كارثة صحية وبيئية رهيبة تطال قطاع غزة بسبب عدوان تموز-آب

العدوان دمر ولوث معظم الأراضي الزراعية في قطاع غزة
غزة / هداية الصعيدي: حذر مسؤول فلسطيني من "كارثة صحية وبيئية" تطال الإنسان والحيوان والنبات في قطاع غزة؛ جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
وقال نزار الوحيدي، مدير الإدارة العامة للتربة والرّي، في وزارة الزراعة الفلسطينية بقطاع غزة إن "قصف إسرائيل للأراضي الزراعية، خلال العدوان، سيخلّف كارثة صحية وبيئية، ويهدف إلى القتل غير المباشر وتهديد الأمن الغذائي للمواطنين".
وأضاف: "إسرائيل تسعى من وراء استهداف الأراضي إلى تهديد الأمن الغذائي للمواطنين، وقتلهم بشكل غير مباشر من خلال تلويث التربة وتسميم المحصول بالمواد الكيميائية الناتجة عن الصواريخ والقنابل".
وتوقع أن تخلف "الصواريخ والقنابل الإسرائيلية، التي انهالت على الأراضي الزراعية خلال العدوان، آثارا سلبية جمة على صحة الإنسان والإنتاج النباتي والحيواني". وأوضح قائلا: "سينتج عن الاستهداف المتكرر للأراضي الزراعية، انعدام في خصوبة التربة وظهور للطفرات الجينية في الإنتاج الحيواني والنباتي". ولفت إلى أن التربة "ستحتوي على كميات كبيرة من المواد المسرطنة أو المشعة، وهو ما أكدته زيادة أعداد حالات السرطان في غزة خلال السنوات الماضية، وحالات الإجهاض والتشوه وموت الأجنة للكائنات الحية". وقال: "بعد الحربين السابقتين، شهدنا موت أعداد كبيرة من الماشية، ورصدنا ظهور طفرات جينية في الثمار والأشجار والحيوانات، وتشوهات أيضًا، فكيف الآن بعد كل هذه الصواريخ، التي قالت بعض المصادر الحقوقية بأنها أسلحة محرمة دولية".
وأضاف: "الكثير من المواد الكيميائية امتصتها التربة والنباتات، مما سيشكل خطراً على صحة المواطنين، ولقد رصدنا مشاهد غريبة للثمار في بعض الدفيئات الزراعية، وكانت شبه ناضجة لشدة الحرارة من الصواريخ الإسرائيلية".
وشنت إسرائيل ثلاثة حروب على قطاع غزة، كانت الأولى في 27 كانون أول 2008، أطلقت عليها اسم "الرصاص المصبوب"، واستمرت 23 يوميًا، أودت بحياة (1436) فلسطينيًا، وإصابة نحو (5400) آخرين. فيما بدأت حربها الثانية في 14 تشرين ثاني 2012، استمرت لمدة 8 أيام، وأسفرت عن مقتل 162 فلسطينيا، وإصابة 1200 آخرين.
وأشار الوحيدي إلى أن الإمكانات والأجهزة المتوفرة لدى الوزارة غير قادرة على كشف وتحليل التربة وكشف الملوثات فيها، مناشدًا المؤسسات الدولية بإرسال وفود متخصصة، للفحص والخروج بنتائج دقيقة. وتابع: "سبق أن وفد إلى قطاع غزة جهات مختصة لفحص التربة، إلا أنها منعت من تزويدنا بالنتائج التي توصلت إليها". ولفت إلى أن كمية المحصول الزارعي ستتضاءل بكميات كبيرة، وستعاني الأسواق من عجز بنسبة 90%. وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة؛ بدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، عن استشهاد أكثر من 2100 فلسطيني وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين بجراح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى دمار مادي واسع في القطاع الذي يقطنه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني. ووفقا لبيانات رسمية إسرائيلية، قتل في هذه الحرب 64 عسكرياً و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً.