التعهدات المعلنة بخفض الإنبعاثات غير قادرة على منع ارتفاع حرارة الأرض

لندن / خاص: قالت وكالة الطاقة الدولية أن التعهدات الحالية بخفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري غير كافية، وستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع درجة حرارة الارض 2.6 درجة بحلول نهاية القرن. وتسعى دول العالم إلى التوصل إلى اتفاق لمكافحة تغير المناخ في كانون الأول. لكن الاجتماع الذي عقد في حزيران الماضي في مدينة بون الألمانية انتهى دون تحقيق تقدم كبير بشأن وضع سقف لارتفاع درجة الحرارة لا يتجاوز درجتين مئويتين.
فخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، اعتبارا من عام 2020 التي اقترحتها الحكومات حتى الآن لن تحقق على الأرجح هدف عدم تجاوز ارتفاع الحرارة درجتين، وهو سقف يقول العلماء ان تجاوزه سيجعل العالم يعاني من فيضانات أشد وموجات جفاف وعواصف أقسى وارتفاع مستويات البحار.
وتقول وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها، انه على الرغم من أن هذه التعهدات تعد "بداية طيبة" إلا ان الحكومات بحاجة إلى تشديد سياساتها، وإلا سيسير العالم في طريق يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة في درجة الحرارة تصل إلى 2.6 درجة مئوية بحلول عام 2100 و3.5 درجة بعد عام 2200.
وهذا سيترجم فعليا إلى متوسط زيادة في درجة الحرارة يصل إلى 4.3 درجة في اليابسة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية حيث يعيش معظم سكان العالم، بل أكثر من هذا في مناطق الحضر.
وقال كبير الاقتصاديين في الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول للصحافيين في لندن في افادة صحافية: "قُلْ حينها على العالم الذي نعرفه منذ قرون السلام".
وأضاف أن زيادة في درجة الحرارة بهذه النسبة ستتسبب في أن يشهد العالم أحوال طقس متطرفة، وستتحمل أفريقيا العبء الاكبر. لكن ستحدث موجات حر في باريس على سبيل المثال كل عامين.
وتقول وكالة الطاقة الدولية انه لتفادي هذا يجب على الحكومات، خلال المحادثات التي ستجري في باريس في كانون الأول، ان تضع شروطا حتى تصل الانبعاثات ذات الصلة بالطاقة إلى ذروتها في وقت مبكر، حتى تبدأ في الانحسار، وأن عليها ان تعيد النظر في التزاماتها كل خمس سنوات، وان تترجم هدف الدرجتين المئويتين إلى هدف طويل المدى.