مركز حسن مصطفى الثقافي
الترمس اقرب إلى الدواء من الغذاء
الترمس نوع من الحبوب، وتشتهر مصر بزراعته واستعماله وهو من الفصيلة القرنية ويضرب المثل برخص ثمنه ولكن فوائده الغذائية جيدة.
الترمس في الطب القديم
وصف بأنه اقرب إلى الدواء من الغذاء ..... وتحدث عنه الأطباء الأوائل وحديث ابن البيطار في ذلك طويل جدا، فقد ذكر عنه فوائد متعددة تبدأ بعلاج الدمامل وتنتهي بإحداث الإجهاض
وأضيف بأنه يجلو ويحلل، ويقتل الديدان إذا وضع من الخارج، وكذلك إذا لعق مع العسل، أو شرب مع الخل، والماء الذي يطبخ به الترمس يقتل الديدان، وإذا صب من الخارج نفع البهق، وينفع من القروح الخبيثة، ويدر الطمث، ودقيقه مع دقيق الشعير ينقع من أوجاع الخراجات، ويضمد به عرق النسا ......... وذكر انه بطيء الهضم، يولد بلغما غليظا.
الترمس في الطب الشعبي الحديث
أما في الطب الحديث، فقد وصف الترمس بأنه غني بالبروتين، إذ يحتوي على 30% من هذا العنصر، وهو ذو قيمة غذائية جيدة كالحمص، وثبت أن مطبوخ بذوره يدر البول ويهضم الأكلات الثقيلة، ويطرد بعضها أنواع الديدان.
ويحتوي الترمس على مادة ( اللسيتين ) وهي مكونة من الكالسيوم والفسفور ولذا فهو مقو جيد للأعصاب، وهو كذلك مقو ومنبه للقلب .
يحتوي الترمس على مواد فعالة تسمى ( الفلويدات ) وهذه المواد لها تأثيرها السام، إلا أننا قبل أن نأكله نتركه في الماء مدة طويلة، فتذهب مرارته ومعه تذهب سميته .... والجسم يتخلص من هذه المواد السامة أولا بأول عن طريق الكلى، أي أنها لا تتراكم في الجسم، ولا تسبب أي عوارض تسمم إلا إذا ابتلع الإنسان أو الحيوان كميات ضخمة من الترمس المر الذي لم ينقع في الماء. ويفيد في تطهير الأمعاء من الدود إذا اخذ العسل كما يقول جالينوس.
وقد أجريت أخيرا أبحاثٌ طبية تهدف إلى استخراج علاج من الترمس لمرض الصدفية، وقد أعطت هذه الأبحاث نتائج ايجابية للغاية.
وأصبح الترمس أملا جديدا لمرض الصدفية .
ويستعمل شعبيا لتخفيض السكر.
في أوقات الحروب يضاف إلى دقيق القمح لرخص ثمنه مع المحافظة على المردود الغذائي المشابه للخبز .
إعداد الترمس كبليلة :-
تغلى حبوب الترمس من 3-4 ساعات، ثم ينقع بالماء لمدة يومين أو ثلاثة، ثم يؤكل مرشوشا بالملح ويسوقُه باعة على عربات.
في قريتي بتير كان احد المعاقين بصريا يضع الترمس تحت مزراب ماء العين في كيس من الخيش لمدة يومين أو ثلاثة ويسوقه في دكانه الصغير ويعيد العملية باستمرار خاصة في الشتاء ولا احد من الصغار أو الكبار يعبث بهذا المنقوع والجميع يعرف صاحبه.
العصفر الزعفران،الكركم، أو الريقهان، أو الجادي
هو نبات عشبي حولي، والجزء المستعمل منه هو الأزهار التويجيه ذات لون اصفر برتقالي تقطف من الأزهار مباسمها، وتجفف في الظل، أوفي أفران خاصة وتبرد وتجفف في مكان جاف ...... وهي حمراء لامعة زكية الرائحة.
وفي ذاكرتي من أيام الطفولة السعيدة كان لنا خيمة كشافة منصوبة في الحاكورة الوسطى، وكنا نجمع بتلات نبات العصفر المزروعة على حواف الحاكورة قبل طلوع الشمس وعلى الندى . وكانت أياما لا تنسى.
في الطب القديم :-
- قال داود الأنطاكي في التذكرة :-
(وزهر الزعفران فيه شعر إلى البياض، وإذا فرك رائحته وصبغ وهذا الشعر هو الزعفران )
- قال ابن البيطار عن الزعفران : أن خاصيته شديدة في تقوية جوهر الروح، حتى انه ربما قتل من شدة التفريح بما يحدث ...... وهو يهضم، ويجلو البصر إن اكتمل به مع لبن امرأة، ويفتح سدد الكبد، ويملا الدماغ ..... وإذا تعسرت الولادة امرأة وشربت منه درهمين سهلت ولادتها وولدت في الحال ..... وإذا جُعل في الخمر وصل السكر بشاربه إلى ما يشبه البون من شدة الطرب.
في الطب الحديث :-
ثبت أن أزهار الزعفران تحتوي على مادة مقوية للأعصاب، منشطة ومنبهة، ومدرة للطمث والمقادير الكبيرة تسبب الإجهاض . وان كان استعمال الزعفران في الطب الحديث أصبح قليلا بالنسبة لاستعماله في الطب القديم.
استعمالات العصفر، الزعفران في المطبخ الفلسطيني:-
- يستخدم العصفر في صبغ الأطعمة وإعطاء الأرز لونا اصفرا مبهجا.
- يستخدم العصفر أيضا في صبغ بيض الخميس عند المسلمين وبيض عيد الفصح عند المسيحيين .
- يضاف إلى الشوربة للنكهة والطعم واللون وسهولة الهضم .
- يستخدم غم واحد منه في خمسة كؤوس فعليا في تهدئة بعض آلام المعدة.
- يستخدم خارجيا في التدليك (كلوسيون) في حالة التهاب المفاصل وذلك بان يغلى غرامان منه في ليتر من الماء.
- يستخدم في تخفيف آلام اللثة لدى الأطفال عند بدء التسنين. ويمكن إضافة الزعفران إلى العسل بأن يمزج منه جيدا.
- يفيد مطحون البتلات الجافة في وقف النزيف عن طريق وضعه على منطقة الجرح.
- يفيد مغلي الأزهار في معالجة الجروح والحروق عن طريق المسح الخارجي على مكان الإصابة.
- يستخرج من البذور زيت العصفر وهو ذو لون اصفر فاتح وذو طعم جيد، يستخدم في تغذية الإنسان وهو سهل الهضم
- ويدخل في صناعة الصابون والدهانات وحبر الطباعة.
- أما (الكسبة ) الناتجة عن عصر البذور فتستخدم في تغذية الحيوان.
وبذور الزعفران ليست سهلة المنال فكل مئة زهرة تعطي غرام واحد من حبوبه الجافة.