المياه العذبة تتحول إلى مستنقعات
|
|
ابار هدمت اكثر من مرة في محيط بلدة إذنا |
البئر الارتوازي في إذنا قبل ردمه |
خاص بآفاق البيئة والتنمية
|
تجمع المياه على شكل مستنقعات موحلة جعل هذه الأراضي في إذنا غير صالحة للزراعة |
عندما بدأ الاحتلال قبل خمس سنوات ببناء جدار الفصل العنصري على مقربة من أراضي وينابيع بلدة إذنا، أخذ بتدمير عشرات آبار مياه الجمع وبضعة آبار ارتوازية، مانعاً المزارعين من الوصول إلى أراضيهم من خلال تدمير الطرق وتخريب الدفيئات الزراعية، وترك كميات كبيرة من المياه تجري بشكل عشوائي دون السماح للمواطنين الاستفادة منها. وبالرغم من وقوع هذه الأراضي بعد جدار الفصل العنصري أي باتجاه منازل المواطنين، إلا أنها أصبحت أراضٍ شبه خالية ومن يقترب منها يعرض نفسه للاعتقال أو الغرامة المالية.
وعندما تجود السماء عليك بماء غزير يروي أرضك ويغمرها، وتشاركها هي الأخرى - الأرض - بكرمها عبر تفجير بعض العيون والينابيع لتجري مياهها العذبة على مدار العام وسط الحقول والسهول راسمة لوحات خضراء، فأنت أمام نعمة ربانية، لكن الحال تبدل اليوم، حيث يتربص لك احتلال يتجلى بأبشع صوره مانعاً أصحاب الأرض الاستفادة من المياه سواء بالزراعة أو تخزينها للشرب تحت حجج وذرائع واهية.
أيام زمان
هذه المرة القصة من وادي "الناقي والبص" غرب بلدة إذنا بمحافظة الخليل، حيث تكثر الينابيع وعيون المياهمستمرة الجريان، ورغم أن إذنا من البلدات التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة لموقعها الجغرافي إلا أن تدفق المياه لا يتوقف، والكميات الناتجة كبيرة، حيث كانت الآبار المنتشرة في المنطقة تروي مئات الدونمات الزراعية التي تعتبر سلة بلدة إذنا الغذائية، فتطورت الزراعة، واعتمد بعض المزارعين على الدفيئات الزراعية للاستفادة من المياه الجارية في إنتاج محاصيل متنوعة.
الزراعة في وادي "الناقي والبص" كانت تساهم بأكثر من 50% في توفير احتياجات البلدة من الخضروات والعنب، إضافة إلى أن هذا القطاع وفّر العديد من فرص العمل، وأصبح يؤمن دخلاً مادياً مناسباً لمئات الأسر، كما كان يعتمد على هذه الآبار آلاف المواطنين لتوفير مياه الشرب سيما أيام الصيف عند انقطاع هذه الخدمة من البلدية. وتعود ملكية هذه الأراضي لعائلات منها "العسود، الجياوي، فرج الله، البطران، الطميزي، عواودة".
الحفاظ على البيئة ؟!
يفيد المواطن سليمان العسود من بلدة إذنا أن قوات الاحتلال هدمت له ثلاثة آبار خلال أقل من سبعة شهور، ورغم التزامه بقرار المحكمة الإسرائيلية بتقديم الأوراق والاعتراضات اللازمة، إلا أنها لم تجدِ نفعا امام جرافات الاحتلال التي لم تنتظر صدور أي قرار لصالح أو ضد بناء هذه الآبار، كما كان يجبر العسود على دفع غرامة مالية في كل مره يحاول حفر أو بناء بئر آخر، والغريب أن التهمة التي كانت توجه له في المحكمة الإسرائيلية، هي تجميع وتخزين مياه عادمة تعود بالضرر على البيئة والمياه الجوفية!!.
وتابع العسود أن هذه الإجراءات جعلت أراضيهم غير صالحة للزراعة بسبب غمرها بالمياه، حيث لم يتمكن المزارعون من حراثة حقولهم بواسطة الحيوانات أو الجرارات الزراعية، لتتجمع المياه على شكل مستنقعات يملؤها الوحل.
دواعٍ أمنية
مصادر من بلدية إذنا أشارت إلى أنها تقدمت بدعوى قضائية للمحكمة العليا الإسرائيلية لوقف عمليات الهدم التي يتعرض لها وادي "الناقي والبص" إلا أن المحكمة ترد في كل مرة، أن الأمر يترك لتقديرات الجيش الأمنية في تلك المنطقة، فلم تسمح بمد أنابيب للاستفادة من المياه التي تتدفق في الوادي لسد حاجة المواطنين بالبلدة، ومنعت الصهاريج من نقل هذه المياه.
كما أن التهم التي توجه للمزارعين بأنهم يجمعون مياهاً عادمة في الآبار المحفورة غير صحيحة، وما ذُكر في الإخطارات يصف البناء المخطر او المهدوم في المنطقة كـ "بئر مياه او بركة مياه" ولا يذكر قصة المياه العادمة.
وأمام هذه التعسف كما يفيد المصدر، هناك آلاف الدونمات المنهوبة خلف جدار الفصل العنصري تزرع وتروى بالمياه الفلسطينية المسروقة.
|
|
جريان مياه احد الينابيع غرب بلدة إذنا |
مستنقعات المياه يملؤها الوحل جعلت العديد من الأراضي بجوار الجدار العنصري في إذنا غير صالحة للزراعة |