خاص بآفاق البيئة والتنمية
يحتل إنتاج النباتات الدائمة في المشاتل الصغيرة، متعددة الاستخدامات، مكانة هامة في أنظمة الزراعة البيئية. إذ أن المشتل البيتي يعد مصدرا اقتصاديا للنباتات التي يمكننا زراعتها ونقلها إلى الأرض. وذلك أفضل بكثير من الاشتال التي نشتريها من السوق، خاصة الأشجار المتساقطة الأوراق، وذات الجذور العارية. والمشتل عبارة عن مساحة محدودة من الأرض، ذات مناخ خاص، يوفر الظروف الملائمة لإنبات البذور ولإكثار الشتلات بمختلف الطرق، وللحصول على أشتال قوية يمكنها النمو بنجاح عند زراعتها في الأرض.
والسؤال المطروح هو: ما هي إيجابيات المشتل؟
أولا: يوفر المشتل الظروف المثالية لإنبات البذور ونموها. إذ أن العديد من البذور لا تنمو بمجرد بذرها في التربة، بل أنها تحتاج لشروط معينة كي تنبت، مثل ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة، حاجة بعض البذور للضوء ونمو البعض الأخر في الظل، أو حتى الظلمة وغير ذلك من الشروط.
ثانيا: نمو البذور مبكرا في المشتل. وبالتالي، من خلال توفير ظروف بيئية مناسبة للبذور في المشتل، يمكنها أن تنمو قبل أو بعد موسمها. بمعنى، إمكانية الحصول على المحصول في الفترة الخاصة المخطط لها.
ثالثا: تحسين مقاومة البذور للأمراض والحشرات المتعددة.
رابعا: انتقاء البذور أو الأشتال الأقوى. علما أن الشتلة في المشتل إذا لم تقو جيدا، فإنها قد تضعف أو تُكْسَر عند نقلها إلى الحقل، في بيئة مختلفة بعض الشيء عن تلك التي في المشتل.
هل ثمة سلبيات معينة للمشتل؟ الجواب نعم. وذلك للأسباب التالية:
أولا: تكلفة التشتيل في المشتل أعلى من البذر أو التشتيل المباشر في الحقل.
ثانيا: احتمال تدمير الاشتال أثناء نقلها من المشتل إلى الحقل.
ثالثا: سرعة انتشار مرض معين في حال إصابة شتلة واحدة أو أكثر.
رابعا: احتمال نشوء جذور ملتوية أو حلزونية.
خامسا: احتمال حدوث تلوث.
سادسا: اختلاف تربة المشتل عن التربة الحقيقية في الحقل. لهذا يفضل التشتيل في نفس نوع تربة الحقل التي سينتقل إليها الشتل لاحقا.
سابعا: يوجد في المشتل استهلاك إضافي للماء.
بعد الانتهاء من زراعة الأشتال التي تحتاجها في حديقتك، بإمكانك بيع فائض بعض الأشتال، وبالتالي توفير مصدر دخل إضافي. وذلك حين تشتيلك للنباتات المفيدة والنادرة، والتي من غير السهل الحصول عليها. فضلا عن تكيفها البيولوجي مع منطقتنا، الأمر الذي يؤهلك لسد فراغ هام في صناعة الأشتال، عبر تزويدك المشاتل والمزارعين والأسواق التجارية بنباتات متميزة.
وقد يتراوح هذا النشاط التجاري، من مستوى مبيعات المفرق المحلية، إلى مستوى مبيعات الجملة الواسعة، وذلك وفقا لاحتياجاتك، علما بأن المساحات الصغيرة نسبيا تختزن طاقة كبيرة للدخل الذاتي، من خلال القيام ببعض الأعمال غير المكلفة وباستخدام البذور المحلية والبلدية. وبما أن معظم فعاليات المشتل تحتاج إلى إدارة يومية، فبالتالي، يفضل أن يكون موقع المشتل قرب واجهة المنزل. ومن الأمور التي يجب توفرها: المياه النقية، التربة ذات الصرف الجيد، الوقاية من الريح والتعرض الكافي للشمس.
يمكنك التخصص في انواع أو أصناف نباتات معينة، ويمكنك أيضا التركيز على نخبة كبيرة من النباتات المطلوبة لقطاع معين من السوق، مثلا شجيرات واشجار مثبتة للنيتروجين. وعموما، كلما ازداد التنوع، كلما اتسع نطاق العمل. وحالما تبدأ بالدعاية والبيع، فمن المفيد أن تقوم بمسح السوق، للحصول على المعلومات التي تساعدك في معرفة النباتات التي عليك زراعتها.
تذكر، بأن هدفك الرئيسي في السنة الأولى يتمثل في تنمية الجذور. فالأجزاء العلوية غير ذات أهمية، كما أن الأشجار والشجيرات متساقطة الأوراق غالبا ما تقلم عند زراعتها. ومن الممارسات الشائعة في المشاتل التجارية، الضخ المتواصل للأسمدة الكيميائية الصناعية، بهدف تنمية أوراق علوية كبيرة، أو بهدف إطالة فترة النمو في حالة الأشتال المرباة في أوعية، الأمر الذي يؤدي إلى تقييد وتشويه نمو الجذور.
وكقاعدة عامة، يمكننا القول، بأنه، كلما قَصُرَ ساق الشتلة، وكبرت جذورها، لدى نقلها إلى موقعها الثابت، كلما كانت بنيتها أقوى. وفي هذه الحالة، قد تحتاج النبتة إلى بعض الري ومراقبة الأعشاب من حولها.
الأشجار والنباتات التي ستحصل عليها من مشتلك، بهدف زراعتها في أرضك، ستكون أرخص، ونوعيتها أفضل من أي مصدر أخر.