خاص بآفاق البيئة والتنمية
حكايات
تلتصق في ذاكرتي أجواء شباط 1992، حين ضربت فلسطين والمنطقة عواصف ثلجية، غطى خلالها الزائر الأبيض بلدتي برقين، والتي لا تعلو البحر سوى بنحو 280 مترًا. يومها، وفي الرابع والخامس والسادس والعشرين منه، شاهدنا شيئا لم نره من قبل، وأخذنا نلهو فيه، ونحتفل بقدومه.
ولشدة سعادتنا به، وبعد ذوبانه من بلدتنا، صعدنا إلى الجبال الأكثر علوًا، والمحيطة بنا للمزيد من اللهو، ولالتقاط صور تذكارية.
وقتئذ، كان التصوير يدويًا، ويحتاج عدة أيام لنرى نتائجه، فما أن نشاهد أنفسنا، والبياض يحيط بنا، كنا نطير من الفرح، ونتمنى أن يتكرر المشهد تارة أخرى، ولوقت أطول.
وفي 28 كانون الثاني 2000، طرق الزائر الأبيض باب مرتفعات فلسطين ثانية، دون أن تحظى بلدتنا به، لكنه وصل الجبال التي تصل إليها أبصارنا.
أما خلال كانون الأول 2013 ، فلم نر الثلج في ارتفاعاتنا المتواضعة، وحينها بدأنا نفتش عن الأعالي التي حلّ عليها.
مما لا يطير من ذاكرتنا، روايات الآباء والأجداد عن الثلج، وربطهم سنوات تساقطه بمواليد تلك الفترة، وبأحداث اجتماعية عديدة، وزواج وقصص تراثية.
سجل
ووفق السجل المطري المتوفر لفلسطين، والذي تداولته مواقع الرصد الجوي والمهتمة بالتاريخ، فإن الزائر الأبيض حط في فلسطين يوم 30/01/2008، 14/02/2004، و25/03/2003، و24/02/2003، و9/01/2002، و 7/01/2002، إضافة إلى 27/01/2000، و5/01/2000، و18/03/1998، و 11/01/1998، و25/02/1997، و18/01/1996.
وتكرر الأمر في 3/12/1994، و9/02/1993، و2/02/1993، و15/12/1992، و23/02/1992، و9/02/1992، بجوار 4/02/1992، و1/02/1992، و1/01/1992، و2/04/1990، و12/02/1989.
كما وصل فلسطين الضيف الأبيض خلال 16/01/1989، و23/02/1988، و17/01/1988، و25/02/1985، و5/03/1983، و26/02/1983، و19/02/1983 ، و23/01/1983، و 18/01/1983، و1/01/1983، و4/02/1982.
وتكرر العزف الأبيض في 2/03/1980، و5/01/1977، و10/02/1976، و10/02/1975، و16/02/1974، و1/02/1974، و22/01/1974، و14/01/1973، و7/02/1972، و14/03/1971، و13/12/.1970
كما تساقطت الثلوج خلال أيام 29/01/1969، و17/01/1968، و26/03/1967، و29/01/1967، و5/02/1964، و18/01/1964، و19/02/1962، و21/01/1961
، و24/02/1959، و14/02/1959، و30/01/1958، و1/02/1957، و 24/12/1956
، و19/12/1953، و15/11/1953، و19/12/1951.
وغطى الزائر الأبيض أعالي فلسطين أيام 5/02/1950، و26/01/1950، و15/01/1950، و6/04/1949، و27/02/1949، و15/02/1949، و7/02/1949 ، و29/01/1949، و16/03/1948، و29/02/1948، و16/02/1948، و16/02/1946
، و23/02/1945، و 23/02/1945، و30/01/1943، و4/01/1942، و1/01/1941.
وشقت الثلوج طريقها لفلسطين أيضا في 5/03/1939، و28/02/1938، و10/02/1938
، و26/01/1937، و28/12/1936، و18/01/1935، و16/02/1934، و11/02/1934
، و25/01/1934، و16/01/1934، و7/02/1932.
وعادت الحلة البيضاء إلى مرتفعات فلسطين في 8/03/1929، و22/01/1929، و24/02/1928، و15/02/1927، و11/02/1927، و23/01/1925، و25/02/1921
، و15/02/1921، و1/01/1921، و20/02/1920، و7/02/1920، و17/02/1913
و5/01/1912، و17/02/1911، و12/02/1911، و19/01/1911، و29/03/1910، و1/12/1908، و30/11/1908، و1/12/1905، و23/01/1905، و20/01/1904، و1/01/1902.
كما تساقطت الثلوج خلال 15 /02/1898، و30/12/1897، و17/12/1888، و20/01/1887، و1/01/1884، و15/12/1878، و26/03/1875، و18/01/1875، و8/04/1870.
ثلوج نادرة في مدينة حيفا عام 1920
قراءات
باستعراض سريع للأرشيف، تكون فلسطين قد شهدت، وبالمتوسط، أعلى الهطولات في أعوام 1878 (34 سم)، و1911 ( 75 سم)، و1920 ( 98 سم)، و1948( 40 سم)، و1950 (50 سم)، و1992 ( 35 سم)، و1999 ( 40 سم).
واللافت أن الثلوج تتساقط غالباً في فلسطين في شهر شباط، يليه كانون الثاني، ولكن ثمة حالات نادرة، حين هطلت الثلوج في الخريف والربيع, أبرزها في 13 كانون الأول 2013، و15 تشرين الثاني 1953، و26 آذار 1967، و5 آذار 1985، و29 آذار 1910، و8 نيسان 1870.
تاريخ
يقول المؤرخ مخلص محجوب الحج حسن، في كتابه (جنين ماضِ وحاضر)، إن الرصد الجوي بدأ في القدس عام 1857، وكان يتم في مكتب القائمقام العثماني، ثم في مقر الحاكم البريطاني المستعمر، وانتقل إلى المدارس ومديريات الزراعة بعد ذلك.
aabdkh@yahoo.com