زراعة النباتات على سطح المبنى مكون أساسي في البناء الأخضر

مواطن غزي يرعى أشتال الخضروات على سطح منزله
معظم أسطح المباني في الضفة الغربية وقطاع غزة عبارة عن فراغات ضائعة وغير مستغلة. وغالبا ما تستخدم لوضع الألواح الشمسية أو الهوائيات، أو قد تستعمل مخازناً للأسلاك والمواسير المهترئة، والأثاث القديم المستهلك وغير ذلك من المخلفات المنزلية. بل إن وضع أسطح المباني العامة والمدارس أكثر سوءا؛ إلا في الحالات النادرة التي تقرر فيها مدرسة ما، أن تحول سطحها إلى بستان أخضر.
وحاليا، أخذت تنتشر في العديد من المنازل بقطاع غزة المحاصر، ظاهرة الزراعة على الأسطح؛ وبخاصة زراعة الخضار والأعشاب. ومن الطبيعي أن يكون دافع أهالي غزة لزراعة الأسطح مرتبط باقتصاد الصمود ومواجهة الحصار التجويعي. وهذا يشكل نموذجا واضحا للقاسم المشترك القوي بين اقتصاد المقاومة وحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي.
وفي الواقع، يشكل السطح الأخضر أحد المكونات الهامة في البناء الأخضر؛ فكون السطح مغطى بالنباتات التي يوجد أسفلها طبقة عازلة سميكة، يحمي الطوابق العلوية من الحرارة كما يخفض الحرارة داخل المبنى بثلاث أو أربع درجات في أوج أشهر الصيف الحارقة؛ وهذا يعني تقليل استعمال المكيفات وتقليص استهلاك الطاقة. وجعل السطح حديقة يؤدي إلى جذب الطيور والفراش. وعمليا، "يُعِيد" السطح الأخضر إلى الطبيعة قطعة الأرض التي فقدتها عندما ارتفع عليها البناء الإسمنتي. كما أن لتخضير الأسطح بعداً جماليا؛ إذ يعد السطح بمثابة الواجهة الخامسة الخضراء للمبنى، والتي يمكننا رؤيتها من المباني المجاورة.
ونستطيع إقامة دفيئة على السطح لتكون بمثابة مشتل وعازل حراري في آن معا. كما بإمكاننا استخدام الدفيئة كمعرش في الصيف.