حسين عباس/ خاص: قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن الانتعاش في قطاع الزراعة بقطاع غزة عندما تتوقف الحرب الإسرائيلية سوف يتطلب دعما خارجيا واضحا على المدى الطويل، مشيرة إلى أن الحرب أجبرت المزارعين والرعاة على التخلي عن أراضيهم كما أفضى إلى شلل في أنشطة الصيد، وبالتالي توقف الإنتاج المحلي للأغذية والذي يؤثر وبشدة على سبل العيش.
وأوضحت المنظمة الدولية في تقريرها إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تسببت في إلحاق أضرار كبيرة ومباشرة بـ 170 ألف دونم من الأراضي الزراعية في قطاع غزة وكذلك جزء كبير من البنية التحتية الزراعية، بما في ذلك البيوت المحمية وأنظمة الري والمزارع الحيوانية ومخازن العلف وقوارب الصيد.
وأعلنت وزارة الزراعة الفلسطينية قبل ذلك بأن إجمالي الخسائر التي تعرض لها القطاع الزراعي بعد شهر من الحرب الإسرائيلية، بلغت 251 مليون دولار.
وتشتهر غزة بزراعة الزهور، وتصدرها لأكثر من 30 دولة حول العالم، إضافة إلى بعض أصناف الخضار، وتصدر منتجات غذائية تقوم على المحاصيل الزراعية، كالمعلبات، وبعض الصناعات الغذائية. وجاء في تقرير الفاو أنه كما فقدت غزة نصف إجمالي الطيور الداجنة (دجاج الشواء ودجاج بيّاض) إما بسبب إصابات مباشرة في حظائرها أو عدم توفر المياه أو الأعلاف أو الرعاية نظرا للقيود المفروضة على الوصول.
وتقدّر الخسائر في الوقت نفسه لقطاع الصيد في غزة حتى الآن بنحو 234.6 طنا خلال الفترة 9 تموز– 10 آب- أي ما يعادل 9.3% من الصيد السنوي للصيادين المحليين.
وقال تشيرو فيوريللو، رئيس مكتب منظمة الأغذية والزراعة في الضفة الغربية وقطاع غزة "حتى الآن، حالت العمليات العسكرية الجارية دون اكتمال اجراء تقييمات مفصلة للأضرار التي لحقت بالزراعة". وتستورد غزة معظم غذائها – لكن الأغذية المنتجة محليا تمثل مصدرا هاما من الأغذية المغذية وبأسعار معقولة، ويعتمد نحو 28600 شخص على الزراعة و6000 على تربية الماشية و3600 شخص على الصيد لكسب الرزق.
وقال فيوريللو "استئناف الإنتاج الغذائي يواجه عقبات خطيرة بالنظر إلى الأضرار الواقعة ونقص المياه والكهرباء والمدخلات والموارد المالية، فضلا عن عدم اليقين المستمر بشأن استئناف الأنشطة العسكرية".
وتقلّبت أسعار المواد الغذائية في قطاع غزة بشكل كبير مقارنة مع قبل بدء الحرب، حيث تم تسجيل زيادات كبيرة لأسعار منتجات معينة مثل البيض والعديد من الخضروات. وتراوحت الارتفاعات بين 40% في أسعار البيض إلى 42 % للبطاطا و179 % في أسعار البندورة.
ومع توقف الإنتاج الغذائي المحلي وتقليص الواردات الغذائية، يكاد جميع سكان غزة (حوالي 1.8 مليون شخص) يعتمدون حاليا على المساعدات الغذائية.
ويقوم برنامج الأغذية العالمي، جنبا إلى جنب مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بمساعدة حوالي1.1 مليون شخص بانتظام.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن حوالي 700 ألف شخص يعتمدون حاليا على توزيع الأغذية الاستثنائي الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية والأونروا وبرنامج الأغذية العالمي.