العدوان الصهيوني على غزّة زاد من عزلة إسرائيل، والاتحاد الأوروبيّ يوقف استيراد النبيذ ومنتجات اللحوم والأسماك المُصنعّة في المستعمرات

زهير اندراوس / الناصرة: كُشف النقاب في تل أبيب عن أنّ الاتحاد الأوروبيّ شدّدّ من العقوبات الاقتصاديّة المفروضة على المنتجات المُصنعّة في المستوطنات الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة المحتلّة، ولفتت المصادر إلى أنّ وزارة الزراعة في تل أبيب قرّرّت في شهر حزيران الماضي تحويل منتجات الدجاج، التي كانت معدّة للتصدير إلى أوروبا إلى السوق المحليّة أوْ إلى دول أخرى في العالم.
ونقلت صحيفة هآرتس العبريّة (17/8/2014) عن مسؤول إسرائيليّ وصفته بأنّه رفيع المستوى، قوله إنّ القرار اتخذّ بعد أنْ قام الاتحاد الأوروبيّ بفرض تشديد على مقاطعة منتجات المستوطنات. وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه في الـ17 من شهر شباط الماضي قرّرّ الاتحاد الأوروبيّ تعليمات جديدة بموجبها لا يعترف بسلطة إسرائيل في كلّ ما يتعلّق بإنتاج مأكولات الدجاج في المستوطنات بالضفّة الغربيّة المحتلّة، في القدس الشرقيّة وفي هضبة الجولان العربيّة السوريّة المحتلّة، وبناءً على ذلك، فإنّ استيراد المنتجات من المستوطنات إلى الاتحاد الأوروبيّ بات من رابع المستحيلات، على حدّ قول المصادر ذاتها.
وقال الموظف الإسرائيليّ، الذي لم يكشف عن اسمه، للصحيفة العبريّة، إنّ تدقيقًا أجرته الوزارة أظهر أنّ مستوطنات في غور الأردن تزود مصنع (عوف طوف) بالدجاج، وعلى أثر ذلك نشأ تخوف من أنّ كافة منتجات (عوف طوف) لا يمكن تصديرها إلى الاتحاد الأوروبيّ.
علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ التوقعات في الدولة العبريّة تُفيد بأنّه أنه بعد توقف تصدير منتجات اللحوم إلى الاتحاد الأوروبي فإنه سيتّم وقف تصدير منتجات الأسماك أيضًا إلى الاتحاد الأوروبيّ. كما أظهر فحص قامت بإجرائه وزارة الزراعة، التي يقودها الوزير العنصريّ يائير شامير، من حزب (يسرائيل بيتينو)، بقيادة وزير الخارجيّة ليبرمان، أظهر أنّ مصنعًا في المنطقة الصناعية (عطروت) الاستيطانية تقع خلف الخط الأخضر ويقوم بتصدير الأسماك إلى الاتحاد الأوروبيّ. وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، قولها إنّه بعد منتجات الدجاج والأسماك، سيأتي دور فرع النبيذ، حيث من المتوقّع وقف تصديره إلى الاتحاد الأوروبيّ، وفي هذا السياق، قال موظفون كبار في وزارتي الخارجيّة والزراعة إنّ الأمر سيؤدّي إلى أضرارٍ اقتصادية كبيرة لخزينة الدولة العبريّة، خصوصًا وأنّ أكبر المصانع التي تقوم بإنتاج النبيذ تتواجد في هضبة الجولان السوريّة المحتلّة.
على صلة بما سلف، نقل المُحلل السياسيّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، باراك رافيد عن مسؤولين في تل أبيب قولهم إنّ الحرب على غزّة قد دهورت مكانة إسرائيل الدوليّة، وساهمت في عزلتها، وحذّرت المصادر من أنّها قد تتجه نحو فرض حظر بيع أسلحة على إسرائيل.
ولفت المُحلل في سياق تحليله إلى أنّ ألمانيا رفضت قبل عدّة أشهر منح إسرائيل منحة ماليّة بقيمة مئات ملايين اليورو بهدف شراء سفن صواريخ متطورة للدفاع عن منصات الغاز بسبب انهيار عملية السلام واستمرار البناء في المستوطنات، مضيفًا أنّه خلال الحرب الأخيرة على غزّة أعلنت إسبانيا عن تجميد التصدير الأمنيّ لإسرائيل احتجاجًا على استمرار المس بالمدنيين الفلسطينيين.
وفي بريطانيا تسببت الحرب بموجة من العداء لإسرائيل، ومواجهات سياسية حادة في داخل الائتلاف، وكانت النتيجة اتخاذ قرار بفحص سياسية بيع الأسلحة لإسرائيل، وتجميد 12 ترخيصًا للتصدير الأمني، بما في ذلك، قطع لدبابات (ميركفاه) وطائرات بدون طيّار، كما قالت الصحيفة العبريّة. من ناحيته، أوضح وزير الماليّة الإسرائيليّ وزعيم حزب (يش عتيد) يائير لبيد، أنّ هناك مؤشرات على أنّ العالم وفي مقدّمته الولايات المتحدة الأميركية بدأ يسحب تأييده لإسرائيل وينفذ صبره منها، مؤكدًا أن المقاطعة ستعود بنتائج كارثية على الدولة العبرية.
ورأى الوزير الإسرائيليّ أنّ هناك مؤشرات أكيدة على فقدان إسرائيل للتأييد من قبل أوروبا وحتى الولايات المتحدة، وقال: إنّ تجاهل المجتمع الدولي لتحذيراتنا الخطيرة من المشروع النووي الإيرانيّ يشير إلى أنّ العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة لا يفقد تأييده لنا فحسب، بل ينفذ صبره علينا أيضًا، معتبرًا أن العلاقات مع الولايات المتحدة من أكثر الأمور حساسية بالنسبة لإسرائيل.