خاص بآفاق البيئة والتنمية
شارع وسط جنين وقد اقتلعت أشجاره واستبدلت بأعمدة الإنارة وحاويات النفايات
حداثة
غيّرت الغرفة التجارية الصناعية الزراعية الجديدة في جنين، شكل شارع رئيس وسط المدينة، واقتلعت الأشجار التي كانت تمنح الدرب بعض الإشارات الخضراء، وجرى استبدال زينة الطريق بأعمدة إنارة، وحاويات نفايات، وقوارير لأشجار زينة.
تتواصل مع مسؤول سلطة جودة البيئة في المحافظة، وتسأله عن الجهة التي وافقت على اقتلاع الأشجار، فيجيب بـ"أن أحدًا لم يتصل به، وقد تكون وزارة الزراعة جرى استشارتها بالأمر".
كان بوسع الهيئة الجديدة للغرفة التجارية الإبقاء على الأشجار، ونصب أعمدة إنارة بجوارها بطريقة فنية لافتة، ولا شك أن وجود حاويات قمامة في الشارع، وتخطيطه للمارة أمر مهم، لكن الإطاحة بالأشجار لا يمكن تبريره، وهو بكل المعاني خسارة.
تفقد مدننا وجهها الأخضر يومًا بعد يوم، فقبل أسابيع جرى هدم بناية قديمة في جنين؛ لإنشاء مركز تجاري حديث. وللأسف، نتخلى عن موروثنا الطبيعي والمعماري القديم بوتيرة متسارعة، ولا نعرف الأسباب، أو الفلسفة المرجوة، ونتمنى أن نصل إلى حال أفضل، يصون البقية، ويلبي في الوقت نفسه التطور التجاري، ولكن دون المس بالتراث، ومراعاة حقنا في بيئة جميلة تكحلها الأشجار والمساحات الخضراء، وخاصة أننا في مدينة الجنائن.
موائد رمضان
رمضان
يقترب موسم الصيام رويدًا رويدًا، وتتكرر كل عام الأسئلة ذاتها حول الشهر الفضيل، وما يرتبط به من إدارة اقتصاديات المنزل، وتحديدًا حجم ما يُنفق على الطعام والشراب والحلوى، وبخاصة في ظل أزمة مالية تعصف بالقطاع الحكومي، وتقليصات ما يُدفع من رواتب للعاملين فيه.
تبدو الحلول المقترحة عديدة، لكنها ستواجه بعدم الاستعداد لتبنيها؛ بسبب التحوّلات الثقافية والاجتماعية، وتفشي الأنماط الاستهلاكية المفرطة، التي باتت تسيطر علينا.
قد تكون أحدى الحلول السهلة والسريعة والواقعية، الدخول في خيار "الطبخ الجماعي"، الذي يُعيدنا بشكل جديد، إلى الأنماط التي كانت سائدة عند الآباء والأجداد، عبر "الأسرة الممتدة"، واعتماد آلية تضمن عدم إلقاء الطعام في الحاويات، وتأجيل الشراء لما بعد الإفطار، وإجراءات أخرى.
كما يمكن وضع برنامج غذائي يترفع قليلاً عن اللحوم والشحوم، ويعترف بالأطباق الشعبية والتقليدية، التي تتناسب بالفعل مع قوة دخلنا الراهنة، ومقدرتنا على الشراء، ولا يغرق نفسه بالطعام والشراب، ويستفيد فعلًا من دروس الصيام والحكمة المرجوة منه.
قروض
أولويات
سمعت عن تنفيذ أمر حبس فريد من نوعه قبل مدة، فقد اقترض أحدهم من مؤسسة مالية لتحسين مسكنة، وحصل على 3500 دولار، لكنه بعد استلامها، قرر السفر إلى دولة مجاورة برفقة زوجته وطفله، وصرف كامل المبلغ في أقل من أسبوع، وعندما عاد، عجز عن السداد، وصار نزيلًا في السجن!
تثبت الحادثة أن أولوياتنا بحاجة إلى إعادة ترتيب عاجلة، وتكشف عن خلل خطير وصلنا إليه عبر سياسات غير مدروسة، وفي ظل طفرة قروض متسارعة، وإغراقنا بحزم شرائية وتسويقية لا تتناسب وقدرتنا الاقتصادية الحقيقية، وتريد لنا أن نتحول إلى "قوة اقتصادية" ذات شأن من العدم.
الحكومة الفلسطينية الجديدة
تمكين
استحدثت وزارة جديدة لـ"التمكين والريادة"، وتولاها أسامة السعداوي. وقال رئيس الوزراء الجديد د. محمد اشتية في تصريحات صحافية إن وظيفة الوزارة "أن تعزز وتخلق فرصًا استثمارية للخريجين، خاصة أن 54% من الشباب عاطلون عن العمل، وستعمل هذه الوزارة على تمويل مشاريع استثمارية للشباب والمرأة ورجال الأعمال وغيرها، وهناك صناديق وبرنامج للتمكين سيتم توطينه ويصبح مسؤولية الحكومة، والهدف من الوزارة النهوض بمنظور مستقبلي لفلسطين أين ستذهب".
وبيّن اشتية أن بعض برامج هذه الوزارة موجودة، وأضاف "الوزير سيقوم بتطوير عمل الوزارة لتعالج الهم المتعلق ببطالة الشباب بشكل أساسي عبر مشاريع استثمارية، لنقل الناس من الاحتياج إلى الإنتاج، ونريد أن نحول الأسرة من مستهلكة إلى منتجة وصولا للاعتماد على الذات والانفكاك من الاحتلال".
تبدو فلسفة الوزارة واقعية، وتحتاج إلى كل دعم من أصحاب الأفكار الريادية وغير النمطية، ولكنها لو ألحقت بوزارة أخرى كالتنمية الاجتماعية، أو بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة، أو المجلس الأعلى للإبداع والتميّز، أو أجسام رسمية أخرى قائمة، لقللت تكلفة استحداث وزارة، وبخاصة في ظل أزمة المال الحادة، وإجراءات التقشف الراهنة.
مساحات هائلة من الأعشاب وسط منازلنا وأحيائنا دون علاج بيئي
أعشاب
تقترح على المجالس المحلية والمواطنين، مطلع العام الحالي، البدء بإجراءات سريعة للتخلص الآمن من الأعشاب، وتحويلها إلى مواد عضوية، قبل تضخمها وتحولها إلى موئل للأفاعي والقوارض، ومصدر خطر عالٍ للحرائق.
لسوء الطالع، لا استجابة، ومع الأمطار القياسية هذا الموسم، تشكلت لدينا مساحات هائلة من الأعشاب التي لم تعالج، وهذا يحتم علينا التفكير الجدي بطرق وقائية للحد من الحرائق، وتقليل خطر القوارض والأفاعي، وخاصة أن توفير أمصال من لدغات الأفاعي ليس سهلًا.
شارع رئيسي وسط جنين اجتث اشجاره
aabdkh@yahoo.com