كيف نحول منازلنا إلى مبان "خضراء"؟
منزل أخضر
يواجه كثيرٌ من المعنيين بشراء شقة أو بناء منزل جديد العديد من الاقتراحات "للبناء الأخضر" ؛ إذ ازداد في السنوات الأخيرة عدد الشركات التي باتت تقترح علينا شققا ومنازل مغلفة بشعارات مختلفة لنفس المعنى: "أخضر". كما يحاول العديد من منتجي مواد البناء والأدوات المنزلية ركوب موجة الارتفاع في منسوب الوعي البيئي. والسؤال هو: ما هي أعمال الصيانة والترميمات والإصلاحات والتحسينات المطلوب عملها في المنزل القائم، كي نحوله إلى منزل أكثر اخضرارا وصداقة للبيئة، وبخاصة منزل موفر للطاقة؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال، من المفيد الإشارة إلى أن أكثر من 70% من الإمكانيات الكامنة لتقليص انبعاث غازات الدفيئة في فلسطين وسائر البلاد العربية، موجودة في المباني القائمة والقاطنين فيها. لذا، فإلى جانب تشجيع بناء المباني الخضراء يجب العمل أيضا باتجاه "تخضير" المباني القائمة.
وتتلخص العمليات الترميمية الأولية البسيطة التي يجب عملها لتحويل مبنى قديم إلى مبنى موفر للطاقة، في عزل الجدران الخارجية، عزل الشبابيك والفتحات، تغيير الشبابيك واستبدالها بغيرها، بحيث تتطابق مع المواصفات البيئية المعتمدة، عمل مظلات و"تخضير" الأسطح.
وهنا، يجب ألا نهتم كثيرا بالاستثمار الذي سنضعه بمنزلنا، لأن فترة استرداد متوسط الاستثمار في المنزل قصيرة، علما بأن مصدر استرداد تكلفة عملية "تخضير" المنزل يكمن أساسا في التوفير المتوقع في استهلاك الكهرباء والتبريد والتدفئة والإنارة، بنسبة قد تصل إلى 25% أو أكثر سنويا.
ويمكننا القول، إن البناء "الأخضر" (المنسجم مع البيئة)، يوفر مبالغ هائلة تنفق على استهلاك الكهرباء؛ إذ إن المنازل، من خلال استهلاكها للكهرباء، تساهم في توليد أكثر من 40% من انبعاثات غازات الدفيئة. ولو عملنا على تقليص استهلاك الكهرباء المنزلية بين 15-20%، فالنتيجة ستكون، بالإضافة إلى التوفير المالي الهام، تقليصا بنحو 10% من الانبعاث المحلي لغازات الدفيئة.