفايات من المنازل ومنشآت الحجر الصحي مع وجود مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجد، أو يُشتبه في إصابتهم به؛ ينطوي على خطورة؛ إلا أن معالجتها والتخلص منها أمر لا نقاش فيه؛ حفاظًا على النظافة والصحة العامة، ما يستدعي التخلص منها بشكلٍ مناسب وآمن.
وورد في الدراسة التي كان الخبير البيئي د.أحمد حلس أحد المشاركين فيها، أن مقدمي خدمات النفايات الصلبة تعذر وصولهم إلى 30٪ من الأسر في قطاع غزة، وخاصة العائلات التي تعيش بعيدًا عن مراكز المدن والمناطق الحضرية، فيما لا تملك معظم الأسر في غزة وسائل آمنة للتخلص من النفايات الصلبة، فمنهم من يحرق القمامة أو يدفنها أو يتركها في الخارج في حاويات متهالكة، مما يثير القلق بشأن انتقال الفيروس من النفايات الناتجة عن مُخلفات الأسر داخل الحجر الصحي.
عمليات تعقيم النفايات الصلبة في قطاع غزة
دور البلديات
يهدف الحجر الصحي إلى الحد من أنشطة الاتصال بين الأشخاص المشتبه بإصابتهم وبين الآخرين، ويُوصى بوضع النفايات في أثناء الحجر الصحي وفترة التعافي؛ في أكياسٍ طبية مَتينة وإحكام إغلاقها قبل التخلص منها، إذ يتولى جمعها عمال البلدية.
ومن الصعوبات التي تواجه إدارة النفايات في القطاع، التوزيع الجغرافي للحالات في نطاق واسع مع تزايد عدد المصابين.
وعلاوة على ما سبق، يتطلب التخلص السليم من النفايات مهامًا إضافية، ومنها فصل وجمع النفايات، وإعداد جداول جديدة وتحديد آلية مناسبة للتعامل معها في المستشفيات أو المنازل التي تخضع للحجر الصحي.
وسلطت الدراسة الضوء على دور البلديات، ولاحظت وجود تباينٍ في دور ومساهمة كل منها فيما يتصل بإدارة النفايات الصلبة في المنازل المحجورة.
على سبيل المثال، في محافظة غزة، تُجمع النفايات المنزلية مرة واحدة يوميًا، دون الالتزام بوقت محدد للجمع، مع تطهير مكان النفايات بهيبوكلوريت 0.5 -1 ٪ نظرًا لكثرة الأسر المحجورة في مدينة غزة وقلة الموارد اللوجستية والمالية والبشرية.
ولم تتمكن البلدية من توفير أكياس أو حاويات مخصصة لهذا النوع من النفايات.
في حين أن البلديات التي لديها عدد محدود من الأسر المعزولة في محافظات أخرى في قطاع غزة، وزعت أكياس نفايات خاصة ومواد تعقيم على كل منزل، كما تجمع النفايات من هذه الأسر يوميًا.
غالبا ما يتم خلط النفايات الطبية الخطرة مع سائر النفايات الصلبة في قطاع غزة
التحديات المرتبطة بإدارة النفايات المنزلية:
• زيادة كمية النفايات الصلبة بشكل عام، إضافة إلى زيادة في النفايات المعدية، وكذلك تلك التي يصعب التخلص منها مثل البلاستيك، بسبب فترات الإغلاق ولجوء السكان الى شراء الأصناف المعلبة.
• خلط النفايات المعدية مثل القفازات والأقنعة والأنسجة والشاش مع النفايات الأخرى.
• قلة الوعي بإدارة النفايات الصلبة.
• تدني الاستعداد للتغيير السلوكي بين أفراد الأسرة المعزولة والمجتمع.
• قلة الموارد البشرية واللوجستية.
• الضبابية في الأدوار والمسؤوليات لأصحاب القرار.
فصل النفايات الطبية عن سائر النفايات الصلبة في أحد المراكز الصحبة بغزة
الإجراءات الواجب اتباعها لإدارة النفايات الصلبة في الحجر المنزلي
بعد الإعلان عن تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة، اُتخذت العديد من الإجراءات من قِبل السلطة المحلية، وتشمل التدابير الرئيسية:
البقاء في المنزل، والتباعد الاجتماعي، واستخدام معدات الحماية الشخصية.
وفي أوقاتٍ عصيبة كهذه، تحتاج إدارة النفايات الناتجة عن الأسر المحجورة إلى التزام المواطنين، والوعي بكيفية التخلص من النفايات الصلبة، بإشراف الجهات المختصة.
وفيما يلي سلوكيات يتوجب التحلي بها:
• غسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد التعامل مع النفايات.
• استخدام مُعدات الحماية الشخصية عند ملامسة النفايات الصلبة.
• التأكد من موعد جمع النفايات، حتى توضع الأكياس في المكان المخصص قبل الموعد المحدد.
• غسل الحاويات المستخدمة للتخلص من النفايات المنزلية بالماء والصابون والمطهر مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.
• وضع الأغراض المستخدمة مثل الملابس والأحذية في أكياس مغلقة داخل المنزل.
• وضع الإبر المستخدمة أو القطع الحادة (مثل مستخدمي الأنسولين والأدوية الأخرى القابلة للحقن) في عبوات مقاومة للثقب (زجاجات المياه المعدنية).
• غسل اليدين لمدة 60 ثانية على الأقل قبل لمس الأطفال.
• لا بد من وضع النفايات الشخصية، مثل المناديل الورقية والعبوات والأقنعة ومستلزمات التنظيف التي تُستخدم لمرة واحدة بشكل آمن داخل أكياس القمامة.
• التأكد من أن كيس القمامة ليس ممتلئًا تمامًا، حتى لا يفيض ما بداخله، ويُفضل استخدام كيسين إذا كانت توجد نفايات رطبة.
• من المهم التخلص من أي أدوات حماية شخصية بعد التعامل مع النفايات.
• يجب تطهير محتويات النفايات داخل الكيس، برّشها بمحلول هيبوكلوريت بنسبة 1٪ قبل 24 ساعة من جمعها بواسطة عمال النظافة.
الإجراءات الوقائية التي يُنصح بها للحد من فرصة الإصابة بفيروس كورونا:
• الحفاظ على مسافة جسدية ما بين متر إلى إثنين، بين الأفراد.
• ارتداء قناع طبي في الأماكن العامة وعند التواجد بجانب أشخاص لا يعيشون في المنزل، خاصةً في الظروف التي يكون التباعد الاجتماعي فيها صعبًا.
• تنظيف اليدين بشكل متكرر باستخدام المطهر المحتوي على الكحول إذا كان متاحًا، أو بالماء والصابون في حال اتساخ اليدين.
• تجنب لمس العينين والأنف والفم.
• عند السعال أو العطس لا بد من استخدام المناديل الورقية ثم التخلص منها فورًا.
• تنظيف اليدين جيدًا بعد التخلص من الكمامة.
• التطهير الروتيني للأسطح التي تُلمس بشكلٍ متكرر.
• زيادة التهوية داخل المنزل، مثل تشغيل المكيف أو فتح النوافذ.
• تقليل المحادثات في الأماكن الداخلية، والاتجاه نحو الهواء الطلق عندما يكون ذلك متاحًا.
• توفير أدوات النظافة في الأسواق والأماكن العامة، وتفعيل الرقابة لإلزام المواطنين بمعدّات الوقاية الشخصية في أثناء تواجدهم.
• نشر تعليمات إجراءات الحماية والنظافة العامة باستمرار بواسطة الملصقات ووسائل التوعية المختلفة.