تلوث الغلاف الجوي .. والأضرار الناتجة عنه
يعتبر تلوث الغلاف الجوي في أيامنا أحد المشاكل الكثيرة التي يعاني منها العديد من الناس في مختلف أماكن العالم، حيث يشتكي العديد من الناس من تغير الجو بازدياد درجات الحرارة وتغير المناخ بشكل عام كازدياد الغبار وازدياد الأمراض وانتشارها بشكل أكبر. ويعود السبب في هذا كله إلى ظاهرة واسعة الانتشار في أيامنا الحالية تعود إلى الثورة الصناعية وهي تلوث الهواء أو تلوث الغلاف الجوي، فبعد الثورة الصناعية ازداد استخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير ومتزايد ممّا أدّى إلى زيادة الانبعاثات في الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة وغيرها، وهو الأمر الذي أدى إلى تغير درجات الحرارة.
إن تلوث الغلاف الجوي عبارة عن اختلال في النسب الحقيقية للمواد والغازات في الغلاف الجوي وزيادة الغازات السامة والضارة على حساب غازات أخرى كازدياد ثاني أكسيد الكربون في الجو والذي يعد من أخطر الغازات التي ازدادت مع تطور العملية الصناعية والتكنولوجية التي تؤثر على الغلاف الجوي على حساب الأوكسجين، فازدادت أعداد المصانع والسيارات ووسائل النقل المختلفة والوسائل التكنولوجية الحديثة، وأيضاً انبعاث الغازات السامة كتلك التي تنبعث من أنظمة التبريد القديمة وهي مركبات الكلوروفلوروكربون ما فاقم الخطر الكبير على الغلاف الجوي.
ويتبع تلوث الغلاف الجوي العديد من المشاكل الأخرى والظواهر البيئية كثقب الأوزون وهو ما تتسبب به غازات الدفيئة والتي يمكن تعريفها بشكل مختصر بنضوب طبقة الأوزون، وهي الطبقة التي تقوم بحماية الأرض من الأشعة الضارة التي تصل إليها من الشمس والكون كالأشعة فوق البنفسجية، ويتسبب تلوث الغلاف الجوي في ظاهرة الاحتباس الحراري أو ظاهرة البيت الزجاجي والتي تمّ تسميتها بذلك لأنها تعمل كالبيت الزجاجي، إذ أنّها تقوم بإدخال الحرارة إلى الأرض بشكل كبير جداً، إلّا أنها تقوم بحبسها بعد ذلك وتمنعها من الخروج إلى خارج الغلاف الجوي ممّا يؤدي إلى الازدياد الملحوظ في درجات الحرارة في الآونة الأخيرة.
وتتسبب هذه الظواهر المجتمعة تحت مسمى تلوث الغلاف الجوي بالعديد من المشاكل على المستوى العالمي، ومن هذه المشاكل ما هو حاصل في وقتنا الحالي ومنها ما يتوقع حصوله في حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على هذه المشكلة مثل ذوبان الجليد في القطبين بسبب ارتفاع درجات الحرارة في العالم وهو ما يتسبب بازدياد منسوب المياه في البحار وغمر السواحل والمدن الساحلية.
abdelalem2011@yahoo.com